عدد المقالات 84
أَعرف أن كل من سيقرأ مقالي هذا سيختلف تفاعله مع ما فيه من كلمات وأفكار بحسب مزاجه وحالته إن كان متأثرا بحالة الصيام أم لا. بالمناسبة هل أنتم مثلي تبدون أكثر طاقة إيجابية وتركيزا ذهنيا في أيام الصيام مقارنة بأيام الإفطار؟!. أعلم أن ذلك قد يبدو أمرا غريبا لدى الكثيرين ولربما كان ذلك لديهم أمرا بالفطرة، ومع ذلك أعتقد بأن الدُّربة وتعويد النفس والذهن كفيل بأن ينزع تلك الفطرة ويزرع في الشخصية روحا مختلفة وفكرا وثقافة مغايرين. ولعلني ما دمت قد ذكرت الثقافة، أجد السياق مناسبا للربط بين هذا وذاك. فالحقيقة الساطعة والواقع الراسخ هو أننا كمجتمعات عربية، يكاد يجمع بيننا في رمضان، ذلك الارتخاء حد التراخي والاستكانة حد السكون مع نسق شهر الصيام. ولَعَمْري، ذلك سلوك غير سليم في شهر يُفترض أن يكون شهرا للصحوة لا للخمول.. صحوة روحانية وفكرية في آن. ولذلك نحتاج فعلا في هذا الشهر إلى شيء يوقظنا من ركودنا ويفيقنا من غيبوبة الشبع والامتلاء المَعِديّ لتصحو عقولنا وتستيقظ أذهاننا. وهنا كان لا بد أن أُحيّي وزارة الثقافة التي بادرت بتنظيم حدث غير مسبوق من كل النواحي، ألا وهو معرض رمضان للكتاب. هذه الفعالية أستطيع القول إنها جاءت في وقت مثالي للغاية. فهي تعطي تنبيها إلى ذواتنا وعقولنا بأن هناك مع البطن مجال أيضا للدماغ وأن ذوق اللسان لا يجب أن يُهمّش ويطمس فينا ذائقة العقل. وفي اعتقادي لم يكن اختيار الزمان فقط هو الموفق، بل إن اختيار المكان كان بدوره علامة نجاح. فبرمجة المعرض في محيط سوق واقف يبعث رسائل مهمة للغاية في تصوّري. ففضلا عن رمزية المكان من زاويته التراثية الفريدة، ربما ارتبط أيضا في ذهن كثير منا بخصوصيته الاستهلاكية الغذائية تحديدا. نعم، أليس جميلا مثلما نتذوق أشهى عصائر محلات السوق أن نتناول أيضا ما تيسر من عصارة الفكر والحضارة في ذلك المعرض الملاصق؟ ومثلما نحتسي قهوتنا المعتقة في السوق، لما لا نرتشف أحلى وألذ فناجين الأدب؟! وكما يملأ كثير من مجتمعنا رأسه لساعات بأحاديث عابرة وغير مفيدة، لماذا لا يعمر بدلا من ذلك رأسه بروائع النثر والشعر الراسخ؟!. نعم.. في أوقات ما نحتاج لما يوقظنا من سباتنا، لما يجنبنا التماهي مع نسق الحياة اليومية المخدر. نحتاج لما يذكرنا بأن لنا إرثا فكريا إسلاميا يجب أن نفخر به وأن نُباهي به بين الأمم. بأن لنا لغة عربية هي وحدها ما يرفع قيمتنا ويعلي كلمتنا بين شعوب العالم. بأنه يجب ألا ننسى قضايا أمتنا الحارقة. ألا ننسى في ذروة رمضان، فلسطين وأهلها المرابطين، وذلك ما نجح فيه معرض رمضان للكتاب. في الختام أقول ما قال لقمان لابنه: يا بُني! إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة، وخرست الحكمة، وقعدت الأعضاء عن العبادة. إخواني.. صوموا عن كل شيء.. إلا عن القراءة... فلا تصوموا!.
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...