alsharq

عبدالوهاب بدرخان

عدد المقالات 307

ما بعد «كورونا».. هل هو فرصة لمنطق الطغيان؟

06 أبريل 2020 , 01:36ص

السؤال مطروح غرباً وشرقاً، سواء باسترشاد ما يُعتقد أن مكافحة الصين لوباء «كورونا» كانت نمطاً نموذجياً لم يتمكّن العالم الغربي من اتباعه، ولذا فقد تبوأ المراتب الأولى في أعداد الإصابات والوفيات، أو ما يمكن أن تكون عليه الحال بعد إقدام مختلف الدول على إلزام مواطنيها بأنواع شتى من الحجر المنزلي وحظر التجول وتقنينه، ربما كانت الصين شفافة جداً في عرض حقائق ما حصل قبل ظهور الفيروس وأثناء اجتياحه، لكن تحليل المعطيات سمح لاحقاً للعديد من المراجع العلمية بالتشكيك في المعلومات المتاحة، والقول إن ثمة جوانب لا تزال مجهولة، لا علاقة لذلك بـ «نظريات المؤامرة» عن الفيروس ومصدره واحتمالات تصنيعه واستخدامه في ما يشبه إرهاصاً لـ «حرب بيولوجية» مستهدفة، وإنما يرتبط بسعي الصين إلى فرملة ما شهدته وما كانت تخشاه خلال الجائحة من اهتزاز لصورتها عالمياً، وتراجع محتمل لحجم تجارتها ومعدلات النمو لاقتصادها. لا شك أن طبيعة النظام الصيني وممارسته للسلطة في الداخل تغيرتا بنحو طفيف عما كانتا عليه قبل الانفتاح، إلا أنهما استمرتا على حالهما بنسبة كبيرة في ما يتعلق بالأمن والحريات، لذلك لم تجد السلطة صعوبة تُذكر في فرض الإغلاق والحجر، على عكس الدول الأوروبية التي لم يمتثل مواطنوها للضرورة إلا بعدما راحت أعداد الوفيات ترتفع بوتيرة منذرة بوباء على حملات إعلامية يومية، اعتمدت خصوصاً على وجوه غير سياسية، قد تُلام الحكومات الغربية أو لا تُلام على كيفية تعاطيها مع الوباء، وأصبح مؤكداً الآن سقوط الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني في هذا الامتحان، إذ تشابها في التقليل من الخطر لوقت طويل، أما المسؤولون القياديون في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا فحذّروا باكراً من الفيروس، لكنهم تأخروا في اتخاذ الإجراءات للحدّ من انتشاره. الواقع أنه لم يكن هناك إدراك وافٍ للخطر المقبل، فيما كان الاقتصاد الهاجس الرئيسي للحكومات في كل مكان، ليس فقط بالنسبة للشركات الكبرى والبورصات، بل أيضاً بالنسبة للاقتصادات الموازية التي تعيش عليها الفئات المهمشة والفقيرة ومعدومة الدخل، والآن بعدما حصل الإغلاق يطرح بعض الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أسئلة قلقة من نمط» «هل تصمد ديمقراطيتنا بعد الوباء؟ ولماذا يقال إن الأزمة الراهنة تساعد الطغاة؟ وهل المفهوم السائد للدولة ووظيفتها وواجباتها حيال المجتمع سيبقى على حاله؟ أم أنها ستجنح إلى نوازع سلطوية أكثر تأثراً بعقلية الأجهزة الأمنية؟ وهل سيُترك قطاع الأعمال متفلتاً من أي ضوابط في إدارته للمال والاقتصاد؟ وإلى أي مدى يمكن أن تصل الضوائق المعيشية»؟ من داخل المساكن «المحاجر» تتصاعد المخاوف من «اليوم التالي»، ولكن أيضاً من اليوم الحالي بالنسبة لشرائح عديدة لا تعرف كيف ستطعم أفرادها بعدما انضمّ معيلوها قسراً إلى جيوش العاطلين عن العمل، فمع كل يوم آخر من الحجر يتعاظم الخوف من التحولات التي يفرضها الفيروس، ثمة دلالة لطفرة شراء الأسلحة الشخصية في الولايات المتحدة وسط هذه الأزمة، فالجائحة مرشّحة لمفاقمة مخاطر كانت قائمة بدوافع مختلفة، وقد يضاف إليها الجوع وهو الأخطر، قد لا تكون التوقعات السوداوية واقعية، وهي ليست حتمية، خصوصاً ما يتعلق منها ببنية الأنظمة وطبيعتها، لكن الوقوع بين أغنياء غاضبين يسعون إلى الإثراء السريع أياً تكن الظروف، وبين فقراء ازدادت أحوالهم سوءاً، سيضطر الدولة إلى خيارات لم تكن متوفرة إلا للأنظمة المستبدة.

