أعداء النجاح

إن نجاح الفرد وتفوّقه قد يثير أحياناً غيرة أقرانه وغضبهم، ما يدفعهم لملاحقته ومتابعة خطواته أينما حل وذهب، بل وتدبير المكائد له لعله يسقط ويتعثر ويحيد عن طريق التفوق والتميز الذي رسمه لنفسه، فمن لا يستطيع اللحاق بك يحاول عرقلتك، وهذه طبيعة بشرية، ولكن أن يتحول الصراع بين الشركات على الأفضلية إلى حملة إعلامية تستهدف تشويه نجاح مؤسسة أو شركة، والتقليل من إنجازاتها التي وصلت إليها، بعد جد واجتهاد بشهادة منظمات وهيئات دولية فهذا ما لا يستوعبه عاقل. إن ما تتعرض له الخطوط الجوية القطرية، خلال الأيام القليلة الماضية، من حملات منظمة عبر منصات التواصل الاجتماعي التي أعقبت تتويجها بجائزة أفضل شركة طيران في العالم للعام الحالي إنما يعكس وقوف جهات أو شركات منافسة وراءها، فالصيد في الماء العكر هو حرفتهم التي اعتادوا عليها للتقليل من نجاح الآخرين، والتغطية على الصدى الواسع الذي حققته إنجازاتهم. وبالعودة إلى الوراء قليلاً سنجد أن هذا التتويج المستحق ليس الأول للناقلة القطرية، فهي التي فازت بجائزة الأفضل في العالم عام 2024 للمرة الثامنة في تاريخها بعد أعوام (2011، 2012، 2015، 2017، 2019، 2021، 2022) في إنجاز تاريخي غير مسبوق، كما أنها أفضل شركة طيران في الشرق الأوسط، وتؤكد هذه الجوائز المرموقة الالتزام الراسخ من الشركة على مدى تاريخها الممتد لـ 27 عاماً بتقديم تجارب سفر استثنائية بشهادة المسافرين من جميع أنحاء العالم، وكذا شبكة وجهاتها المتنامية التي تضم أكثر من 170 وجهة تربط العالم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، عبر مقر عملياتها مطار حمد الدولي، الأفضل في العالم أيضاً عام 2024، والأفضل في الشرق الأوسط لعشر سنوات متتالية. ومع هذه النجاحات الكبيرة للخطوط القطرية لا يمكننا تجاهل دورها الإنساني الكبير، خلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، عندما توقف قلب العالم النابض عن الحركة، وتولت «القطرية» إنعاشه عبر إيصال المساعدات إلى كل حدب وصوب، في وقت تراجعت فيه معدلات تشغيل رحلات الطيران عالمياً بنسبة 90%، وأعلنت معظم الشركات توقف الرحلات، كما عملت على زيادة عدد رحلاتها لمساعدة المسافرين العالقين على العودة إلى بلدانهم، ما حدا بعدد من الدول للتعبير عن امتنانها لذلك، وهو ما يبرز مدى تفاني الخطوط القطرية في خدمة الإنسانية، لتسطر الناقلة القطرية أحد أعظم قصص النجاح في قطاع الطيران العالمي خلال السنوات الماضية، وتصبح واحدة من أكثر شركات الطيران تأثيراً وابتكاراً، وتؤكد تخطيها أية معوقات قد تحول دون تبوئها المكانة التي تستحقها على مستوى العالم. ولا تتوقف إنجازات «القطرية» على الصعيد الإنساني فقط، ولكن هناك النجاح التشغيلي بمعدلات تأجيل أو إلغاء رحلات «صفرية»، وهو الذي تعكسه الأرقام القياسية التي حققتها الشركة هذا العام، في الوقت الذي تعلن شركات أخرى خسائرها، وتحاول البحث عن تحالفات أو شراكات تنقذها، وخلال 2024 سجلت الناقلة القطرية أفضل أداء مالي في تاريخها، مع إجمالي عائدات بلغ 81 مليار ريال، نحو 22.2 مليار دولار أمريكي، محققة أرباحاً سنوية أعلى بنسبة 39%، مقارنة بالعام الماضي مع صافي أرباح يقدر بـ 6.1 مليار ريال (1.7 مليار دولار أمريكي). إن النجاح ليس حكراً على أحد، بل هو متاح للجميع إذا ما توافرت الإرادة والعزيمة لذلك. وعلى الأفراد أو المؤسسات أن يؤمنوا بأنفسهم أولاً، فالفرص كثيرة، والأفق يسع الجميع.