ريادة قطرية في الطيران المدني

اُختتمت في الدوحة الخميس الماضي، أعمال مؤتمر الإيكاو للتسهيلات في نسخته الأولى خارج مقر المنظمة الدولية، والذي جمع نخبة من قادة وخبراء الطيران، ما يؤكد على الثقة والمكانة الدولية المرموقة التي تتمتع بها دولة قطر في قطاع الطيران المدني إقليما وعالميا. وشهد المؤتمر على مدار أيامه الأربعة حضور نحو 3000 مشارك وممثل عن نحو 190 دولة بينهم 50 وزير نقل وطيران بالإضافة إلى 75 من رؤساء سلطات الطيران المدني من مختلف دول العالم، و80 متحدثا مشاركا، و13 جلسة حوارية إلى جانب معرض مصاحب لفعاليات المؤتمر استقطب مشاركة 35 جهة محلية ودولية. وجاء إعلان الدوحة تتويجاً لأعمال المؤتمر، والذي أكد على الأهمية الكبرى للتسهيلات في قطاع الطيران لضمان كفاءة وسلاسة حركة الركاب والطواقم والبضائع والطائرات عبر الحدود الدولية، كما أقر بأن النقل الجوي له دور أساسي في ربط المجتمعات وتسهيل التجارة وتحسين التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والمساهمة في تحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. كما دعا إعلان الدوحة أيضا إلى التعاون الوثيق بين قطاع الطيران وقطاع الصحة العامة والجهات المعنية الأخرى من أجل وضع خطة وطنية للطيران للاستعداد لمجابهة أي أوبئة تهدد الصحة العامة، بما يضمن استمرارية عمليات النقل الجوي بشكل آمن وفعال، ليشكل إعلان الدوحة مرجعاً رفيع المستوى لتوجيه سياسات الإيكاو في مجال التسهيلات مستقبلاً. وبناء على ما تقدم يؤكد الحضور الكبير بالمؤتمر على مكانة قطاع الطيران المدني القطري ودوره المؤثر إقليما ودوليا حيث تعمل الهيئة العامة للطيران المدني تحت راية وزارة المواصلات على إبرام العديد من الشراكات والاتفاقيات الدولية والتي تجاوزت في مجملها أكثر من 180 اتفاقية ومذكرة تفاهم تعزز من خلالها الهيئة شبكة وجهات الخطوط الجوية القطرية ليصل أسطول الناقل الوطني إلى أبعد النقاط في العالم ويربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب. إن الريادة القطرية في قطاع الطيران ليست وليدة الصدفة ولكنها تعكس جهد قيادات وطنية عملت على تكثيف أعمالها خلال السنوات الماضية، حيث حققت الهيئة العامة للطيران المدني سلسلة من الإنجازات البارزة التي تعكس التزامها بالتميز، والريادة، وتعزيز مكانة دولة قطر في قطاع الطيران العالمي، ومن أبرز هذه الإنجازات: استكمال إدارة إقليم الدوحة لمعلومات الطيران بما يشمل كامل أجوائها والأجواء في المياه الدولية، والذي يعزز بدوره مرونة التشغيل واستحداث مسارات جديدة وتتولى بموجبه دولة قطر مراقبة وإدارة الحركة الجوية في المياه الدولية بالمنطقة بدلاً من البحرين، والفوز برئاسة لجنة النقل الجوي بـ «إيكاو»، إلى جانب عضوية المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني، بالإضافة إلى تدشين مركز قطر للمراقبة الجوية أحد أفضل المراكز على مستوى العالم من حيث الإمكانيات التقنية والبشرية. هذا بالإضافة إلى مطار حمد الدولي أفضل مطار في العالم ثلاث مرات والأفضل في الشرق الأوسط للعام الـ 11 على التوالي والذي شهد توسعة مؤخرا ترفع طاقتها الاستيعابية لأكثر من 65 مليون مسافر سنوياً، والخطوط الجوية أفضل شركة طيران في العالم بأسطول يقترب من 230 طائرة تجارية بخلاف طائرات الشحن الجوي. وكلها عوامل تؤكد على الريادة القطرية في هذا القطاع الحيوي والمؤثر في العالم. @sameh_elsadik