alsharq

مبارك الخيارين

عدد المقالات 72

خالد مفتاح 04 أكتوبر 2025
سفر عظيم
مريم ياسين الحمادي 04 أكتوبر 2025
المعلم صانع الأثر

الأزمة اللوجستية العالمية

18 نوفمبر 2021 , 12:05ص

لتوضيح حقيقة الأزمة العالمية في الشحن البحري فإنه يجب التوضيح انها تختلف اثارها عن أي أزمة نقل برية مهما كان نوعها لسبب بسيط وهو أن 90% من حركة نقل البضائع والسلع حول العالم تتم عبر النقل البحري، وأن أي خلل في سلاسل الامداد البحرية سوف يؤثر على 90% من بضائع العالم بمختلف أنواعها. إضافة الى أن اقتصاديات النقل البحري أبطأ في التعافي من اقتصاديات النقل البري بشكل كبير جدا عند عدم توازن العرض والطلب، حيث تأخذ وقتا طويلا جدا لاعادة التوازن مرة أخرى ولكن مع تكلفة كبيرة تطال جميع السلع العالمية، ومكونات سلاسل الامداد ذاتها المعقدة والمكلفة. دعونا نأخذ نظرة سريعة على سلاسل الامداد البحرية لنعرف حجم المشكلة وأين تقع بالضبط.. تبدأ من وقود المصانع الى انتاج المنتج وتخزينه في مخازن الاستلام.. ومن ثم تنقل الى الميناء عبر الشاحنات والقطارات لتسلم في الميناء ويتم تخزينها في حاويات ومخازن الاستلام او الارضيات ومن ثم تتم عملية المناولة من رصيف الميناء الى سفينة الحاويات، لتبلغ عدد نقاط سلاسل الامداد في البلد المصدر 6 نقاط «وقود - مصنع - مخزن تسليم -نقل بري - مخازن استلام ميناء - مناولة للسفينة» ليتم تسليمها في البلد المستورد وتتم نفس العملية بالعكس الى ان يستلمها الزبون النهائي. هنا يتضح لنا ان أي خلل في الـ 12 نقطة في البلد المصدر والمستورد بالإضافة الى مسار الشحن البحري ومافيه من عوامل جوية سوف يؤثر بشكل كبير على سلاسل الامداد التي قبله وبعده الى ان تصل الى العميل النهائي.. إما بعدم توفرها في الأسواق او ارتفاع قيمتها. نأتي هنا لشرح الازمة ببساطة.. بعد تفشي فيروس كورونا، توقعت شركات النقل البحري انكماش حركة التجارة في العالم، ولذلك تم التخلي عن 11% من السفن التي كانت في الخدمة والتي يبلغ عددها 40 الف سفينه - أي حوالي 5 الاف سفينه توقفت عن العمل- !! ومع تعافي آسيا واستئناف الصين التصدير في وقت كان فيه الوباء يجتاح أوروبا والولايات المتحدة، وكان فيه الأوروبيون والأمريكيون يتبنون مزيدا من سياسات الإغلاق، لذلك احتجزت الحاويات وبدأت تتراكم خاصة مع عدم وجود أعداد كافية من عمال الموانئ للتعامل معها، مما أدى الى حدوث فجوة في سلاسل الامداد على مستوى العمال والسائقين الذين يفرغون الحاويات وينقلون البضائع الى متاجر التجزئة، في مرحلة التخلص من قيود الإغلاق، ليتفاجأ العالم على حقيقة ان كثيرا من الحاويات لا تزال متراكمة في موانئ أمريكا الشمالية، والتي تعاني اختلالا بنسبة 40 في المائة، بمعنى أن مقابل كل مائة حاوية تصل إلى الميناء تتم إعادة تصدير 40 فقط، وهذا الرقم مذهل بالنظر إلى أن طريق التجارة بين الصين والولايات المتحدة يحافظ على متوسط 900 ألف حاوية شهريا، ومن جانب اخر كشفت فترة الوباء أن الصين ليس لديها ما يكفي من الحاويات