عدد المقالات 168
المفهوم الرائج لدينا يقول إن السرقة والجريمة تزداد كلما ازداد الفقر، لكن في الواقع أكبر اللصوص وناهبي الثروات اليوم هم من المتخمين، سواء كانوا قادة شعوب وحكومات أو مؤسسات وشركات، بطرق قانونية أوهمجية أوعبرالرأسمالية فالنتيجة واحدة وأكثر الناس جنوحاً نحو العنصرية هم اليوم على شاكلة ملياردير في أميركا مثلاً. لذلك فإن الاقتصاد وحده لا يهذب الإنسان ولا يقوِّم سلوكه، بل قد يدفعه جشعه لارتكاب الفظائع التي تمس حياة عشرات الملايين من البشر، وحسب إحصائية لمنظمة الصحة العالمية فإن معدلات الانتحار في الدول الغربية المتقدمة اقتصادياً أعلى بأضعاف المرات، بل لا تقارن بمعدلات الانتحار في الدول العربية «المتخلفة اقتصادياً». كما تصدرت أميركا لعقود خلال القرن العشرين قائمة الدول الأعلى في معدلات الجريمة لكن تصدرت العراق القائمة بداية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين رغم أنها لم تكن في الصدارة قبلاً، وذلك بعد الغزو الأميركي وهذه القرينة ذات بعدين أحدهما يؤكد الدور السلبي للسياسة على الأوضاع الاجتماعية. والبعد الآخريقول إن الأوضاع السياسية المستقرة وحدها لا تكفي لمنع الجريمة وهناك عوامل أخرى تتعلق بطبيعة الأفراد وثقافتهم الدينية والإنسانية والبيئة التي يعيشون فيها وطبيعة المعارف التي يتلقونها، وقد صدرت مؤخراً دراسة عن جامعة ليدز في بريطانيا تشير إلى الأثر الإيجابي للقرآن الكريم في معالجة الكثير من الاضطرابات النفسية لدى المسلمين. كما أن قيام الأسرة وهي نواة المجتمع بتنشئة أبناء صالحين وكانوا هم غالبية المجتمع فإن هذا سينعكس على أحوال البلاد وأنظمتها كافة خصوصاً إن كانوا من أصحاب المعارف وقادرين على تحمل المسؤولية. خلاصة القول أن قراءة المشكلات الاجتماعية من الزاوية السياسية البحتة فيه خلل وينبغي أن تكون المعالجة متكاملة مجتمعية واقتصادية وتعليمية وصحية وقانونية ودينية وكذلك سياسية. إلا أن التأثيرالسلبي لأنظمة الحكم المتردية في معظم بلداننا العربية جوهري على جميع النواحي، ذلك أنها تفتقرإلى برامج تنهض ببقية العوامل لكن هذا لا يعني الاستسلام للواقع فإذا لم نستطع التغيير من الأعلى رغم أنه التغيير الأسرع فلنبدأ من الأسفل أي من الأسرة وإن كان هذا هو التغيير الأبطأ، إلا أنه الأثبت والأرسخ.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...