alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

الحقيقة الغائبة

23 نوفمبر 2012 , 12:00ص

كشف التنسيق المصري القطري الأخير، في محاولات وقف العدوان الإسرائيلي على غزة. حقيقة «الوهم الكبير» و «الكذبة»، التي طالما روج لها النظام السابق في مصر، في عهد الرئيس المخلوع، حول وجود منافسة بين القاهرة والدوحة. ومحاولة الأخيرة «سرقة الدور» المصري. والسعي إلى التدخل في قضايا، هي من صميم الأمن القومي لمصر تاريخيا مثل القضية الفلسطينية، ومحاولة حل أزمة دارفور. وقد نجح النظام السابق في الترويج لتلك الكذبة حتى تعامل معها قطاع من الشعب المصري، على أنها حقيقة، لا تقبل النقاش. خاصة مع استخدام آلة إعلامية قوية، تتميز بها مصر تاريخيا، وتمثل أحد مصادر قوتها، وكان الهدف الرئيس لتلك الحملة، إيجاد مبرر للانهيار الذي أصاب الدبلوماسية المصرية، في السنوات الأخيرة، وتراجع الدور المصري، وكان الحل هو «ستر عورة» النظام بافتعال أزمة خارجية، ليس لها أي أساس، والحقيقة التي قد لا يعرفها قطاعات مهمة أن نظام مبارك اهتم خاصة في السنوات الأخيرة، بقضية التوريث، التي اعتبرها «حياة أو موتا» بالنسبة له. وصاغ علاقاته الدولية والإقليمية على ضوء قناعة، تنم عن «سذاجة سياسية» وفكرية أن التوريث لن يتم سوى بموافقة أميركا وإسرائيل؛ فسعى إلى كل الخطوات والمواقف التي ترضيهما، وتحاشى تماما الدخول في أي تباين في وجهات النظر. فما بالك إذا تعلق الأمر بخلافات سياسية، أو تضارب في المصالح، حتى ولو على حساب الدور المصري، وأهمل تماما دور الشعب المصري في معادلة التوريث، وتعامل معه كأنه غير موجود. ومن ناحية أخرى، فإن وثائق جلسات الجامعة العربية على المستوى الوزاري والذي شارك فيها معالي الشيخ حمد بن جاسم، رئيس الوزراء وزير الخارجية، ومعه أحمد أبوالغيط الوزير المصري تكشف حقائق غائبة أهمها: أن أي دور قطري، في أي أزمة من الأزمات، التي تواجه العمل العربي المشترك كان يتم بطلب مصري مباشر، لا لبس فيه، خاصة تلك اللصيقة باهتمامات الدبلوماسية المصرية، أو الأمن القومي لها، سواء تعلق الأمر بقضية دارفور، ومحاولة قطر السعي إلى إيجاد حل للأزمة، وإنهاء الانقسامات والخلافات بين الفصائل من جهة، وبينها وبين الحكومة السودانية من جهة أخرى، أو محاولة إتمام المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح خاصة مع العلاقة الطيبة التي تجمع القيادة القطرية بين الفصيلين. حقيقة الأزمة، أنها كانت بين دبلوماسية نشطة في قطر شهد لها الجميع، تميزت بالفاعلية، والدينامكية، والمبادرة، استطاعت أن تحول قطر، إلى رقم صعب لا يمكن تجاوزه، في أي جهد عربي أو إقليمي أو حتى دولي. وبين أخرى «تكلست»، بفعل الزمن «وشاخت» متأثرة بالقائمين عليها «وتقزمت» بصورة غير مسبوقة. وقبلت بدور «ساعي البريد» أحيانا أو الوساطة بين طرفين: أحدهما عربي يتفق معها في المصالح والتاريخ، هو الجانب الفلسطيني. وآخر عدو، رغم توقيع اتفاقيات سلام معه. وكشفت الفترة الماضية أن هناك جديدا لدى القيادة المصرية، ومحاولات مدروسة لاستعادة الدور المفقود، في الدوائر التقليدية للدبلوماسية المصرية. من ذلك وعلى سبيل المثال لا الحصر، التغيير الجذري في المواقف من الأزمة السورية، بل طرح الرئيس مرسي مبادرة اللجنة الرباعية للحل تضم كلا من مصر والسعودية وإيران وتركيا «والسياسية مثل الحياة»، عليك السعي دون أن تحاسب على إدراك النجاح. كما جاء التحرك المصري، تجاه أزمة العدوان الإسرائيلي على غزة، متسما بالسرعة والمبادرة والتنسيق بين أكثر من دولة في المقدمة منها قطر وتركيا دون حساسية أو النظر إلى ترهلات من قبيل سرقة الأدوار، أو التنافس بين القيادات فالمصلحة والهدف واحد، وهو مأتم في نهاية الأمر، حيث نجحت كل الأطراف، في تحقيق اتفاق مشرف للتهدئة. يحظى بقبول حماس بعد أن نجحت في تغيير المعادلة الاستراتيجية للصراع مع إسرائيل رغم الفارق الكبير في الإمكانات والقدرات العسكرية.

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...