alsharq

عبدالوهاب بدرخان

عدد المقالات 307

صدمة بولتون: ترمب أقلّ تطرّفاً مما ظنّه!

22 يونيو 2020 , 01:30ص

هل كانت شهادة جون بولتون لتغيّر كثيراً في محاولة تنحية دونالد ترمب؟ يحاول مستشار الأمن القومي السابق الإجابة في مذكراته عن الفترة التي أمضاها في المنصب، المفارقة من جهة أن بولتون يصف رئيسه بأنه غير مؤهّل لصنع قرار، ومن جهة أخرى أن ترمب أقاله بعد خلافات على عدد من الملفات، والمعروف أن المستشار كان على يمين جميع الرؤساء الذين خدم معهم، من رونالد ريجان إلى جورج بوش الابن، وكان متحمّساً دائماً للحرب، خصوصاً ضد إيران وكوريا الشمالية، ومعادياً ثابتاً للعرب مع انحياز مزمن لإسرائيل، على عكس ترمب، كانت لبولتون ولا تزال معرفة دقيقة بالملفات، فإن الرجلين يلتقيان في أن آراءهما واستخلاصاتهما مثيرة للجدل، وإن باتجاهين متعاكسين، ونظراً للعشوائية التي اتسمّت بها سياسات ترمب، فإن خصوم بولتون سجّلوا له أنه كان أكثر اتزاناً من رئيسه. يُستدلّ مما نُشر عن كتاب «الغرفة التي شهدت الواقعة» عشية صدوره، ومن قراءات «نيويورك تايمز» و»سي أن أن» وغيرهما لما ورد فيه، أن بولتون استخدم قربه من الرئيس ليقدّم رسماً أكثر وضوحاً لما يعنيه وجود رجل أعمال في البيت الأبيض، فهو لا يهتم إلا لما يساعد في إعادة انتخابه. قد ينطبق ذلك على جميع الرؤساء الأميركيين في منتصف الولاية الأولى، حين يضاعفون التركيز على ملفات اقتصادية داخلية تحفّز الناخبين على معاودة التصويت لهم، لكن يندر أن يظهر هذا الهاجس في السياسة الخارجية أو في التعاطي مع القادة الدوليين، إلا في حال وجود ملف معيّن يمكن أن يزوّده نجاحاً يعتدّ به «ريجان وإضعاف الاتحاد السوفييتي، بوش الأب وحرب الخليج الثانية، كلينتون وعملية السلام في الشرق الأوسط...». معروف أن ترمب وظّف إعادة انتخابه في سياسته الخارجية، ويكشف بولتون تفاصيل تتعلّق بـ «الفضيحة الأوكرانية» -تجميد مساعدات عسكرية لكييف لقاء التحقيق في أعمال هنتر، نجل جو بايدن، ومخالفاته المفترضة- وبطلب ترمب من الرئيس الصيني شراء محاصيل مناطق زراعية لمساعدته في الحصول على ولاية ثانية، ثمة سياسات أخرى للرئيس في الإطار والهدف نفسيهما، وتناولها بولتون في ضوء أيديولوجيته الخاصة، إمّا رافضاً لها لأنها تناقض مفهومه لسياسة أميركا «محاولة التقارب مع روسيا وكوريا الشمالية أو التفاوض مع حركة «طالبان»، أو متمنياً الذهاب أبعد فيها «الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران»، أو منتقداً عدم اختيار الأشخاص المناسبين لتنفيذها وليس بالضرورة لترشيدها «كما في إشارته إلى أن بنيامين نتنياهو استغرب انتداب ترمب صهره جاريد كوشنير لإدارة الملف الشرق-أوسطي الذي «أخفق فيه هنري كيسنجر». رغم أن بولتون حجب كثيراً من المعلومات، التزاماً بعدم كشف أسرار، فإن معالم الصورة التي يقدّمها عن مناخ البلبلة الداخلية الدائمة في إدارة ترمب تبدو أكثر وضوحاً مما ظهرت مع الصحافيين بوب ودورد «الخوف» ومايكل وولف «النار والغضب»، صحيح أنها تشرّح عملية اتخاذ القرار على نحو مقلق، إلا أنها تفضي عملياً إلى النتيجة التي بلغها ودورد مثلاً، وهي أن القرار يعكس غالباً التفاهم بين أركان الإدارة أكثر مما ينبثق من نقاشهم مع الرئيس، فعدا أن الأخير بدا لبولتون أقل تطرفاً مما ظنه سابقاً، فإنه «لا يسأل ولا يهتم بالتفاصيل»، بل إنه يملّ سماع التلخيص الاستخباري اليومي، الذي تعامل معه أسلافه باعتباره البداية اللازمة والضرورية لأي يوم رئاسي.

