alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

الصمت ورياح التغيير!

23 سبتمبر 2019 , 01:46ص

«من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت» حديث نبوي شريف في فحواه قاعدة عظيمة نفتقد لتجلياتها في أيامنا كثيراً، فترى المتشائم لا يتورع عن الحديث عن تشاؤمه وإظهار يأسه، ناشراً عدوى الإحباط بين الناس. وفي ظني هذا جرم مضاعف حال وجود رياح أمل أو بشرى بتغيير إيجابي، والأدهى من ذلك أن يحصل الأمر من أصحاب الرأي والفكر والقلم، فتلمس من بعضهم تهميشاً وتجاوزاً بحق مجتمعه، وتسخيفاً وتقليلاً من شأن الناس وتأثيرهم. ولعل بعض ذلك انعكاس لظرف أو معاينات خاصة وضيقة للفرد من محيط ما يرى ويعايش، فمن يقضي معظم أوقاته في المشفى قد يُخيّل إليه أن جلّ الناس مرضى، ومن يقضي أوقاته في المتنزهات المزدحمة قد يخيل إليه أن الناس بلا هموم ولا مشكلات. فلو تحدث كل شخص بناء على ما يرى ويعايش فقط، يغش الناس بصورة غير صحيحة ولا مكتملة، وإن كان جزء منها صحيح فذكر الجزء وإنكار أو تغييب وتجاهل بقية الأجزاء اجتزاء وتدليس؛ لذا ينبغي على الإنسان أن يتجاوز حالته الظرفية إلى الحالة العامة أو يصمت. من جهل قدره فهو عن قدر الناس وأحوالهم أجهل، ومن ليس له دور ولم يضع لنفسه همة يصبح خارج التأثير، في تيه لا بد أن يعود منه ليدرك أن الحياة بالكد والسعي والعمل لا بكثرة الجدال والانتظار، فالخمول لا ينتج إلا الهموم، والعمل ينهض بالروح قبل الجسد. يتحقق رضا الإنسان السوي عن ذاته بالعمل، وإن كان ليس بحاجة للمال، فهو بأشد الحاجة للشعور بالإنجاز، دون ذلك إن فقد الشغف وتاهت الروح يكون خواء النفس من الآمال والطموحات، وهزال الروح أشد من هزال الجسد. لا شك أنه في المقابل ينبغي الحذر وعدم الإفراط في التفاؤل، كي لا يُصاب الإنسان بخيبات الأمل الكبيرة، غير أن بعض هذه المفردات يصلح أحياناً للأوراق أكثر من كونها تكون قابلة للتطبيق على أرض الواقع، فحتى أكثر الناس عقلانية تأخذهم الحماسة وتشدهم الأحداث و«التطورات الإيجابية» فيتفاعلون معها لا إرادياً دون التفكير في العواقب أحياناً حال فشل رهانهم على فعل أو عمل أيدوه وتحمسوا لأجله. المبالغة في الحذر والاحتياط تعوق الإنسان عن العمل والتأثير والتفاعل مع محيطه، فالخوف من أعدى أعداء الإنسان وأكبر قيوده وهو حاجزه أمام التغيير والإقدام والعطاء، فمن يخشى الفقر من الصعب وشبه المستحيل أن يُنفق من أمواله. البلادة يسميها البعض أحياناً عقلانية وحكمة، فلا تكن بليداً، وإن كذبت على بلادتك بمسميات عديدة، من الحيوي أن يكون أفراد الأمة فاعلين ومتفاعلين مع قضاياها لو بأقل القليل، ولو بالقلب، فليشعر الإنسان بأخيه، والقوي الصادح بالحق خير وأحب. ليس من الضروري أن تضمن النتيجة لتدخل المنافسة، لكن مجرد دخولك المنافسة وميدان اللعب يعني أنك قد تكسب، لا شيء مضمون تماماً، ولكن ينبغي السعي والعمل للفوز قدر المستطاع، ومن يكتفي بالمشاهدة من على هامش المدرجات لن يخرج من الهامش.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...