


عدد المقالات 12
أردت أن تدرس تخصصا ما ثم لم تؤهلك درجاتك له؟ أردت أن تعيش في مكان ما ثم لم تسمح لك ظروفك؟ أردت شيئا ثم لم تحصل عليه؟ كل منا بالتأكيد مر بظرف مماثل مرة واحدة على الأقل في حياته، ولكن هل خطر لك أنه ربما كان ما وصلت إليه الأمور في حياتك ولم ترده أنت هو الأصلح لك؟ هل تحدث الأشياء لسبب أم أنها تحدث فقط؟ هل تحدث لترسل لنا رسالة ما أم أنها تحدث لتستمر حياتنا في طريقها؟ يقول الفهم السليم لعقيدتنا إن الأشياء لا بد أن تحدث لسبب حتى لو لم يتضح في البداية بل حتى لو لم يتضح أبدا، فعقولنا البشرية ستظل دائما أبداً قاصرة عن فهم الحكمة الإلهية مهما ارتقت وتقدمت، فهذا الشاب الذي فتح باب شقته عن طريق الخطأ بعد أن ظن أن جرس الباب يدق بينما هو جرس شقة الجيران، فتح الباب فشاهد تلك الفتاه في لمحة خاطفة وهي تدخل إلى شقة جارته صديقتها، فأعجبته وسأل عنها ثم تزوجها وأنجبا أولادا صار لهم تأثير في هذه الدنيا غير سير الأمور فيها، مهما كان التغيير بسيطا، ماذا كان سيحدث لو كان هذا الشاب نائما وقت وصول الفتاة إلى شقة جارته أو كان يضع سماعتي الآي بود في أذنيه فلم يخطئ في جرس الباب، على الأغلب كان هو سيتزوج بأخرى وينجب أولادا آخرين، وكانت هي ستتزوج بآخر وتنجب أولادا آخرين، وربما كان أولاد كل منهما سيتطابقون في العدد والنوع فهناك احتمالية بسيطة لذلك، ولكنهم كانوا سيختلفون في الشكل والتركيب الجيني بكل تأكيد، وكانوا سيحدثون تغييرا مختلفا في سير الأمور في دنيانا. هكذا إذا، فمجرد تغيير بسيط يبدو غير مهم يكون كفيلا بإحداث تغيير في دنيانا قد يكون كبيرا أو صغيرا ولكنه تغيير، وهذا شيء يتعلق بشخصين فقط من بين المليارات الذين يعيشون على أرضنا، فماذا لو حدثت تغييرات بسيطة لكل البشر؟ في الغالب سيحدث تغيير ضخم في دنيانا، إذا هل هناك من لا يزال يعتقد أن الأمور تحدث بعشوائية أو أنها تحدث فقط لمجرد الحدوث؟ وماذا عن الأمور المؤلمة، ماذا عن الفشل والوقوع في الخديعة والرسوب وفقدان الأحباء، لا بد من أن هذه الأشياء أيضا تحدث لسبب، فالله دائما يعطينا ما نحتاج إليه وليس ما نريده إذا اتقيناه، فكل نهاية تكون حافزا لبداية جديدة، ومن يفشل يستفد من فشله حتى لا يتكرر، ومن يفقد عزيزا فهذه سنة الحياة ولا تغيير لها، فما يحدث لنا لا يحدث لسبب فقط، وإنما هو إشارات من الله سبحانه وتعالى لو انتبهنا لها لقادتنا في حياتنا، هذا رأيي أنا على الأقل. في فيلم الإشارات signs إنتاج عام 2002 إخراج المخرج الرائع M. Night Shyamalan نايت شايامالان وبطولة عبقريي التمثيل ميل جيبسون Mel Gibson وخواكين فينيكس Joaquin Phoenix اللذين يلعبان دورا شقيقين يعانيان من الأحداث العشوائية في حياتهما التي تحولت إلى التعاسة بسبب تلك الأحداث، فجراهام (ميل حيبسون) فقد زوجته في حادث سيارة بشع عندما كانت تعبر الطريق فصدمها أحد أهالي البلدة الذي سقط في النوم لثوان أثناء قيادة شاحنته، وهو حادث بدا عشوائيا تماما لجراهام، فماذا لو لم تعبر زوجته الطريق في تلك البرهة الزمنية المحدودة، ماذا لو لم ينم قائد السيارة أو لو امتنع عن القيادة في ذلك اليوم بسبب إرهاقه الشديد، كان جراهام رجل دين ولكن أفكاره تلك قادته إلى استنتاج أن "الأشياء تحدث بعشوائية في هذا العالم"، فأعلن على أهل بلدته أنه لم يعد رجل دين وفقد إيمانه تماما، أما ميريل (خواكين فينيكس) فهو شقيق جراهام، لاعب بيسبول معتزل، وسبب اعتزاله غريب، فميريل يشغل مركز الضارب في لعبته ويفترض أن يكون قادرا على ضرب الكرة بقوة بمضرب البيسبول الشهير، وهو يفعل ذلك ولكن ضربته أقوى من اللازم وتتسبب في حساب نقاط ضد فريقه بدلا من العكس، وهو ما أدى لاعتزاله اللعبة في سن مبكرة بدلا من تحقيق حلمه بأن يكون لاعبا شهيرا، وهو ما يبدو عشوائيا أيضا كموت زوجة جراهام ولكن ميريل على عكس أخيه يؤمن بالإشارات الإلهية وبأن كل شيء يحدث لسبب ودائما ما يتصادم معه في نقاشات بعضها جارح أثناء الاحتكاك اليومي في بيتهما المشترك مع ابن وابنة جراهام، والذي تمتد أمامه مزرعة عائلتهما الصغيرة التي يشتركان في العناية بها، ولكن كان موعدهما مع اختبار سيغير حياتهما إلى الأبد قد جاء. يتبع
هل يجب أن يفعل الشخص ما يريده أم ما يريده الآخرون أن يفعله؟ قد يبدو هذا سؤالا بديهيا، فإذا كان الأمر يتعلق بالشخص نفسه ولا يمس شخصا آخر فليفعل ما يريد وإن كان يمس الآخرين...
«عيون زرقاء»، عبارة اعتدت وزملائي أن نتبادلها كثيرا في سياق يتضمن الحسرة أو السخرية أو المواساة، فمجال عملنا يوجد به الكثير من الأجانب سواء من يعملون معنا أو مع جهات منافسة، ولأن هؤلاء الأجانب يتقاضون...
توقفت في المقال السابق عند وصف حياة الأخوين جراهام (ميل جيبسون) وميرلين (خواكين فينيكس) الشخصيتين الرئيسيتين في فيلم الإشارات (signs) وهو من الأفلام الفلسفية عميقة المعنى والدلالة. لم تكن الحياة أفضل بالنسبة للطفلين ابني جراهام...
أنا أعشق الكتب والأفلام البوليسية كما أعشق كتب وأفلام الجاسوسية، فطالما أحببت الإثارة اللامتناهية في أحداثها وكمية الأدرينالين التي تتسبب بضخها في دماء المشاهد أو القارئ، والتي هي في رأيي مطلوبة دائما لإضافة قدر من...
كم يبلغ طول قامتك؟ هل أنت طويل، قصير، متوسط؟ وماذا عن وزنك؟ هل أنت نحيل، سمين، معتدل، وزنك مائة كيلوجرام؟ ربما أنت بدين إذاً، ولكنك طويل جدا، طولك يقترب من المترين، فأنت لاعب كرة سلة.....
حيرتني كثيرا فكرة الحدود التي يجب أن نتوقف عندها كبشر في طفولتي المبكرة جدا، حتى كبرت قليلا وعرفت أنها حدود الله سبحانه وتعالى. لكن ماذا عن حدود التفكير؟ هل التفكير يجب أن يتوقف عند حد...
لا أذكر بالتحديد متى سمعت أو قرأت عن هذا الأمر، أمر نصفي المخ الأيمن والأيسر واختصاص كل منهما وخصائص شخصية من ينشط لديه أحد النصفين أو الآخر، ولكني أذكر بدقة أول مرة شاهدت فيها هذا...
نحن لا نعيش في هذه الدنيا الرحبة، بل كل منا يعيش داخل صندوق! قد يبدو هذا للبعض ليس حقيقيا وربما مستَغرباً أو تخيلياً، ولكن يجب أن يمعن هؤلاء التفكير في رأيهم هذا. فكل منا يعيش...
عرفت سها عن طريق الصدفة، احتجت إلى سلعة ما، سألت وعرفت أنها متوفرة ولكن بائعيها يغالون كثيرا في السعر، بحثت وبحثت حتى وجدت موقع سها على الإنترنت، اتصلت بها رغم توجسي من شراء أي شيء...
مشغول، مثقل بالمسؤوليات، مرهق، ليس لدي وقت، لا أعرف كيف أفعل كل ما يجب فعله، أريد يوما من ثمان وأربعين ساعة.. كلمات وجمل كثيرا ما نسمعها ونقولها في حياتنا العصرية المجنونة هذه وأنا أول من...
رمضان كريم، ها قد أتى رمضان آخر، هذا الشهر الفضيل الذي يحتل مكانة عظيمة في قلب كل مسلم، ولكن ألم يرحل رمضان السابق منذ شهور قليلة؟ ألم نكن نشتري ثياب عيد الفطر الماضي لأطفالنا منذ...