


عدد المقالات 43
أحدهم مكفَهرّ الوجه، مقطبُ الجبين، مطبقٌ شفتيه، يقلّب بصره ذات اليمين وذات الشمال، ماداً عينيه إلى ما متع به الملك الأجلّ أزواجاً من خلقه من زهرة الحياة الدنيا ليفتنهم فيه، فكان الجالس وهو ينظر من زمرة المفتونين بأثاث المكتب وزخرفة مقتنياته. وآخر يدير عقد مسبحته يخبطها بيمناه على شماله بغير علمٍ ولا هدى ولا كتابٍ منير، وبدون ذكر لله عزّ وجلّ يرطب جفاف الأفواه، ولكي يتأسى به الجالسون فيذكروا الله بذكره، ولكنّ المحروم من حُرم. وثالثٌ من فرط الضجر ومن حرّ السآمة وطول المُكث، أراهُ يبحث في جوّاله عسى أن يجد من يتسكع معه على أرصفة الكلام الهابطة. وَفي الصَمتِ سَترٌ لِلعَيِي وَإِنَّما صَحيفَة لُبِّ المَرءِ أَن يَتَكَلَّما وحاجب المدير (المأمور) يُصرّف هذا بلسان الازدراء الحديدي، ويَغمط من لا يُسيغه ولا يستسيغهُ بغلظة متأصّلة في داخله وبجفاءٍ لا يخفى حتى على الأعشى، ويقبلُ على (الآخر) هاشّاً باشّاً منشرحاً (لسابق معرفة وقديم مودة)!! قبل أن أنسى: الغلظة المتأصلة في نفس (صاحبنا)، والجفاء الذي لا تخفى على الزائر أعراضه لعله أصابته العدوى بهما من كثرة المديرين الذين عايشهم وخسر دينه هو ليربحوا هم دنياهم، بل ودنيا غيرهم.. ألا ذلك هو الخسران المبين.. وأنا أصبعي على أزرار هاتفي أنقشُ ما لا يقرؤهُ إلا آحادٌ من الناس وإن قرؤوه غيرهم. هنا دخلت فتاة (من العرب البائدة) عارية كاسية، وعلى وجهها -كما جسدها المائل المميل- ألوان الطيف السبعة (وربما العشرة)، وإذا بنغمة جوالها الملوّن -كما زماننا الغريب- واعجباً يا إلهي: إنّ هاتف (المائلة عن الهدى والحشمة) يرتفع ويهتف بنداء: الله أكبر.. الله أكبر!! إنها -والله- لإحدى الكبَر، نذيراً للبشر، لمن شاء منكم أن يعتبر أو يتعظ أو يتذكر (أو يتخذ موقفاً) أو يتدبر. أليست تلك بعض إيحاءات المشهد الذي نراه ونعايشه في بعض دوائرنا أثناء فترات الانتظار التي كثيراً ما تطول؟! نبئوني بعلم إن كنتم صادقين.. وهناك قاسمٌ مشتركٌ بين لوحات المشهد المختلط المضحك المبكي، وشرّ البلية ليس الذي يضحكك.. قد كان ذلك منذ قرون، وقد تبدّلت الأرض ومن عليها.. شرّ البلية اليوم الذي يفقد المرء القدرة والرغبة في الضحك، بل يفقده حتى القدرة على البكاء! القاسم المشترك بين تراكيب المشهد ودركاته وتضاعيفه: إبليس.. نعم إبليس.. يضربُ مترنماً راقصاً بين الثقلين أدفافه! قال الله على لسان رسوله: «وعزّتي لأتيحن عليهم فتنة تدع الحليم حيران».. وكاتب السطور أبو الحيارى في زمانكم، فهل بينكم من حليم أيها المؤمنون لعلكم ترحمون؟؟؟!! ضع القلم.. ولنا لقاء، والسلام على أمة التوحيد ورحمة الله وبركاته..
عـلى محمل الغوص سنبحر إلى خليج الأمس، ومع هدير الموج المرعد «بالهولو والـ يا مال». المال!! الرجال!! فما قصة «اليامال» ومجازفة الرجال؟؟ وما أدراك ما صنع الرجال في خليجنا العظيم عندما أرخصوا الأرواح؟ ذاك -وربِّ...
