هل نجحت «قمة الويب»؟

أسدل الستار الخميس الماضي على فعاليات قمة الويب 2024 التي استضافتها دولة قطر للمرة الأولى بمنطقة الشرق الأوسط بمشاركة واسعة من الشركات العالمية والمهتمين بقطاع التكنولوجيا في العالم. وعلى الرغم من انطلاق فعاليات القمة بالتزامن مع المؤتمر العالمي للهواتف المحمولة الذي تستضيفه مدينة برشلونة الإسبانية الذي يحظى بحضور دولي كبير، نجحت القمة في جذب أنظار العالم وحققت نجاحا ملفتا وأرقاما قياسية من حيث عدد الحضور والمشاركين والشركات الناشئة والشركات التكنولوجية العالمية بالمقارنة بالنسخ السابقة. وبالنظر إلى مدى نجاح القمة من عدمه علينا الاستعانة بلغة الأرقام التي تعد الوسيلة الأمثل والأصدق للقياس، حيث استقطبت قمة الويب- قطر 2024 أكثر من 15 ألف مشارك من 118 دولة و1043 شركة ناشئة من 81 دولة 10٪ منها شركات قطرية، بالإضافة إلى 400 مستثمر، إلى جانب 380 متحدثاً خلال الجلسات النقاشية 30 % منهم سيدات، كما حظيت فعاليات القمة بتغطية نحو 900 من ممثلي وسائل الإعلام من كافة أنحاء العالم. وشكلت القمة فرصة لرواد الأعمال القطريين والخليجيين للاحتكاك وبناء جسور جديدة للتعاون في قطاع التكنولوجيا مع نظرائهم من رواد الأعمال والمستثمرين من شتى بقاع العالم، كذلك أكدت القمة قدرتها على المساهمة بفاعلية في تحوّل دولة قطر إلى مركز رائد للتكنولوجيا والابتكار في المنطقة، ضمن جهودها لبناء اقتصاد قائم على المعرفة. وقد جاء إعلان معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية خلال افتتاح قمة الويب عن تخصيص مليار دولار للاستثمار في القطاع التكنولوجي لدعم الشركات الناشئة في قطر والعالم، ليحرك بلا شك الاقتصاد القطري، وتغير خريطة الاقتصاد من اقتصاد قائم على النفط والغاز والإنشاءات إلى اقتصاد قائم على المعرفة من خلال المشاريع الناشئة والتقنية والخدمات إلى جانب استقطاب العقول المميزة وأصحاب الأفكار الجريئة لأن ينطلقوا بمشاريعهم للعالم من دولة قطر ما يدعم الجهود الهادفة لتنويع الاقتصاد. إن إطلاق وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، للأجندة الرقمية 2030 بالتزامن مع فعاليات القمة والتي تعد خارطة طريق شاملة تؤذن بعصر جديد لتحول الخدمات الحكومية من رقمية إلى ذكية، سوف يساعد بالتأكيد على جذب المزيد من الاستثمارات ومساعدة رواد الأعمال على بدء مشاريعهم من قطر بطريقة سلسة والانطلاق إلى العالم بسهولة. ولا يفوتنا الإشارة إلى الشركات القطرية الناشئة التي نجحت في جذب أنظار المشاركين من خلال أجنحتها المميزة ومن بينها شركة سنونو التي تمثل قصة نجاح قطرية بحد ذاتها والتي تحولت من مجرد شركة توصيل للطعام بدأت في العام 2019 وسطع اسمها في العام 2021 مع جائحة كورونا لتواصل تطورها لاحقا وتصبح أكبر شركة تقنية قطرية لديها 160 مهندسا ومبرمجا ومختصا في الذكاء الاصطناعي كما أن لديها رؤية للتحول إلى شركة تقنية مختصة بالحلول اللوجستية والذكاء الاصطناعي في عدة قطاعات. في الختام إن التنظيم الاستثنائي لهذا الحدث العالمي الذي تستضيفه قطر حتى 2028 والإقبال الكبير على فعاليات قمة الويب يؤكد أن النجاح نهج قطري وأن الدوحة تمتلك كافة المقومات التي تؤهلها لتصبح وجهة رائدة ومركزا للتكنولوجيا في المنطقة والعالم.. وإلى اللقاء في النسخة المقبلة من القمة من 23 إلى 26 فبراير 2025. S.ELSEDIK@ALARAB.QA