المتاحة لتلبية الطلب، بحيث قفز متوسط أوقات توفير الحاويات وصناعتها في الصين من 60 يوما إلى مائة يوم أي سيكون هناك تأخير 40 يوما في تسليم الحاويات لاستخدامها في الشحن وبالتالي تأخر شحن البضائع الموجودة في الموانئ الصينية، والتي قد تكون هي الحل في تعويض الحاويات المتراكمة في الشمال أمريكا. وهذا الخلل سبب أزمة في قطاع التجارة العالمية، حيث تأثرت حركة النقل بالاضطراب في استعادة الحاويات الفارغة، بسبب محاولة الشركات ملاحقة مواعيد التسليم وعدم انتظار تفريغ الحاويات في موانئ التسليم للعودة بها كما كان يحدث في السابق، أدى ذلك إلى تراكم الحاويات الفارغة بموانئ أوروبا وأمريكا، في مقابل نقص كبير في الحاويات في موانئ شرق آسيا والصين. وتسيير رحلات خصيصًا لاستعادة الحاويات الفارغة، وهو ما انعكس في ارتفاع التكاليف وساهم في الارتفاع القياسي لأسعار الشحن البحري. صرح رئيس شركة «C intelligence» الاستشارية في مجال النقل البحري قائلا: «نفتقر إلى السفن والحاويات الفارغة، هناك نقص هائل في الحاويات الفارغة، فهي موجودة في المكان الخطأ وعالقة بموانئ بعيدة وغير متوافرة في آسيا». ومن المشاهد ان الاقتصاد البريطاني سجل تباطؤًا شديدًا بسبب أزمة الإمداد والعمّال. وهذا عكس في خطابات وتصريحات رؤساء شركات النقل البحري والتجاري الذين ذكروا مشكلة «سلاسل التوريد» 3 آلاف مرة في خطاباتهم للمستثمرين. من المتوقع أن تتجه معظم السفن وبما تحمله من عدد محدود من الحاويات إلى الأسواق الاستهلاكية الكبرى، ما يعني نقص المعروض بالنسبة إلى باقي دول العالم، وينبئ ذلك باحتمال ارتفاع معدلات التضخم بشكل ملحوظ قبل نهاية هذا العام. جاءت توقعات قطاع تجار الدراجات في طليعة التجار الأكثر تشاؤما، حيث توقعوا استمرار مشكلات الإمداد إلى العام بعد القادم، فيما توقع تجار الأثاث استمرار الأزمة لأكثر من عام، وتوقع تجار الألعاب استمرار الأزمة نحو 11 شهرا، وتوقع تجار مستلزمات البناء استمرارها عشرة أشهر. في المقابل، توقعت شركات تجارة المواد الغذائية إمكانية هدوء أزمة التوريد في ربيع العام المقبل.. وهنا نلحظ ان كل تشاؤم كل قطاع مبني على مدى تشعب سلاسل التوريد لديه عالميا لكي يصله المنتج النهائي، ومن القطاعات ذات التشعب الأكثر قطاع الاتصالات حيث كلفت مشاكل سلاسل الإمداد شركة أبل 6 مليارات دولار من المبيعات. طبعا أزمة سلاسل التوريد لا تؤثر فقط على البضائع النهائية، ولكنها تؤثر بطبيعة الحال على السلع الوسيطة ومستلزمات الإنتاج، وهو ما يؤدي بدوره لتراجع العرض ويفاقم الأزمة، ومن هنا تأتي طبيعة الأزمة من حيث شمولها لكافة السلع، وشمولها للعالم. لذلك لابد من زيادة الاستثمار في تقنيات سلاسل الإمداد مثل أتمتة العمليات الروبوتية، التي تعمل على تحسين الرؤية بشكل كبير عبر امتداد سلاسل الإمداد، وتدعم قدرة الشركات على مقاومة هذه الصدمات لتتحول عمليات سلاسل الإمداد الخطية والمتسلسلة إلى نظام مترابط ومفتوح لعمليات الإمداد أو ما يطلق عليه شبكة الإمداد الرقمية.

