alsharq

إيمان الكعبي

عدد المقالات 84

الناس الرّايقة

19 يوليو 2022 , 09:20ص

بما أنّ الجريدة رفيق الصباح.. أقول لكم «صباح الخير».. فرجاءً لا تردّوها عليَّ بذلك اللحن الحزين والمزاج المحبط «صبخّير» ! أقول قَولي هذا وأنا أعايش وأعاين يوميا ذلك الصنف من الناس المستيقظين وهم «نيام».. ذلك الشخص الذي يُطالعك في كل صباح بمقلتين زائغتين يَسْبَحان في عينين ذابلتين يعلوهما جبينٌ مقطّب كأنه جلدة لفَحها زمهريرُ البؤس وأنهكتها شمسُ التعب والضغوط، بجانبها شَفتان مزمومتان متوترتان، وكل ذلك يضمُّه وجه مكفهر عبوس قمطرير! طينةٌ من البشر تأبى إلا أن تستقبلك وتستقبل يومها بتلك الطقوس المحبطة والملامح المحبطة. هؤلاء البشر يُصرون على أن يُتعبوا أنفسهم وينقلوا إليك - غصبا عنك - ذلك التعب. نصيحتي لكل من هؤلاء: عِوَض أن تَنقل من سريرك وبيتك ذلك المزاج السيئ إلى «ربعك» أو زملائك في بيئة عملك، الزم فراشك وارحمنا أفضل.. نعم ارحمنا من ذلك المزاج وذلك العُبوس وذلك الصوت الأجشّ بمفعول النوم والسهر والتوتر، ومن تلك الحشرجة التي لا تُعفينا منها إلا بعد مرور ساعتين من الدوام.. نعم ارحمنا أفضل. الأسوأ في هذا كله هو عندما يَصدُر ذلك الأسلوب من فئة من الناس يُفترَض أن تكون هي أول من يُمثل لنا الأمل والدعم في حياتنا! لعلّي هنا أشير إلى السواد الأعظم (حتى لا أعمم طبعا) من الأطباء من بعض الجنسيات المختلفة والذين تجدهم في معظم الأحوال على عجلة من أمرهم جديين في عملهم وتعاملهم إلى حد المبالغة، حتى ابتساماتهم تبدو لك مدروسة وموجهة. ولعل الاستثناء تحمله الممرضات الفلبينيات اللاتي يستقبلن يومهن بمزاج رائق ورائع بعدما يأخذن حمام الصباح ويبسطن خصلات شعرهن الحريري تاركين مهمة تجفيفها لشمس الصباح فيمتلئن بالخفة والطاقة والانشراح والسعادة ويغمرن بها كل من يتعاملن معه بعدما تركن جانبا كسل الفراش وضغوط التوتر.. ألا تلاحظون ذلك؟! لعل الأمر ذاته ينطبق على أعوان الحراسة الأمنية الذين يستقبلونك في معظمهم بوجه متجهّم وصرامة مفرطة إلى الحدّ الذي يشعرونك معه كما لو أنهم يوزعون صكوك الانضباط ومفاتيح المسؤولية والالتزام! بالمناسبة أيضا، أنْ تكون إماما خطيبا للناس في الصلاة لا يعني أن تُلقي الخطبة أو تُقدّم الموعظة وأنت في منتهى العصبية والغضب والانقباض وعَقد الحاجبين وكأنك توبخ الناس أو تنهرهم.. لا مانع من ابتسامة لطيفة فذلك جائز، ولا مانع من طرفة أو نادرة أثناء الخطبة تسلي بها المصلين. إخواني.. إن الابتسامة لا تكلف شيئا وخاصة في بداية يوم.. يوم لا تعيشه منفردا بل مع الناس. في بداية كل يوم تَخلَّص من كل التوترات.. خُذ حماما صباحيا خفيفا.. صافح الشمس حتى ولو بنظارتيك السوداوين لا يهم.. وقبل ذلك ارحم المنبه ولا تضربه بعد أن منحك خمس دقائق إضافية أمرْتَه بها ليوقظك. الابتسامة لغة بلا حروف، إنْ أهديتها لحبيب شعر بالفرح، وإن أهديتها لعدوّ شعر بالندم، وإن أهديتها لمن لا تعرفه أصبحَت صدقة، فإن صنعتها لنفسك ازددت قوة. فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا عبادة وعليها نؤجر. لا تدع الوجوه العابسة تعكّر صفو مزاجك، تنفس بعمق، خذ إلى صدرك أكبر قدرٍ من هواء الصباح، ومهما حصل، ابتسم. يقول باولو كويلو: «أول شيء تفعله في الصباح، ابحث عن شخص يجعلك تبتسم لأن الابتسامة دائما ما تصنع يوما أفضل». «وبَحب الناس الرايقة اللي بتضحك على طول.. أما العالم المتضايقة.. أنا لأه ماليش في دول»

العالم في ضيافة قطر

اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...

«الرقم الصعب»

يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه ‏أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه ‏باختصار، ولعل تحقيق الرقم...

(أخلاقنا.. وأخلاقهم)

في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...

(شعارنا..فخرنا)

كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...

«متاحف مستدامة.. ثقافة مستدامة»

على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...

انتبه.. وراءك مطبّ!

قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...

الإنسان «الحيوان»

اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...

«نأسف لهذا الخطأ»

كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...

«آفة الشلليّة»

في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...

«أطفال نخرج للدنيا»

عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...

«هل أنت إنسان.. سعيد؟!»

سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...

«بســــرعـــة»!

في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...