ليبيا في لجّة نظام دولي «متضعضع تماماً»

لفت المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، بعد صمت أربعة أشهر منذ استقالته، إلى أن هذه الاستقالة كانت قراراً متأخراً. هو لم يقل ذلك، لكن تركيزه على الإحباط الذي سبّبه هجوم خليفة حفتر على...

«ضمّ الأراضي» كجريمة يقاومها العالم بالكلام

في جلسة مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، قيل الكلام الأخطر والأسوأ للتحذير من جريمة إسرائيلية يجري ارتكابها علناً. إذا كان هذا المجلس بمثابة مرجع «قضائي»، باعتبار أن الشعوب تشكو إليه ما تعتبره مظلمة تقع بها، أو...

إزالة «التماثيل» بين تصحيح الحاضر ومراجعة التاريخ

فجأة تحوّلت التماثيل والنصب التذكارية من معالم تاريخية ومفاخر تاريخية وجواذب سياحية، إلى رموز خزي وعار وموضع إدانة ومساءلة، أصبحت آيلة للإزالة ليس من أمام الأنظار فحسب، بل أيضاً من الذاكرة والسجلات، وحتى من التعليم...

هل تحتمل أميركا والعالم ولاية ثانية لترمب؟

لم يخطئ دونالد ترمب أبداً بالنسبة إلى معاييره الشخصية، حتى في مقاربته لواقعة مصوّرة، مثل قتل الشرطي الأبيض ديريك شوفين المواطن الأسود جورج فلويد؛ إذ أذهل الرئيس الأميركي مواطنيه جميعاً بتعامله الفظّ مع ردود الفعل...

تغطية عربية للسطو الإسرائيلي على الضفة

ما يظهر على السطح رفضٌ واستنكارٌ دولي لعملية ضم إسرائيل 30 % من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ما يحدث تحت السطح أن حكومة الائتلاف اليميني باشرت إجراءات الضمّ هذه على الأرض، ولا تنتظر الموعد...

مسلسل واقعي من خارج السباق الرمضاني

وسط عشرات المسلسلات الدرامية في الموسم الرمضاني، وسوادها الأعظم رديء، كان من الطبيعي أن يبرز واحدٌ من خارج السباق، ومن الواقع المعاش لا من قصص متخيّلة أو مقتبسة. أُعطي أسماء عدة، لكن أفضلها كان «صراع...

بين واشنطن وإسرائيل مجرّد تصويب للأولويات

لكي يخرق وزير الخارجية الأميركي الحظر «الكوروني» ويسافر إلى إسرائيل، ذهاباً وإياباً من دون توقّف، لا بدّ أن ثمّة شديداً قوياً يتطلّب ضبطاً، رغم أن طبيعة العلاقة بين إدارة دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو لا تعاني...

خيار الكاظمي بالعراق في مسار صعب وواعد

مع رئيس الوزراء الجديد يفتح العراق صفحة غير مسبوقة، منذ سقوط النظام السابق، ذاك أن مصطفى الكاظمي لا ينتمي إلى أي حزب عقائدي ديني، كما كان أسلافه إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبد...

ما بعد «كورونا».. هل هو فرصة لمنطق الطغيان؟

السؤال مطروح غرباً وشرقاً، سواء باسترشاد ما يُعتقد أن مكافحة الصين لوباء «كورونا» كانت نمطاً نموذجياً لم يتمكّن العالم الغربي من اتباعه، ولذا فقد تبوأ المراتب الأولى في أعداد الإصابات والوفيات، أو ما يمكن أن...

في انتظار اللقاح.. أي دروس من الجائحة؟

ملامح كثيرة للتغييرات المقبلة بدأت تتراءى أمام العيون وفي المخيّلات وفي دروس المحنة الفيروسية على كل المستويات الفردية والجماعية، بغضّ النظر عما إذا عانى الشخص أو لم يعانِ فقداً في عائلته أو صداقاته، وعن مدى...

بين فيروسات وبائية وفيروسات سياسية

لن تختلف تقديرات الخسائر كثيراً في حال «كورونا» عما هي في أي حرب عالمية. ولا يمكن توجيه اللوم لجهة أو لأحد بالنسبة إلى الوباء، رغم أن الانفعالات اندفعت هنا وهناك إلى مزالق سياسية وعنصرية شتّى،...

حتى «صفقة» ترمب لم تساعد نتنياهو

كان الشيء الوحيد الذي لم يستطع دونالد ترمب تقديمه إلى صديقه بنيامين نتنياهو أن يوقف الملاحقة القضائية له بتهم الفساد. قبل الانتخابات الأولى في أبريل الماضي أهدى إليه هضبة الجولان السورية المحتلة، ولم تكن كافية...