alsharq

شهرزاد المصرية

عدد المقالات 12

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

المقياس

08 أكتوبر 2011 , 12:00ص

كم يبلغ طول قامتك؟ هل أنت طويل، قصير، متوسط؟ وماذا عن وزنك؟ هل أنت نحيل، سمين، معتدل، وزنك مائة كيلوجرام؟ ربما أنت بدين إذاً، ولكنك طويل جدا، طولك يقترب من المترين، فأنت لاعب كرة سلة.. لا لست بدينا، فوزنك يتناسب مع طولك، وحجم الكتلة العضلية التي يجب أن توجد لدى رياضي مثلك مناسب، ولكن إن كان طولك 180 سنتيمترا، إذاً فأنت تحتاج لأن تفقد بعض الوزن. كل شيء في حياتنا نسبي، كل ما نتعامل معه أو نمر به نسبي، فلا مطلق إلا وجه الله سبحانه وتعالى، ولهذا فمن المهم قبل أن تستقبل أي معلومة أن تعرف المقياس الذي قيست به، وإلا فستصبح معلومة غير مفيدة، فالطريق الطويل داخل المدن هو ما زاد عن 20 كيلومترا مثلا، أما في حالة السفر، فـ100 كيلومترا تعد سفرا قريبا، والمبنى العالي في إحدى المدن لا يزيد على أربعة أدوار، وفي مدينة أخرى قد يكون ناطحة سحاب. والأشياء كما تتحدد بمقياسها تتحدد بمقياس غيرها، فحسب طول قامة الشخص ووزنه يتحدد إن كان نحيلا أم بدينا وليس بالوزن وحده، وجاليفر في سلسلة الكتب الشهيرة اعتُبر عملاقا عندما ذهب إلى بلاد الأقزام، واعتُبر قزما عندما ذهب لبلاد العمالقة، والشخص القمحي البشرة تعد بشرته باهتة جدا إذا ذهب إلى البلاد الإفريقية، وتعد قاتمة إذا ذهب إلى البلاد الاسكندنافية. ولكن هل المقاييس ثابت؟ لا، فالمقاييس تتغير من مكان إلى مكان ومن عصر إلى عصر، ففي خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت السمنة مقياسا لجمال الفتيات، وكم قرأت في مجلدات المجلات القديمة التي تحتفظ بها أمي من إعلانات لنوع من المربى كان يستخدم لتسمين الفتيات استعدادا للزواج، وأذكر أغنية الزفاف الشهيرة من أحد الأفلام القديمة جدا التي تقول: «ده الأم لون الياسمين والأب عريض وسمين»، والشاعر القديم يقول في وصف الحبيبة: «أعارني سقم عينيه وحملني من الهوى ثقل ما تحوي مآزره».. إشارة إلى ثقل الوزن. ولكن هذا المقياس تغير الآن، وأصبحت الرشاقة مقياسا للجمال، أحيانا بصورة مبالغ فيها جدا، فقد تخطى الأمر الرشاقة إلى النحول المرضي، كما تظهر صور عارضات الأزياء في الغرب اللائي تبرز عظامهن رغم طولهن الشديد، وبدأنا نسمع عن أمراض مثل فقدان الشهية العصبي «الأنوركسيا» ومرض الشره «البوليميا». قد يبدو تغير المقياس لدى الشخص مع الوقت نوعا من عدم الثبات على المبدأ أو المساومة المكروهة، ولكنه في الحقيقة لا يمكن تفاديه، بل ويجب اعتبار القدرة على تغيير المقاييس -ما لم تمس دينا أو خلقا- نوعا من المرونة الاجتماعية المطلوبة، وفي الواقع فإن تغير المقياس هو شيء لا يستطيع الإنسان التحكم به، فالمرء يألف ما حوله، فإذا تغير تعود على الجديد وصار القديم الذي كان مألوفا مستغربا وغير مستحب، فعندما كنت طالبة في المدرسة الثانوية، كانت ألوان الأزياء تتبع نمطا صارما لا يمكن التحايل عليه وإلا اعتبرت المخالفة خارجة على قانون الموضة، فالأزياء يجب أن تتسق ألوانها تماما، ولا بد أن يكون لون الحذاء هو نفس لون حقيبة اليد والحزام، وألوان الثياب يجب أن تكون درجتين للون واحد أو لونين على الأكثر، ولكم كنت وصديقاتي نجوب المحلات بحثا عن تنورة أو حذاء يتفق مع ألوان ثيابنا، وقد لا نجد فتتكدس باقي الثياب في الخزانة حتى نجد ما يناسبها، أما هذه الأيام، فإن كان الحذاء من لون الحقيبة فهذه علامة على سوء الذوق وعدم اتباع الموضة، ويجب تنويع ألوان الثياب حتى تصل إلى ثلاثة أو أربعة، ولكن لتكن متناسقة، حتى الألوان التي تتناسق مع بعضها صارت مختلفة عن الماضي، ففي الماضي كان اللون البني لا يعد متسقا إلا مع مشتقاته، والجينز لا يلبس إلا مع مشتقات الأزرق، ثم في منتصف التسعينيات ظهر البني مع الأسود والأزرق فاستبشعت هاتين التركيبتين اللونيتين في البداية ثم ألفتهما وصارا من تركيباتي المفضلة، والجينز صار يلبس مع أي لون على الإطلاق.. صار الأمر أكثر نظامية أيضا، فتركيبات الألوان تطرح كل عام في المحلات ومجلات الأزياء، وصار الأمر مرنا للغاية، وهو شيء مريح للنساء بالتأكيد. ربما حان الوقت لتغيير مثل شعبي قديم أيضا كما تتغير المقاييس، فالمثل يقول: «الرفيق قبل الطريق» وهو ما لم يعد مطلوبا الآن، ففي أجهزة الاتصالات الحديثة ما يسلي الجميع مهما طال الطريق، لهذا فيجب أن نقول: «المقياس قبل المعلومة»، فإذا قيل عن شخص ما إنه طويل فلتسأل عن طوله بالسنتيمترات، وإذا قيل عن مكان ما إنه جميل فلتسأل عما يوجد فيه، وإذا نظرت إلى خريطة لتحديد موقع ما، فلتسأل عن مقياس الرسم فربما يكون صغيرا جدا بحيث لا يظهر المكان الذي تريده على الخريطة على الإطلاق.

