alsharq

إيمان الكعبي

عدد المقالات 84

شكرا الأردن

22 مارس 2022 , 12:05ص

لكل من ستقع عيناه على هذه المقالة، قد تختلف تحيتي بحسب زمن مطالعته لها. فربما قلت للبعض «صباح الخير»، وربما قلت للبعض الآخر «ظهيرة طيبة»، وقد أقول لبعضهم «مساء الخير». نعم، هي رحلة الزمن التي تتغير وفق حركة الإنسان والجغرافيا، فنظل دائما في رحلة سفر مستمر. وعلى ذكر السفر الذي صار جزءا من حياتي خاصة في الآونة الأخيرة، كان هنالك دوما سؤال يدور بخلدي: هل نحن نسافر فعلا جسدا، أم روحا؟ وهل نحن من نطبع السفر كطابع وختم الجواز؟ أم أن السفر هو الذي يطبعنا؟! مؤخرا، كنت في زيارة جميلة، رغم قصرها، إلى الأردن الشقيق، هذا البلد الذي يسحرك ويأسرك بكل ما فيه من بشر وشجر وحجر. كنت في كل مكان أزوره في ربوع ذلك البلد أسأل نفسي: هل أنا سافرت فقط في الجغرافيا، أم تُراني أيضا ارتحلت وسافرت بين ثنايا التاريخ والثقافة؟ ولربما وجدتني أسال السؤال ذاته في غرفتي كلما عدت إلى مكان إقامتي مساء أو ليلا بعد الفراغ من برنامجي اليومي. نعم.. هو سؤال يُمليه العقل والقلب معا. ولا أخفيكم أن الأمر بالنسبة إلي لم يكن وليد اليوم، فلطالما سألت نفسي السؤال ذاته كلما سنحت الفرصة لي سابقا وزرت بلدا عربيا، لكن ربما هي خصوصية الأردن بما أحسست فيه من قواسم مشتركة مع بلدي قطر من تعلق بقيم البداوة العريقة والعروبة الأصيلة، هي التي دفعتني أكثر من أي وقت مضى إلى هذا التساؤل. فعلا.. في حلي وترحالي بأراضينا العربية أحسستُ دائما بأنني أسافر فقط في الجغرافيا، ولكنني لم أسافر قط في التاريخ والهوية والقومية. يا إخواني.. صدقوني أنني كنت أرى حدود الأرض تذوب أمامي وبوابات المعابر والمطارات تتلاشى أمام ناظري كما لو أنني في أرض واحدة بل وفي بيت واحد وسقف واحد. وأنا الإنسانة القطرية، كنت أرى نفسي في حصون قرطاج بتونس الخضراء وأتخيل صورتي في تلال أردن النشامى وأتلمس عروبتي بين مساجد قاهرة المعز في مصر المحروسة وأرسم بخيالي نخوة هويتي على السفوح الشامخة لجبال الجزائر البيضاء وأنهار السودان الفيحاء ورمال وسواحل خليجنا الحبيب، قبل أن أعود إلى دوحة العز والمجد. نعم أنا العربية التي تضحك مع ضحكة بني أوطانها وتدمع مع دمعتهم. تمزقني كل رصاصة تخترق قلب فلسطيني وأصرخ مع كل صرخة لإنسان سوري وأتألم مع ألم كل شقيق عربي راح ضحية الظلم في كل مكان من الأرض. اليوم عادت بي الذاكرة قليلا وعرفت لماذا كنت دائما في قطر أحرص بشكل كبير على ربط علاقات صداقات مع أخوات عربيات ترتقي إلى مرتبة الأخوة. اليوم عرفت لماذا هذا المغناطيس الذي يجذبني إلى أولئك الصديقات الأخوات. لماذا أفرح بلقاءاتهن الدائمة وأسعد بدعواتهن لمشاركتهن عزائم المنسف الأردني والمسخن الفلسطيني والكسكسي التونسي والشطيطحة الجزائرية والطاجين المغربي والبازين الليبي والمندي اليمني والبنافة الموريتانية والطعمية المصرية والمسكوف العراقي والأقاشي السوداني. وغيرها كثير. نعم أحس كما لو أن هناك سقفا واحدا، وهوى وهواء وذائقة وذوقا واحدا يجمعنا. في الختام.. أقول شكرا لكل أقطارنا العربية الجميلة وشعوبها الرائعة. وشكرا بالأخص لأردن العروبة، وأقول كما قال الشاعر الأردني عارف اللافي: «أردن، ما زهو العروبة في الملا إلا ورد لزهوك الريان وطنٌ بك الأمجاد حطت رحلها فبدا شهابك ساطع البرهان

العالم في ضيافة قطر

اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...

«الرقم الصعب»

يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه ‏أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه ‏باختصار، ولعل تحقيق الرقم...

(أخلاقنا.. وأخلاقهم)

في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...

(شعارنا..فخرنا)

كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...

«متاحف مستدامة.. ثقافة مستدامة»

على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...

انتبه.. وراءك مطبّ!

قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...

الإنسان «الحيوان»

اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...

«نأسف لهذا الخطأ»

كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...

«آفة الشلليّة»

في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...

«أطفال نخرج للدنيا»

عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...

«هل أنت إنسان.. سعيد؟!»

سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...

«بســــرعـــة»!

في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...