عدد المقالات 72
ترتبط القيادة بالقرارات الاستراتيجية وليس الأوامر الفورية أو القرارات قصيرة المدى، حيث تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تحقق تحولا كبيرا في الدولة اقتصاديا وسياحيا ورياضيا. القرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة وإدارة تماسك ذلك التكتل للنهاية. وبالتالي نرى أن كأس العالم كان مشروعا استراتيجيا وليس مجرد قرار عابر أو أمر في حينه. حيث بني ذلك القرار على أربعة عوامل مهمة وهي اتخاذ القرار والثقة بإمكانات الدولة، وبناء التحالفات والتكتلات، وإدارة اللحظات الأخيرة، واعتبار أن فتح الظرف فوز مؤقت وليس نهائيا. فإذا تحدثنا عن اتخاذ القرار والثقة بإمكانات الدولة فإن هذه تجسد مدى معرفة القائد بإمكانات دولته الحقيقية وليست الظنية، وكذلك لديه الثقة الكبيرة بقدرة هذه الدولة على الوفاء بالتزامات الاستحقاق مهما كانت الظروف، وقد شاهدنا ذلك خلال ال 12 عاما والتي تخللتها الكثير من التحديات السياسية والجيوسياسية والأزمات الإقليمية التي ألقت بظلالها على ظهور أصوات نادت بسحب الملف ونقله لأماكن آمنة في العالم. بالإضافة الى أزمات حقوقية وقضايا في الشفافية والنزاهة. والعامل الثاني في قرار استضافة كأس العالم هو القدرة على بناء التحالفات والتكتلات والتي برعت فيه الدولة سياسيا ودوليا على كافة القطاعات، والتي شوهدت فعلا من خلال فوزها بالحدث، وقدرتها على الحشد والتأييد وإدارة ذلك حتى اللحظات الأخيرة من المنافسة، فالقرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة وإدارة تماسك ذلك التكتل للنهاية. نأتي للعامل الثالث وهو إدارة اللحظات الأخيرة وهي أصعب اللحظات وأقساها على المتنافسين، والتي تتطلب حالة تركيز عالية وعدم الغفلة عن أي نقطة أو وسيلة مهما كانت لتحقيق الانتصار المطلوب. فمهما كنت مسيطرا وقويا في معظم المباراة فإنك في الحقيقة لست فائزا قبل صفارة الحكم، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نبني ثقافتنا عليها، فشعوب دول الخليج تنتشي بشعور الفوز في اللحظات الاخيرة مما قد يضيع عليها التركيز وبالتالي يضيع عليها الفوز في لحظة ما، وقد شهدنا ذلك في الكثير من المباريات والبطولات التي يقترب فيها العرب من الفوز أو تكون حظوظهم قوية قبل دخول المباراة لتتفاجأ بهزيمة. يبقى العامل الرابع وهو أن فتح الظرف فوز مؤقت وليس نهائيا، حيث يعتقد الكثيرون أن فوزنا بالاستحقاق هو في الحقيقة فوزنا بالتنظيم وهذا خطأ، فالهدف اما أن يتحقق كله أو لا يتحقق، فلا يوجد نصف هدف. فالفوز بالاستحقاق بداية فوزنا بالتنظيم اذا جاز القول، فالتحديات التي شهدناها خلال ال 12 عاما كادت أن تذهب بالظرف ومتعة الفوز به، لولا توفيق الله تعالى وإعانته. الامر الاخر نرى أن كأس العالم حققت لقطر قبل صفارة المباراة الأولى عدة أمور منها، أنها ساهمت في بناء القدرات البشرية من حيث ظهور مفهوم التخطيط الاستراتيجي منذ 2011، وإعادة هيكلة الحكومة بما يتناسب مع المستجدات، وإنشاء وتعديل القوانين والتشريعات، وكذلك بناء فرق عمل مهارية وقيادية. فظهور مفهوم التخطيط الاستراتيجي منذ 2011 أعتبره من المنجزات التي تطلبتها ضرورة الحدث، الذي تعلمنا من خلاله كيفية النظرة للامور ومحاولة تغيير نمط التفكير السائد قبل 2010 والذي يعتمد على التنبؤات بالمستقبل وردات الفعل في حينها، بينما نعزز بالتفكير الاستراتيجي تحكمنا في الاحداث المستقبلية بشكل أفضل وتقليل مخاطرها مع وجود الكثير من الخيارات التي تساعدنا في بناء الحلول للتحديات التي ستعترضنا في حينها. سنتحدث في المقالة اللاحقة عن اعادة هيكلة الحكومة بالشكل الذي يتناسب مع المهام التي ستنفذها في اطار الاستعداد لكاس العالم. دمتم بخير @malkhayareen5
نستكمل في هذا المقال ما بدأناه في مقال الأسبوع الماضي، حول «الموارد البشرية ما لها وما عليها».. فإذا نظرنا لمكونات العمل، فإننا نرى ضعف منظومة الموارد البشرية في الجهات الحكومية، مقارنة بإدارات الشؤون المالية التي...
