


عدد المقالات 611
عندما يتحدث البعض عن الحضور اليهودي الطاغي في وسائل الإعلام العالمية من أميركا إلى بريطانيا إلى فرنسا وعدد كبير من أهم الدول بما فيها الصين (نعم الصين)، فلا يعني أنهم معادون للسامية، لكنهم يشيرون إلى ظاهرة حقيقية ولافتة للانتباه، وإن كان الهم الأساسي بالنسبة إلينا هو الصراع مع المشروع الصهيوني، وحيث نعاني كعرب ومسلمين من سطوة ذلك الحضور وتأثيراته على القرار السياسي في الغرب، وبدرجة ثانية على الرأي العام الغربي. منذ أسبوعين ونحن نتابع تداعيات فضيحة التنصت على السياسيين والمشاهير وضحايا الإرهاب التي ثبتت عمليا على صحيفة «نيوز أوف ذا وورلد»، وهي طبعة الأحد من الصحيفة الأوسع انتشارا في بريطانيا «ذي صن»، والتي تعتبر واحدة من أهم الصحف التابعة لإمبراطورية الإعلامي (اليهودي الأسترالي الأصل الأميركي الجنسية) روبرت مردوخ، الذي يُعد أكبر مستثمر في مجال الإعلام في العالم أجمع (إمبراطوريته هي «نيوز كوربوريشن»، ويملك %12 من أسهمها، بينما يملك أمير عربي معروف %7، دون أن يكون له أي تأثير واقعي عليها). وفيما تمتد إمبراطورية مردوخ نحو عدد من الدول، أهمها الولايات المتحدة (أشهر محطاته، المحطة الأكثر يمينية فوكس نيوز) والصين وكندا وأستراليا، فإن نفوذه في بريطانيا كان لافتا للنظر، ولا يعرف لماذا ركز الرجل أعماله في هذه الدولة خلال العقود الأربعة الماضية، مع أن تأثيره لا يزال فاعلا في الدول الأخرى. وفي حين أغلق مردوخ الصحيفة التي أصدرت عددها الأخير يوم الأحد (10/7) كمحاولة للملمة تداعيات الفضيحة، فإن ذلك لم يكن ممكنا تبعا لانكشاف حجم التأثير الهائل الذي كان يمارسه الرجل على دوائر السياسة البريطانية، مما جعل من صحيفته المشار إليها «ذي صن» صاحبة الدور الأكبر في تحديد الفائز في الانتخابات، وصار صاحبها تبعا لذلك الرجل الذي يتقرب منه كل السياسيين، بينما يكون بوسعه معاقبة من يتجرأ عليه كما فعل مع عدد منهم. لم تدخل «ذي صن» السوق بطريقة أخلاقية، بل عبر سياسة التركيز على الفضائح والجنس، عبر ابتداع فكرة الصفحة الثالثة التي ينشر فيها بشكل دائم صورة لامرأة شبه عارية، ما يعني أننا إزاء رجل لا يجد غضاضة في استخدام أية وسيلة من أجل فرض الرأي والتأثير. وعندما يبادر توني بلير للاتصال بمردوخ ليلة الحرب على العراق من أجل إعلامه بالقرار، وبالطبع من أجل أن يجيّش صحفه ومن ضمنها «التايمز» و «الصن» وفضائياته (أهمها في بريطانيا سكاي نيوز) في المعركة، عندما يحدث ذلك، فإن حجم التأثير يبدو واضحا إلى حد كبير. ولا نتجاوز الحقيقة إذا قلنا إن تبعية توني بلير للهواجس الصهيونية طيلة فترة حكمه ولغاية الآن لم تأت إلا نتاج هذا التحالف مع مردوخ وأمثاله، والذين كان لهم تأثيرهم أيضا في صفوف المحافظين الجدد في الولايات المتحدة. من الواضح أن المسكوت عنه في فضيحة التنصت، ومجمل الأخبار والفضائح التي يتوالى كشفها بشأن ممارسات مردوخ وتأثيره على السياسة البريطانية، هو البعد الأهم ممثلا في انحياز الرجل لدولته الأم «إسرائيل»، وتواطؤ اللوبي الصهيوني معه، وليس أصله الأسترالي أو جنسيته الأميركية، وإن حاول البعض ملامسة ذلك من بعيد. وفي هذا السياق تساءلت صحيفة «الأوبزرفر» المعروفة عن الكيفية التي استطاع مردوخ من خلالها تخويف الساسة وشراءهم بالدعم، وهو المولود في أستراليا، والحاصل على الجنسية الأميركية، والذي لا يدفع ضرائب في بريطانيا؟! لن يتحدث أحد عن أن مردوخ هو جزء لا يتجزأ من اللوبي الصهيوني في بريطانيا والولايات المتحدة والغرب عموما، وأن هذا الصعود لتأثير الرجل منذ شرائه الصحيفة المذكورة عام 69، يتزامن مع الصعود المماثل للوبي الصهيوني الذي جعل القرار السياسي في الغرب تابعا للهواجس الصهيونية، وأدى إلى أن يكون بوسع نتنياهو إهانة رئيس الولايات المتحدة في عقر داره وأمام أعضاء الكونغرس الذين لا يستحون من التصفيق له وقوفا 24 مرة. حتى هذه اللحظة لا يكاد سياسي أو كاتب أو صحافي ينطق بكلمة تشير إلى هذا النفوذ الصهيوني أو الإسرائيلي (يحدث أن يشار إليه بصفة يهودي)، حتى تنفتح عليه أبواب جهنم فيعود للاعتذار دون أن يغفر له القوم، وبالطبع حتى لا يتجرأ سواه على التمرد، لكن ذلك لن يستمر إلى ما لا نهاية، ولا شك أن توالي الفضائح والمعلومات كما هو حال الفضيحة الأخيرة، ومعها ممارسات كثيرة مستفزة للناس وتنطوي على تجاهل لمصالح البلاد التي يحملون جنسياتها، كل ذلك سيؤدي في لحظة ما إلى انقلاب الشعور الشعبي، وتبعا له السياسي ضدهم. إنها سنة طبيعية من سنن الكون، فعندما يتسع نفوذ أقلية على نحو أكبر بكثير من حقها، وتشرع في التناقض مع الأغلبية، سيكون من الطبيعي أن ينقلب عليها الناس ولو بعد حين، مع العلم أننا لا نتحدث عن اليهود كديانة، بل عن الصهاينة كتابعين لدولة احتلال اسمها «إسرائيل»، ومن بينهم بالمناسبة كثيرون من غير اليهود.
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...