


عدد المقالات 12
نحن لا نعيش في هذه الدنيا الرحبة، بل كل منا يعيش داخل صندوق! قد يبدو هذا للبعض ليس حقيقيا وربما مستَغرباً أو تخيلياً، ولكن يجب أن يمعن هؤلاء التفكير في رأيهم هذا. فكل منا يعيش في صندوق، بل صندوق داخل صندوق داخل صندوق، كل منا يعيش في صندوق أول هو ما تعود عليه ولا يستطيع أو لا يحب تغييره، فمعظمنا له عادات يعلم بضررها عليه ولكنه لا يستطيع التمرد عليها والأمثلة كثيرة، فهناك من لا يستطيع النوم إلا بعد منتصف الليل بساعتين أو أكثر، ثم يصحو مبكرا ليذهب إلى عمله فلا يستطيع التركيز ولا يستعيد رشده إلا بعد مرور ساعات وعدد من فناجين القهوة، وهناك من يضيع كل وقته على الإنترنت ويهمل أهله، وهناك من تقضي كل وقت فراغها في التسوق ومراكز التجميل وتهمل بيتها، وهناك من يضيع ماله على التدخين وأولاده في أشد الحاجة له، وأنا هنا أذكر العادات المتطرفة لوضوح ضررها، ولكن هناك عادات أخرى صغيرة لها ضررها التراكمي والأمثلة كثيرة، فإذا ناقشت أحد هؤلاء فيما يفعله بحياته يرد عليك: «لقد تعودت ولا أستطيع التغيير»، يجعل من عاداته صندوقا يحبس نفسه بداخله عن كثير من الفوائد، والسبب أننا كبشر لا نحب تغيير عاداتنا، لا نحب الخروج عن منطقة راحتنا «Comfort zone» كما يصفها علماء النفس، وهي المنطقة التي تشمل ما تعودنا عليه وألفناه حتى صرنا لا نريد أن نعرف أو حتى نجرب غيره، وذلك رغم أن العادات يمكن تغييرها، هكذا يقول علماء النفس أيضا، ولكن الأمر يحتاج إلى صبر ومثابرة. أما الصندوق الثاني الذي يجمع أفراد كل مجتمع معا فهو عادات وتقاليد مجتمعهم، وكثير منها لا أساس له من الصحة، ففي بعض مناطق الهند تقتل المولودة الأنثى بمجرد ولادتها لتفضيلهم إنجاب الذكور، وفي الصين يتم إجهاض الجنين الأنثى بمجرد معرفة نوعه لنفس السبب ولأنه لا يسمح إلا بإنجاب طفل واحد لكل أسرة، وحتى في مجتمعاتنا الإسلامية، نجد العادات التي تتعارض تعارضا صارخا مع الإسلام، ففي بعض مناطق مصر تلطم النساء خدودهن ويرفعن أصواتهن بالصراخ حزنا على الميت رغم نهي الرسول (ص) الصريح عن ذلك، بل إن كل المعزيات لا بد أن يشاركن في ذلك كنوع من المجاملة، وهناك كثير من العادات الأخرى مثل النظرة المتدنية للمرأة المطلقة التي قد تكون طلقت لسبب لا ذنب لها فيه، ورفض زواج الرجل الذي لم يتزوج من قبل بمن سبق لها الزواج حتى وإن كانت بها كل المميزات المطلوبة، وذلك رغم أن الرسول (ص) قد تزوج أول ما تزوج بالسيدة خديجة رضي الله عنها التي كانت تكبره عمرا وسبق لها الزواج. ولهذا فربما يجب أن نعمل جميعا على التفكير في عادات وتقاليد المجتمع والتحلي بالشجاعة اللازمة لنبذ الخاطئ منها وما يتعارض مع ديننا، وأنا أرى أن الكثيرين من الطبقات المثقفة والشباب قد قطعوا شوطا في هذا السياق، ولكن الطبقات محدودة التعليم وبالتالي قليلة الوعي والثقافة تحتاج إلى الكثير من التوعية في هذا المجال. أما الصندوق الثالث الذي لا بد أن يجمعنا كلنا كبشر معا فهو مرغوب بشدة ولا يمكن الاستغناء عنه، وهو تعاليم الأديان السماوية والمبادئ الأخلاقية، فنحن كبشر لا بد أن يكون لنا حدود نقف عندها وهي حدود الله سبحانه وتعالى، ولكن الأمر ما زال يحتاج منا إلى جهد لفرز ما هو حقاً له علاقة بالدين، مما يتم إلصاقه بالدين ظلما وبهتانا لأغراض في النفوس والأمثلة كثيرة. نحن كبشر نحتاج إلى شيء من انفتاح التفكير وتقبل الجديد بعد تمريره على صندوق تعاليم الأديان والمبادئ الأخلاقية الذي يجب أن نعتبره مثل (الفلتر) الذي يحمله كل منا في رأسه، فإذا تعرضت لشيء جديد أو تجربة لم تمر بها من قبل، فلتمررها على هذا (الفلتر) فإذا مرت منه بمعنى أنها تتفق مع الدين والأخلاق، فلتقم بها إذا، دعك من صندوقك الأول وهي عاداتك الشخصية، فالمرء يحتاج لشيء من التجديد، ودعك من صندوقك الثاني إلا إن كان ما فيه ليس مضرا ويتفق مع الصندوق الثالث، أجل جرب الجديد ولا تحتفظ إلا بصندوقك الثالث، فهذه هي سنة الحياة التي نغفل عنها، يجب أن تدع التغيير يأخذ مساره، فلا شيء يبقى على حاله.