الآخرون

هل يجب أن يفعل الشخص ما يريده أم ما يريده الآخرون أن يفعله؟ قد يبدو هذا سؤالا بديهيا، فإذا كان الأمر يتعلق بالشخص نفسه ولا يمس شخصا آخر فليفعل ما يريد وإن كان يمس الآخرين...

عيون زرقاء

«عيون زرقاء»، عبارة اعتدت وزملائي أن نتبادلها كثيرا في سياق يتضمن الحسرة أو السخرية أو المواساة، فمجال عملنا يوجد به الكثير من الأجانب سواء من يعملون معنا أو مع جهات منافسة، ولأن هؤلاء الأجانب يتقاضون...

الإشارات الإلهية (2)

توقفت في المقال السابق عند وصف حياة الأخوين جراهام (ميل جيبسون) وميرلين (خواكين فينيكس) الشخصيتين الرئيسيتين في فيلم الإشارات (signs) وهو من الأفلام الفلسفية عميقة المعنى والدلالة. لم تكن الحياة أفضل بالنسبة للطفلين ابني جراهام...

الإشارات الإلهية (1)

أردت أن تدرس تخصصا ما ثم لم تؤهلك درجاتك له؟ أردت أن تعيش في مكان ما ثم لم تسمح لك ظروفك؟ أردت شيئا ثم لم تحصل عليه؟ كل منا بالتأكيد مر بظرف مماثل مرة واحدة...

بين السطور

أنا أعشق الكتب والأفلام البوليسية كما أعشق كتب وأفلام الجاسوسية، فطالما أحببت الإثارة اللامتناهية في أحداثها وكمية الأدرينالين التي تتسبب بضخها في دماء المشاهد أو القارئ، والتي هي في رأيي مطلوبة دائما لإضافة قدر من...

اعصِف.. فكر

حيرتني كثيرا فكرة الحدود التي يجب أن نتوقف عندها كبشر في طفولتي المبكرة جدا، حتى كبرت قليلا وعرفت أنها حدود الله سبحانه وتعالى. لكن ماذا عن حدود التفكير؟ هل التفكير يجب أن يتوقف عند حد...

يمين أم يسار؟

لا أذكر بالتحديد متى سمعت أو قرأت عن هذا الأمر، أمر نصفي المخ الأيمن والأيسر واختصاص كل منهما وخصائص شخصية من ينشط لديه أحد النصفين أو الآخر، ولكني أذكر بدقة أول مرة شاهدت فيها هذا...

الصندوق

نحن لا نعيش في هذه الدنيا الرحبة، بل كل منا يعيش داخل صندوق! قد يبدو هذا للبعض ليس حقيقيا وربما مستَغرباً أو تخيلياً، ولكن يجب أن يمعن هؤلاء التفكير في رأيهم هذا. فكل منا يعيش...

سها وهناء

عرفت سها عن طريق الصدفة، احتجت إلى سلعة ما، سألت وعرفت أنها متوفرة ولكن بائعيها يغالون كثيرا في السعر، بحثت وبحثت حتى وجدت موقع سها على الإنترنت، اتصلت بها رغم توجسي من شراء أي شيء...

الألف الرابعة

مشغول، مثقل بالمسؤوليات، مرهق، ليس لدي وقت، لا أعرف كيف أفعل كل ما يجب فعله، أريد يوما من ثمان وأربعين ساعة.. كلمات وجمل كثيرا ما نسمعها ونقولها في حياتنا العصرية المجنونة هذه وأنا أول من...

طعم السنين

رمضان كريم، ها قد أتى رمضان آخر، هذا الشهر الفضيل الذي يحتل مكانة عظيمة في قلب كل مسلم، ولكن ألم يرحل رمضان السابق منذ شهور قليلة؟ ألم نكن نشتري ثياب عيد الفطر الماضي لأطفالنا منذ...