


عدد المقالات 12
لا أذكر بالتحديد متى سمعت أو قرأت عن هذا الأمر، أمر نصفي المخ الأيمن والأيسر واختصاص كل منهما وخصائص شخصية من ينشط لديه أحد النصفين أو الآخر، ولكني أذكر بدقة أول مرة شاهدت فيها هذا الاختبار المرئي الذي يحدد إن كان نصف مخك الأيمن أو الأيسر هو الأنشط، كنت على منتدى أميركي خاص بمحبي موسيقى الثمانينيات التي أعشقها، ورأيت الرسالة التي أضافها أحد الأعضاء فتعجبت، ما معنى right brain وleft brain أو المخ الأيمن والمخ الأيسر؟ أليس لكل منا مخ واحد؟ هذا صحيح ولكن له مناطق مختلفة تنشط في ظروف مختلفة، هذا ما اكتشفه العالم الأميركي روجر سبيري Roger Sperry في أواخر الستينيات من القرن الماضي. دفعني الفضول لعمل اختبار نصفي المخ وهو بسيط جدا، صورة مظلمة لفتاة تدور فإذا رأيتها تدور مع اتجاه عقارب الساعة إذن فأنت تفكر بنصف مخك الأيمن، أما إذا رأيتها تدور عكس اتجاه عقارب الساعة فأنت تفكر بنصف مخك الأيسر، راقبت الفتاة مرة بعد مرة فكانت دائما تدور مع اتجاه عقارب الساعة، حاولت التركيز كما كتب مع الاختبار فاستطعت رؤيتها تدور في الاتجاه العكسي لثوانٍ قليلة ثم تعود ثانية إلى الاتجاه الأصلي، مع عقارب الساعة، كانت نتيجة الاختبار تعني أني أفكر بنصف مخي الأيمن ولكن ماذا يعني هذا على أرض الواقع؟ يقول العلماء إن من يفكر بنصف مخه الأيسر له شخصية منظمة تحل المشاكل بالمنطق من خلال ترتيب أجزاء المشكلة والنظر إليها واحدا تلو الآخر، يفضل المعلومات المفصلة والدقيقة، يفضل الكلام والكتابة، ينظر أكثر إلى الاختلافات بين الأشياء، يتحكم في عواطفه وله عقلية سلطوية ويرى الأسباب والنتائج بمنطقية. أما من يفكر بنصف مخه الأيمن فله شخصية مبدعة تعمل بإحساسها أولا، يحل المشاكل عن طريق النظر إلى الصورة الكلية بدلا من تجزيئها ويفضل المعلومات التي تنقل إليه الصورة الكلية بدلا من تفاصيلها، عفوي وبسيط في تعاملاته، ينظر أكثر إلى التشابه بين الأشياء، يفضل الرسم والتعامل مع الأشياء عن طريق اللمس، يتصالح مع عواطفه ولا يقمعها، لا يفضل السلطة بل يتعامل بندية مع الجميع، يرى ارتباط الأشياء ببعضها بإحساسه أكثر من عقله. يقول العلماء أيضا إن من يفكرون بنصف مخهم الأيسر أفضل في الأعمال الكتابية والنظامية التي تحتاج إلى المنطق العقلي كما هو واضح من خصائص شخصياتهم، ومن يفكرون بالنصف الأيمن أفضل في الأعمال الإبداعية مثل الكتابة القصصية والرسم والفن بكل أنواعه، كما يقولون إن كل الناس يستخدمون نصفي المخ ولكن دائما يطغى أحدهما على الآخر. أدخلتني نتيجة هذا الاختبار في مفارقة غريبة، فأنا في الواقع أعمل عملا ينبغي أن يتفوق فيه من يفكرون بنصف مخهم الأيسر، وأنا لست كذلك وأيضا لي جانب إبداعي وإلا لما كنت أكتب هذه السطور الآن، هل يعقل أن أكون قد ضللت الطريق في اختيار تخصصي طيلة هذه السنوات؟ لا يمكن فأنا كنت وما زلت أستمتع بأداء عملي الذي يشتمل فيما يشتمل على كثير من الأبحاث العلمية المتخصصة، وقد كانت دائما الأفضل بالنسبة لي ربما لأنها نوع من الإبداع واستكشاف المجهول وكنت دائما أكره الأجزاء المملة الروتينية وأؤديها على مضض، وأصبحت الآن بعد أن صار لي عدد من المساعدين أتخلص من معظمها وأتركها لهم، ولكني رغم استمتاعي بعملي فإن استمتاعي بالكتابة صار مؤخرا هو الأفضل على الإطلاق، ولا أعرف إن كان هذا يعد تحولا فعليا أم لأني أصبحت فقط أكتب أكثر من ذي قبل. المفارقة الأكبر هي أني رغم تصنيفي ممن يستعملون نصف مخهم الأيمن أي شخصية عفوية بسيطة في تعاملاتها وأنا أعتقد أني كذلك بالفعل، لم أعدم من يصنفني كشخصية متعالية سلطوية متجبرة حينا! أو شخصية متحذلقة تدخل العلم في كل شيء لدرجة الملل حينا آخر، رغم أن العلم بأنفسنا مهم فإذا اشتريت غسالة أو ثلاجة فإنك تقرأ كتيب الإرشادات لكي تستطيع التعامل معها، أفلا يجب أن تقرأ كتيب الإرشادات الخاص بك كإنسان والذي يقدمه لك العلم لكي تستطيع أن تتعامل مع نفسك وتستعملها أفضل استعمال؟ هذا رأيي حتى لو اتهمت بالإملال وإدخال العلم في كل شيء، وهذا يثبت أيضا أن نظرية نصفي المخ ليست دقيقة تماما فأنا يفترض ألا أكون من أصدقاء العلم تبعا لها ولكن لعله نصف مخي الأيسر ينشط أحيانا ويتمرد على قمع النصف الأيمن له أو العكس، بل لقد ارتبكت الآن بين النصفين حتى نسيت أين يدي اليمنى وأين اليسرى، وهي مشكلة أرجو أن أتمكن من حلها حتى مقال الأسبوع المقبل!