ليبيا في لجّة نظام دولي «متضعضع تماماً»

لفت المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، بعد صمت أربعة أشهر منذ استقالته، إلى أن هذه الاستقالة كانت قراراً متأخراً. هو لم يقل ذلك، لكن تركيزه على الإحباط الذي سبّبه هجوم خليفة حفتر على...

«ضمّ الأراضي» كجريمة يقاومها العالم بالكلام

في جلسة مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، قيل الكلام الأخطر والأسوأ للتحذير من جريمة إسرائيلية يجري ارتكابها علناً. إذا كان هذا المجلس بمثابة مرجع «قضائي»، باعتبار أن الشعوب تشكو إليه ما تعتبره مظلمة تقع بها، أو...

صدمة بولتون: ترمب أقلّ تطرّفاً مما ظنّه!

هل كانت شهادة جون بولتون لتغيّر كثيراً في محاولة تنحية دونالد ترمب؟ يحاول مستشار الأمن القومي السابق الإجابة في مذكراته عن الفترة التي أمضاها في المنصب، المفارقة من جهة أن بولتون يصف رئيسه بأنه غير...

إزالة «التماثيل» بين تصحيح الحاضر ومراجعة التاريخ

فجأة تحوّلت التماثيل والنصب التذكارية من معالم تاريخية ومفاخر تاريخية وجواذب سياحية، إلى رموز خزي وعار وموضع إدانة ومساءلة، أصبحت آيلة للإزالة ليس من أمام الأنظار فحسب، بل أيضاً من الذاكرة والسجلات، وحتى من التعليم...

هل تحتمل أميركا والعالم ولاية ثانية لترمب؟

لم يخطئ دونالد ترمب أبداً بالنسبة إلى معاييره الشخصية، حتى في مقاربته لواقعة مصوّرة، مثل قتل الشرطي الأبيض ديريك شوفين المواطن الأسود جورج فلويد؛ إذ أذهل الرئيس الأميركي مواطنيه جميعاً بتعامله الفظّ مع ردود الفعل...

تغطية عربية للسطو الإسرائيلي على الضفة

ما يظهر على السطح رفضٌ واستنكارٌ دولي لعملية ضم إسرائيل 30 % من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ما يحدث تحت السطح أن حكومة الائتلاف اليميني باشرت إجراءات الضمّ هذه على الأرض، ولا تنتظر الموعد...

مسلسل واقعي من خارج السباق الرمضاني

وسط عشرات المسلسلات الدرامية في الموسم الرمضاني، وسوادها الأعظم رديء، كان من الطبيعي أن يبرز واحدٌ من خارج السباق، ومن الواقع المعاش لا من قصص متخيّلة أو مقتبسة. أُعطي أسماء عدة، لكن أفضلها كان «صراع...

بين واشنطن وإسرائيل مجرّد تصويب للأولويات

لكي يخرق وزير الخارجية الأميركي الحظر «الكوروني» ويسافر إلى إسرائيل، ذهاباً وإياباً من دون توقّف، لا بدّ أن ثمّة شديداً قوياً يتطلّب ضبطاً، رغم أن طبيعة العلاقة بين إدارة دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو لا تعاني...

خيار الكاظمي بالعراق في مسار صعب وواعد

مع رئيس الوزراء الجديد يفتح العراق صفحة غير مسبوقة، منذ سقوط النظام السابق، ذاك أن مصطفى الكاظمي لا ينتمي إلى أي حزب عقائدي ديني، كما كان أسلافه إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبد...

في انتظار اللقاح.. أي دروس من الجائحة؟

ملامح كثيرة للتغييرات المقبلة بدأت تتراءى أمام العيون وفي المخيّلات وفي دروس المحنة الفيروسية على كل المستويات الفردية والجماعية، بغضّ النظر عما إذا عانى الشخص أو لم يعانِ فقداً في عائلته أو صداقاته، وعن مدى...

بين فيروسات وبائية وفيروسات سياسية

لن تختلف تقديرات الخسائر كثيراً في حال «كورونا» عما هي في أي حرب عالمية. ولا يمكن توجيه اللوم لجهة أو لأحد بالنسبة إلى الوباء، رغم أن الانفعالات اندفعت هنا وهناك إلى مزالق سياسية وعنصرية شتّى،...

حتى «صفقة» ترمب لم تساعد نتنياهو

كان الشيء الوحيد الذي لم يستطع دونالد ترمب تقديمه إلى صديقه بنيامين نتنياهو أن يوقف الملاحقة القضائية له بتهم الفساد. قبل الانتخابات الأولى في أبريل الماضي أهدى إليه هضبة الجولان السورية المحتلة، ولم تكن كافية...