عدد المقالات 168
تكاد تكون أزمة التمثيل الفلسطيني أم الأزمات التي يعيشها البيت الداخلي الفلسطيني، وقد ساهمت في التأسيس للانقسام وتعميقه، فعندما فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية وشكلت الحكومة، واجهت الكثير من العقبات داخلياً وخارجياً تمثلت غالبيتها بإشكالية الاعتراف بها ممثلاً للشعب الفلسطيني، ونتج عن ذلك اضطرابات، ومع عوامل أخرى وصلنا لانقسام شديد يستمر منذ عشر سنوات. في حين ترى حركة فتح أن منظمة التحرير ومؤسسات السلطة في الخارج والداخل هي «تركة» تنظيمية لا هيئات وطنية، ترى حماس أيضاً أنها الأحق بتمثيل الفلسطينيين وإدارة مؤسساتهم، لأنها فازت بآخر انتخابات عامة، وفعلياً يغلب الطابع الفصائلي على نمط الإدارة والحكم في فلسطين والتمييز تعمق لما هو أبعد من الفصائلية، حيث وصلت إلى الجغرافيا ما بين غزة والضفة، حيث باتت السلطة ترى نفسها غير مسؤولة عن القطاع، وتتخلى عن التزاماتها بالتدريج، الأمر الذي يعمق الشرخ. ليس الفلسطينيون داخل غزة وحدهم من يعاني من مشاكل التمثيل، فحتى الفلسطينيون في الخارج لا يشعرون بوجود ممثلين لهم يتبنون قضاياهم وهمومهم ومشاكلهم، خصوصاً اللاجئين في سوريا ولبنان والعراق والأردن وغيرهم، ولا يشعرون بوجود حكومة أو سلطة فلسطينية تهتم بأوضاعهم المختلفة وتعمل لأجلهم، ويكفي أن أكثر من نصف الشعب لاجئ، ولا يوجد وزارة واحدة تهتم بأمرهم وشؤونهم. لا أقول المشكلة في الأحزاب، لكن المشكلة في الحزبية وعدم الإيمان بالتعدد داخل المجتمع الفلسطيني، حيث إننا نقف أمام موجة جديدة وخانقة من الاستقطاب نتيجة أزمات غزة المفتعلة، وأعتقد أن أهم خطوة للخروج من حالة الاستقطاب الفلسطيني هي توحيد مؤسسات السلطة والحكم تحت تمثيل واحد يُجمع عليه غالبية الفلسطينيين، خصوصاً وقد انتهت الدورة القانونية للمجلس التشريعي ورئاسة السلطة منذ سنوات. لذلك أرى أن تكون هناك انتخابات شاملة لكافة المؤسسات الفلسطينية من تشريعي ورئاسة ومجلس وطني تشمل الفلسطينيين كافة داخل وخارج فلسطين، وهذه خطوة ستذوب أمامها معظم الاستقطابات والانقسامات، لأن الشعب هو من سيختار، وهو من سيدافع عن خياره، ولا أعتقد أنه يوجد مناص من ذلك، وإلا فإننا سنبقى ندور في دوامة مفرغة من التيه.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...