عدد المقالات 272
قال ذات مرة مسؤول وكالة الأمن القومي الأميركي سابقاً فيليب غوردون:»لقد تدخلنا في العراق، واحتللناه فكانت كارثة مطلقة، وتدخلنا بليبيا فلم نحتلها فكانت كارثة مطلقة، ولم نتدخل في سوريا ولم نحتلها فكانت النتجية كارثة مطلقة». وبالطبع فإن المسؤول الأميركي يومها لم يتحدث عن أفغانستان، ولم نر له بالمقابل شيئاً في وثائق أفغانستان، ربما لم يحن يومها وقتها، ولكن القضية لم تكن في التدخل أو عدمه وإنما هل كان التدخل لصالح الشعوب أم لصالح قوى إقليمية وأنظمة استبدادية شمولية ديكتاتورية تتنافى مع ما ترفعه واشنطن من شعارات منذ قرون.. التدخل في العراق إنما كان لتدمير بلد واحتلاله ثم لتمكين قوى إقليمية في العبث به وقد كان ذلك، واستطاع الأميركيون تدمير نظام صدام حسين، لكنهم فشلوا في خلق بديل ديمقراطي بحسب ما رفعوه من شعارات، وإنما أسلموه لمليشيات طائفية تعبث به بعد أن حلّوا الجيش العراقي رافضين كل نصائح الأمم المتحدة كما كشف عن ذلك أخيراً غسان سلامة ومن قبله الكثير من المسؤولين الدوليين والعرب.. أما التدخل في ليبيا فقد كان تدخلاً محدوداً لفترة محددة ليدعوا الساحة كلها للاعبين إقليميين استبداديين ديكتاتوريين يعبثون بليبيا، ويسمحوا بعودة خليفة حفتر الذي كان على أراضيهم منذ حرب القذافي في تشاد، واليوم يفسح الأميركيون الساحة للاعب الروسي بدعم حفتر الذي كان ربيبهم منذ حرب تشاد.. للتدخل أو عدمه في سوريا قصة بحاجة إلى كتب عنها.. فالأميركيون الذين تدخلوا في البداية ودعموا الجيش الحر، ظهر لاحقاً اختلاف الأجندات وسط المؤسسات الأميركية ذاتها، وذلك بين البنتاغون والاستخبارات الأميركية بالدعم أو وقفه، لتحسم المسألة إلى وقف وقطع الدعم كلياً، وحرمان الشعب السوري وحلفائه الإقليميين من تزويده بمضادات طيران كانت كافية لوقف المجزرة، ولوفّر العالم مئات الآلاف من الضحايا ودمار البلد كله، ولأوقف تشريد أكثر من 12 مليون شخص، ولكن استمر الأميركيون في لعبة التخبط والغموض، لتصل بهم الحالة إلى تفضيل العصابات الكردية على دولة مثل تركيا، ويعملوا على إنشاء قواعد عسكرية في المناطق الخاضعة للعصابات الكردية بهدف تطويق تركيا أولاً وأخيراً فيخسر الأميركيون بذلك الثورة السورية والشعب السوري وكذلك تركياً.. لن ينسى الشعب السوري ولن ينسى ثوار سوريا أن سبب خراب سوريا هو السياسة الأميركية، ومنع حتى حلفاء الثورة من دعم الشعب السوري وثورته، فسعت أميركا جاهدة لحرف الثورة عن البوصلة وهي إسقاط الأسد، عبر طرح حروب مع المنتج الأسدي وليس مع المصنع ذاته، فكان تحالفها لقتال الدواعش، ثم فتح جبهة جديدة مع العصابات الكردية، كل ذلك من أجل حماية الأسد، والسماح لكل العصابات الطائفية والقوى الإقليمية والدولية بدعمه، وسط صمت أميركي مطبق ضد هذه العصابات القاتلة للشعب السوري، في حين نرى طائراتها تجوب سورياً شمالاً وجنوباً لقتل من تقول إنهم إرهابيون وهم الذين لم يهددوها يوماً فضلاً أن يقاتلوها..