بداية كل تطور ونهايته هو الإنسان ، حيث تأتي الموارد المادية كمساعدة لمدى قدرة الانسان التفكيرية وإبداعه القابله للتنفيذ، ولذلك كان المفكرون والمبدعون هم القيمة المضافة لدولهم في تطويرها، والتي تحرص على اكتسابهم من خلال...
بني مبدأ التفويض على فكرة استمرارية الأعمال وعدم تعطيلها بسبب عدم وجود القائمين عليها، فالأعمال تبقى والأشخاص يتغيرون أو يتعاقبون، ولذلك نرى أن المؤسسات والجهات المرنة تتميز بوجود مساحة تفويض عالية، يصحبها إدراك ووعي بمفهوم...
مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز...
تبنت دولة قطر منذ عام 1973 قانون الجمعيات التعاونية وذلك لتحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص، وتحقيق أهداف التعاون بوجه عام، متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، وأن تتاح العضوية لكل قطري تنطبق عليه الشروط...
يشترك القطاعان العام والخاص في مسألة التسويق، فكلاهما يقدم منتجات وخدمات، ويعتمدان الترويج والتحفيز على شراء المنتج أو استخدام الخدمة، سواء عن طريق العلاقات العامة في الجهات الحكومية أو خدمة العملاء في القطاع الخاص. وكذلك...
تعتبر العلاقات العامة رمانة الميزان والعاكس لكل مجهودات المؤسسة او الشركة لدى عملائها، والعاكسة كذلك لرأي العملاء وتجربتهم لدى المؤسسة، مما يعني ان مهام العلاقات العامة متشعبة في الاتجاهين، فكل شيء يخرج من المؤسسة باتجاه...
تعتبر السياحة أحد أهم العناصر والموارد في كثير من دول العالم حيث تبلغ نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي العالمي حوالي ١٠٪ بينما تصل لبعض الدول من 20 إلى 30% وأحيانا قد تصل إلى...
«قبل أن تحكم على شخص ما، يجب أن تسير مسافة طويلة مرتدياً حذاءه»، هو مثل شائع يوضح ربما أهمية ألا يحكم الإنسان على تصرفات أي شخص وفقاً لأحكام مسبقة أو حتى على ما شاهده من...
كأس العالم حدث كبير سيجذب الكثير من الناس وسوف تأتي الملايين وتراقب الملايين من الكاميرات والعدسات وتنقل ما تراه وتسمعه، وغالباً ما يبحثون عن الكرة واللاعبين والنتائج والهزائم والانتصارات، ولكن نحن في قطر سنضيف شيئاً...
ريادة الأعمال تعمل على اكتشاف الأسواق الجديدة أكثر من زيادة حجم الأسواق، والتي يستهدفها التجار التقليديون وليس رواد الأعمال، وبريادة الأعمال تتطور الأسواق وتتوسع خالقة معها فرص عمل جديدة، ومجددة لقطاعات الاعمال التي تظهر فيها...
نعتذر بداية عن الانقطاع عن الكتابة لفترة وذلك لتركيزي على إعداد المحاضرات والدورات الخاصة بالإدارة والقيادة لعديد من الجهات الحكومية والخاصة. بداية نتحدث اليوم مستكملين تطور الإدارة، الحديث عن الإدارة السلوكية. تأتي فكرة الإدارة السلوكية...