يقول الكويتي الرائع سعد المطرفي: مِجالِسِن خمسه بخمسه ولا لِكْ مَحَلْ أربع وعشرين ساعه تَطبَخْ دلالَها!!! ومجالِسِن كُبْرَها كُبراه ما تِندهل حتّى بساس الحواري ما تِعنّى لها؟؟! أرسل يدعوني قريب (في الصدر له منزلة لا...
وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً قديماً قيل: تركتُ هَوى ليلى وسُعْدَى بِمَعزِلِ وعُدتُ إلى تَصحيحِ أوّلِ مَنزِلِ؟؟! فنادَتْ بيَ الأشواقُ مَهلاً فهذِهِ منازلُ من تَهوى رُويدكَ فانْزِلِ غزلتُ لهُمْ...
من طول وتقادم زمان الصمت العربي المريب فإنّ ** في الجراب يا حادينا الجواب في كل يوم ألج مكتبه المتلألئ الأنيق -كما صاحبه البسّام المنيف- ومع كلّ اتصال، وعند كل لقاء.. لا يلقاني أبداً إلا...
في غرة المحرم من هذه السنة، انتبه أهل الإسلام «وعلماؤهم وساستهم» واستيقظوا من رقدة طال أمدها قروناً خلت، وتقادمت عليها الأعوام عقوداً تخلت، ومع بزوغ شمس العام، تدفقت في الأمة دماء الغيرة والإباء، وانفجرت في...
فقدنا يوم الجمعة (8 ذي الحجة 1440هـ) أحد أنقى وأصفى وأصدق وألطف الرجال، إنه العزيز الكريم، ضحوك السن، واسع القلب، الضحّاك جالب السرور وانشراح الصدر لكلّ من عرفه؛ إنه الأستاذ علي بن محمد الكُميت الخيارين،...
(ترى النعمة زوّالة) !! (كثيب رمل مهيل).. حول شواطئ (بحر الخليج).. يتراكم ويموج.. من خلفه الطوفان.. من خلفه السد. من «عودة قلم» الاثنين (21/1/2019) حول «هدر الأموال» وبوهج قبس الكاتبة سهلة آل سعد، لوزيرة الصحة...
تمهيد لا بُدّ منه: تعالى الله ربنا الجليل وتقدس أن «يفهم أمره» في قوله جل جلاله: «وإذَا أَرَدْنَا أَن نُهلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا»، تعالى الله أنْ يأمرَ الفاسق...
في الغابات نشاهد بقر الوحش والظباء والدوابّ كافة، وقد سخّر الله بعضها بحكمته البالغة لكي تُفترس بالأنياب، ذلك للحفاظ على حياة القطيع وباقي الأنواع، «صُنعَ اللهِ الذي أتقنَ كلّ شيءٍ»، وما يُعرف بـ «دورة الحياة»...
باسم الله مُجريها.. وما أدراك ما أُلهِبت النفس عندما يتعلق البيان بقطر؛ نبض أعصابنا، وتربة آبائنا وأمهاتنا. توهّم الواهمون في «كيانات» فاشلة تعزف على «طبول أساتذة جوفاء» أن قطر صيد يسهل اقتناصه وابتلاعه، بخاصة الذي...
هل إلى «تدبُّر» القرآن من سبيل؟! صح عن النبيّ الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- قوله: «ألا إن سلعة الله غالية».. وعطاء العظيم بمقدار عظمته وكرمه.. والقرآن العظيم هو أعظم ما امتنّ به العظيم -سبحانه-...
في زمانٍ مضى وتولى كان العربُ -الشرفاءُ منهم، والنبلاء بالأخص، وأصحاب الزعامة والوجاهة- يأنفون من الكذب ويستقبحونهُ أشدّ القبح، ويعدّونهُ من خوارم المروءات التي يُعيّرُ بها المرء إنْ أُثرَ عنه أنه أحدثَ كذبة!! فلا يزال...