كشفت الوثائق الأميركية الأخيرة عن عودة روسية قوية إلى أفغانستان للانتقام من القصف الأميركي الذي قضى على المئات من قوات الفاغنر الروسية في دير الزور بسوريا بشهر فبراير من عام 2018، ابتلعت موسكو يومها الإهانة...
قطاعا التعليم والصحة في الشمال المحرر من القطاعات المهمة التي تستأثر باهتمام الشمال وأهله، لا سيما في ظل الحاجة إليهما، يضاعفهما الحالة الاقتصادية الضعيفة لدى ساكني المنطقة، لقد ظل القطاعان مدعومين من المؤسسات الدولية، لكن...
أوجه معاناة الشمال السوري المحرر لا تنتهي، فبعد أن كان الخوف والقلق من العدوان العسكري يسيطر على تفكير الأهالي، صار اليوم القلق أكثر ما يكون بشأن معاناة الحياة اليومية الممتدة من المعيشة إلى العودة للبيوت...
لم تكن لتتخيل عائشة وفاطمة وأحمد للحظة أن يحلّ بهم ما حلّ في أول عيد يمضونه خارج البيت الذي ضمهم لسنوات، فجأة وجدوا أنفسهم في خيام رثّة على الطريق الرئيسي الواصل بين اللاذقية وحلب، ليرقبوا...
ما جرى أخيراً في ليبيا من انهيار وهزيمة لم يكن لقوات الانقلابيين والثورة المضادة بزعامة خليفة حفتر، ولا للمشغل الروسي والإماراتي، بقدر ما هو انهيار للأسلحة الروسية، وعلى رأسها منظومة سلاح «بانتسير» المفترض أن تكون...
الخلاف الذي برز للسطح أخيراً بين رامي مخلوف وبشار الأسد ليس من طبيعة نظام السلالة الأسدية، التي عرفت بالغموض والتستر على بعضهم بعضاً، ولعل ما حصل في عام 1984 بين حافظ الأسد ورفعت دليل يمكن...
منذ بوادر الثورة اللبنانية قبل أكثر من عام تقريباً، وحتى الآن، والسوريون ينظرون إلى ما يجري في لبنان، على أنه انعكاس وربما امتداد لما جرى ويجري في سوريا، نتيجة العلاقات المتشابكة بين البلدين، فضلاً عن...
تتحكم القوى المتنافسة أو المتصارعة بشكل مباشر على سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران بدوائر معينة، ولكن باعتقادي أن الدائرة السورية الأكبر تتحكم بها الولايات المتحدة الأميركية، وقد تدخل إسرائيل على الخط أحياناً مساعداً أو مكملاً...
يظل التاريخ هو الحكم بين البشرية، ليس في مجالات السياسة والاقتصاد والإدارة فحسب، وإنما حتى في المجال الطبي حديث الساعة اليوم، والذي استُدعي على عجل خلال هذه الأزمة، فبدأ العلماء ينبشون دفاتره القديمة، يستذكرون تاريخ...
أفغانستان أمام خيارين، تماماً كما كانت قبل سقوط كابل بأيدي المجاهدين في أبريل 1992، إما حل سياسي تفاوضي يؤدي إلى تسوية، أو حرب تعيد مآسي الحرب الأهلية التي خاضها الإخوة الأعداء في تلك السنوات العجاف،...
الحالة الصحية الموجودة في مناطق نظام الأسد سيئة، سواء كان من حيث الخدمات أم من حيث هروب الأدمغة الطبية المعروفة التي كانت في سوريا قبل الثورة، وقبل هذا كله التخبّط في القيادة والتحكّم على الأرض،...
لا سرّ وراء بقاء سلالة «آل الأسد» على مدى نصف قرن في السلطة، كسرّ ولغز احتكارها وتغييبها المعلومة، فلا شيء أخطر على ماضي وحاضر ومستقبل الأنظمة الشمولية الديكتاتورية من المعلومة الحقيقية والواقعية. ومن هنا نستطيع...