هل يجب أن يفعل الشخص ما يريده أم ما يريده الآخرون أن يفعله؟ قد يبدو هذا سؤالا بديهيا، فإذا كان الأمر يتعلق بالشخص نفسه ولا يمس شخصا آخر فليفعل ما يريد وإن كان يمس الآخرين...
«عيون زرقاء»، عبارة اعتدت وزملائي أن نتبادلها كثيرا في سياق يتضمن الحسرة أو السخرية أو المواساة، فمجال عملنا يوجد به الكثير من الأجانب سواء من يعملون معنا أو مع جهات منافسة، ولأن هؤلاء الأجانب يتقاضون...
توقفت في المقال السابق عند وصف حياة الأخوين جراهام (ميل جيبسون) وميرلين (خواكين فينيكس) الشخصيتين الرئيسيتين في فيلم الإشارات (signs) وهو من الأفلام الفلسفية عميقة المعنى والدلالة. لم تكن الحياة أفضل بالنسبة للطفلين ابني جراهام...
أردت أن تدرس تخصصا ما ثم لم تؤهلك درجاتك له؟ أردت أن تعيش في مكان ما ثم لم تسمح لك ظروفك؟ أردت شيئا ثم لم تحصل عليه؟ كل منا بالتأكيد مر بظرف مماثل مرة واحدة...
أنا أعشق الكتب والأفلام البوليسية كما أعشق كتب وأفلام الجاسوسية، فطالما أحببت الإثارة اللامتناهية في أحداثها وكمية الأدرينالين التي تتسبب بضخها في دماء المشاهد أو القارئ، والتي هي في رأيي مطلوبة دائما لإضافة قدر من...
كم يبلغ طول قامتك؟ هل أنت طويل، قصير، متوسط؟ وماذا عن وزنك؟ هل أنت نحيل، سمين، معتدل، وزنك مائة كيلوجرام؟ ربما أنت بدين إذاً، ولكنك طويل جدا، طولك يقترب من المترين، فأنت لاعب كرة سلة.....
حيرتني كثيرا فكرة الحدود التي يجب أن نتوقف عندها كبشر في طفولتي المبكرة جدا، حتى كبرت قليلا وعرفت أنها حدود الله سبحانه وتعالى. لكن ماذا عن حدود التفكير؟ هل التفكير يجب أن يتوقف عند حد...
لا أذكر بالتحديد متى سمعت أو قرأت عن هذا الأمر، أمر نصفي المخ الأيمن والأيسر واختصاص كل منهما وخصائص شخصية من ينشط لديه أحد النصفين أو الآخر، ولكني أذكر بدقة أول مرة شاهدت فيها هذا...
عرفت سها عن طريق الصدفة، احتجت إلى سلعة ما، سألت وعرفت أنها متوفرة ولكن بائعيها يغالون كثيرا في السعر، بحثت وبحثت حتى وجدت موقع سها على الإنترنت، اتصلت بها رغم توجسي من شراء أي شيء...
مشغول، مثقل بالمسؤوليات، مرهق، ليس لدي وقت، لا أعرف كيف أفعل كل ما يجب فعله، أريد يوما من ثمان وأربعين ساعة.. كلمات وجمل كثيرا ما نسمعها ونقولها في حياتنا العصرية المجنونة هذه وأنا أول من...
رمضان كريم، ها قد أتى رمضان آخر، هذا الشهر الفضيل الذي يحتل مكانة عظيمة في قلب كل مسلم، ولكن ألم يرحل رمضان السابق منذ شهور قليلة؟ ألم نكن نشتري ثياب عيد الفطر الماضي لأطفالنا منذ...