الموارد البشرية ما لها وما عليها «2-2»

نستكمل في هذا المقال ما بدأناه في مقال الأسبوع الماضي، حول «الموارد البشرية ما لها وما عليها».. فإذا نظرنا لمكونات العمل، فإننا نرى ضعف منظومة الموارد البشرية في الجهات الحكومية، مقارنة بإدارات الشؤون المالية التي...

الموارد البشرية مالها وماعليها

بداية كل تطور ونهايته هو الإنسان ، حيث تأتي الموارد المادية كمساعدة لمدى قدرة الانسان التفكيرية وإبداعه القابله للتنفيذ، ولذلك كان المفكرون والمبدعون هم القيمة المضافة لدولهم في تطويرها، والتي تحرص على اكتسابهم من خلال...

التفويض الإداري ما له وما عليه

بني مبدأ التفويض على فكرة استمرارية الأعمال وعدم تعطيلها بسبب عدم وجود القائمين عليها، فالأعمال تبقى والأشخاص يتغيرون أو يتعاقبون، ولذلك نرى أن المؤسسات والجهات المرنة تتميز بوجود مساحة تفويض عالية، يصحبها إدراك ووعي بمفهوم...

الرئيس التنفيذي ما له وما عليه

مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز...

إعادة قانون الجمعيات التعاونية

تبنت دولة قطر منذ عام 1973 قانون الجمعيات التعاونية وذلك لتحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص، وتحقيق أهداف التعاون بوجه عام، متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، وأن تتاح العضوية لكل قطري تنطبق عليه الشروط...

التسويق في القطاع الحكومي

يشترك القطاعان العام والخاص في مسألة التسويق، فكلاهما يقدم منتجات وخدمات، ويعتمدان الترويج والتحفيز على شراء المنتج أو استخدام الخدمة، سواء عن طريق العلاقات العامة في الجهات الحكومية أو خدمة العملاء في القطاع الخاص. وكذلك...

العلاقات العامة في الجهات الحكومية

تعتبر العلاقات العامة رمانة الميزان والعاكس لكل مجهودات المؤسسة او الشركة لدى عملائها، والعاكسة كذلك لرأي العملاء وتجربتهم لدى المؤسسة، مما يعني ان مهام العلاقات العامة متشعبة في الاتجاهين، فكل شيء يخرج من المؤسسة باتجاه...

اقتصاديات السياحة العائلية

‏تعتبر السياحة أحد أهم العناصر والموارد في كثير من دول العالم حيث تبلغ نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي العالمي حوالي ١٠٪؜ بينما تصل لبعض الدول من 20 إلى 30% وأحيانا قد تصل إلى...

علم النفس وكرة القدم

«قبل أن تحكم على شخص ما، يجب أن تسير مسافة طويلة مرتدياً حذاءه»، هو مثل شائع يوضح ربما أهمية ألا يحكم الإنسان على تصرفات أي شخص وفقاً لأحكام مسبقة أو حتى على ما شاهده من...

كلنا دعاة

كأس العالم حدث كبير سيجذب الكثير من الناس وسوف تأتي الملايين وتراقب الملايين من الكاميرات والعدسات وتنقل ما تراه وتسمعه، وغالباً ما يبحثون عن الكرة واللاعبين والنتائج والهزائم والانتصارات، ولكن نحن في قطر سنضيف شيئاً...

المنتدى الخليجي لرواد الأعمال

ريادة الأعمال تعمل على اكتشاف الأسواق الجديدة أكثر من زيادة حجم الأسواق، والتي يستهدفها التجار التقليديون وليس رواد الأعمال، وبريادة الأعمال تتطور الأسواق وتتوسع خالقة معها فرص عمل جديدة، ومجددة لقطاعات الاعمال التي تظهر فيها...

كأس العالم إستراتيجياً (1)

ترتبط القيادة بالقرارات الاستراتيجية وليس الأوامر الفورية أو القرارات قصيرة المدى، حيث تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تحقق تحولا كبيرا في الدولة اقتصاديا وسياحيا ورياضيا. القرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة...