عدد المقالات 84
يُراودني أحياناً كثيرة سؤال: تُرى، لماذا نتعلّم لسنوات طويلة؟ وأجد جواباً بديهياً في الحال: نتعلم أولاً لنُكوِّن ذاتَنا ونَكُون نحن، نتعلم لرد الجميل لدولتنا قطر، ونُقَدِّم لها ولو جزءاً يسيراً مما قدّمتْه لنا، وجعلَتْنا به في وضعٍ هو بالنسبة إلينا حقيقة، ولغيرنا حُلم. لكن السؤال ذاته يعود ليراودني من جديد وأنا أقف مُشاهِدة.. وشاهدة على من تعلم وسهر الليالي طلباً للعلا ليتم توظيفه في مجال لا يمت لتخصصه بصلة. وبين الأمل.. والعمل، قد يجد الشخص نفسه في تسلل.. فكم من جامعي تحطم أمله بمجرد دخوله سوق عملٍ لم يجد فيه ذاته ولم يُشْبهه كلما طالع نفسه في مِرآة وظيفته؟ كم من جامعي لم يستفد من شهادته؟ كم.. وكم.. وكم؟ لكن.. ألا يجب أن يكون هذا الجامعي هو أول من يُحاسِب نفسه؟ أقول هذا لأنَّ هنالك من أفنى شبابه في دراسة تخصص يحتاجه سوق العمل، وبمجرد تخرجه يرفض.. ويلفظ تلك الوظيفة المناسبة ليفضّل وظيفة إدارية يحتسي في مكاتبها قهوته الصباحية، ويقرأ جريدته اليومية، وبعدها يغلق باب مكتبه ويتوجه إلى منزله!! قبل الختام هي معادلة صعبة.. يتطلب التوازنُ فيها ضوابط محددة، أو بمعنى أصح اتفاقيات.. نعم اتفاقيات تحدِّد -ببنود واضحة- مسؤولية الموظِّف والموظَّف، على الالتزام بالوظيفة الملائمة للتخصص الدراسي. حينها فقط سنرفد السوق المحلي بالشخص المناسب في المكان المناسب، ونعزز نهضة الوطن. لحظة: يقول المثل "عط الخباز خبزه لو أكل نصه" لا تهضموا حقهم، ابحثوا عنهم.. ستجدونهم بين كومة الأوراق وروتين المكاتب، هناك حيث لم يجدوا فرصتهم، وانطفأ بريق تألقهم، وخمدت شمعة توهجهم.. بعدما سهروا الليالي.
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...