هل يجب أن يفعل الشخص ما يريده أم ما يريده الآخرون أن يفعله؟ قد يبدو هذا سؤالا بديهيا، فإذا كان الأمر يتعلق بالشخص نفسه ولا يمس شخصا آخر فليفعل ما يريد وإن كان يمس الآخرين...
«عيون زرقاء»، عبارة اعتدت وزملائي أن نتبادلها كثيرا في سياق يتضمن الحسرة أو السخرية أو المواساة، فمجال عملنا يوجد به الكثير من الأجانب سواء من يعملون معنا أو مع جهات منافسة، ولأن هؤلاء الأجانب يتقاضون...
توقفت في المقال السابق عند وصف حياة الأخوين جراهام (ميل جيبسون) وميرلين (خواكين فينيكس) الشخصيتين الرئيسيتين في فيلم الإشارات (signs) وهو من الأفلام الفلسفية عميقة المعنى والدلالة. لم تكن الحياة أفضل بالنسبة للطفلين ابني جراهام...
أردت أن تدرس تخصصا ما ثم لم تؤهلك درجاتك له؟ أردت أن تعيش في مكان ما ثم لم تسمح لك ظروفك؟ أردت شيئا ثم لم تحصل عليه؟ كل منا بالتأكيد مر بظرف مماثل مرة واحدة...
أنا أعشق الكتب والأفلام البوليسية كما أعشق كتب وأفلام الجاسوسية، فطالما أحببت الإثارة اللامتناهية في أحداثها وكمية الأدرينالين التي تتسبب بضخها في دماء المشاهد أو القارئ، والتي هي في رأيي مطلوبة دائما لإضافة قدر من...
كم يبلغ طول قامتك؟ هل أنت طويل، قصير، متوسط؟ وماذا عن وزنك؟ هل أنت نحيل، سمين، معتدل، وزنك مائة كيلوجرام؟ ربما أنت بدين إذاً، ولكنك طويل جدا، طولك يقترب من المترين، فأنت لاعب كرة سلة.....
حيرتني كثيرا فكرة الحدود التي يجب أن نتوقف عندها كبشر في طفولتي المبكرة جدا، حتى كبرت قليلا وعرفت أنها حدود الله سبحانه وتعالى. لكن ماذا عن حدود التفكير؟ هل التفكير يجب أن يتوقف عند حد...
نحن لا نعيش في هذه الدنيا الرحبة، بل كل منا يعيش داخل صندوق! قد يبدو هذا للبعض ليس حقيقيا وربما مستَغرباً أو تخيلياً، ولكن يجب أن يمعن هؤلاء التفكير في رأيهم هذا. فكل منا يعيش...
عرفت سها عن طريق الصدفة، احتجت إلى سلعة ما، سألت وعرفت أنها متوفرة ولكن بائعيها يغالون كثيرا في السعر، بحثت وبحثت حتى وجدت موقع سها على الإنترنت، اتصلت بها رغم توجسي من شراء أي شيء...
مشغول، مثقل بالمسؤوليات، مرهق، ليس لدي وقت، لا أعرف كيف أفعل كل ما يجب فعله، أريد يوما من ثمان وأربعين ساعة.. كلمات وجمل كثيرا ما نسمعها ونقولها في حياتنا العصرية المجنونة هذه وأنا أول من...
رمضان كريم، ها قد أتى رمضان آخر، هذا الشهر الفضيل الذي يحتل مكانة عظيمة في قلب كل مسلم، ولكن ألم يرحل رمضان السابق منذ شهور قليلة؟ ألم نكن نشتري ثياب عيد الفطر الماضي لأطفالنا منذ...