


عدد المقالات 611
كان لافتا أن الغالبية الساحقة من العلماء والدعاة في المملكة العربية السعودية لم يترددوا أبداً في استنكار التفجيرين اللذين استهدفا مسجدين للشيعة في القطيف والدمام، من دون أن يكون من بينهم من ينظر إلى الخلاف السني الشيعي في الإطار الفقهي والعقدي بروحية التهوين، بل ربما كان بعضهم ممن لا يترددون في التكفير. والحال أن التكفير في المعسكر الآخر لا يقل أبداً عنه في الإطار السني، لكنه لا يبدو معلنا في الغالب، إذ إن الاعتقاد السائد في الأوساط الشيعية هو أن الإيمان بالولاية من أركان الإسلام، وليس من أركان الإيمان فقط. ما استوقفنا في مسألة التفجيرين هو أن المسافة بين الإطار النظري وبين الإطار العملي في النظر إلى الشيعة تبدو كبيرة، إذ إن النظر إليهم ككفار لا يعني قتالهم، فالقتال عند الغالبية الساحقة من العلماء ليس مرده الكفر، وإنما العدوان، وليس مطلوبا من المسلمين أن يقتلوا كل أحد لا يؤمن بدينهم. هذا يعني أن المسألة النظرية ليست هي الأصل، والحديث عن تقارب بين المذاهب قد يكون إضاعة للوقت في أغلب الأحيان، فهذا النوع من التقارب والتغيير لا يأتي في المنتديات، وإنما يأتي نتاج حوارات طويلة، وفي الغالب نتاج تفكير شخصي، وستجد من السنة من يقترب في بعض المسائل من الشيعة، وستجد العكس، وأنماط التدين عموما هي اختيارات فردية أكثر منها جماعية، بخاصة في الزمن الراهن حيث الانفتاح على جميع الأفكار، خلافا للزمن القديم حين كان شيخ القبيلة يتخذ دينا أو مذهبا، فيلتحق به جميع أفراد القبيلة. الأقليات في المنطقة ليست ظاهرة جديدة، وهي موجودة على مدى القرون، وكانت السمة العامة للعلاقة هي التعايش فيما بينها، باستثناء فترات محدودة، والسياسة هي التي تدمر العلاقات أكثر من الأديان والمذاهب، لكن حين يجري استخدام الأخيرة في الصراع، فإنه ما يلبث أن يصبح أكثر عنفا ودموية. ثمة مظالم كثيرة تتعرض لها الأقليات، ليس في العالم العربي، وإنما في إيران أيضا، وربما اعتقد العلويون في تركيا أنهم مظلومون أيضا، وكذلك الأكراد، لكن المؤكد أن الظلم الذي تعرضت له الأغلبية كان أكبر، لأن الطغيان كان يخشى اضطهاد الأقليات لاعتبارات الخارج، بينما يفعل ذلك مع الأغلبية بسهولة، وإن لم يحدث ذلك بروحية دينية بالضرورة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل أن حل المسألة الشيعية في منطقتنا يكون من خلال الوقوف خلف العدوان الإيراني؟ وهل هذا الحديث الذي يتردد عن مظالم 1400 سنة يمكن أن يكون حلا، فيما هو استعادة للثارات التاريخية؟! المؤسف بطبيعة الحال هو أن من يعتقد بالمظلومية، ما لبث أن تحول إلى ظالم، والأمر هنا لا يتعلق بإيران التي تمارس العدوان، وإنما بمن يصطفون معها، فإذا كان بوسع العراقيين الشيعة أن يتحدثوا عن مظالم أيام صدام (هل كان السني مستمتعا بالحرية والرفاه مثلا، أم أن الموالي هو المقرب أيا يكن مذهبه؟!)، فإن من العبث أن يقف هؤلاء ضد عدوان أقلية طائفية في سوريا، وكذلك أقلية طائفية أو تابعة لإيران في اليمن. كيف يمكن أن يغدو ذلك مقبولا، وبأي منطق، سوى المنطق الطائفي الذي قبل بمبدأ الوصاية الإيرانية على جميع أتباع المذهب، وقبل بأن تدفعهم نحو أي موقف مهما كان ظالما وعدوانيا؟! ما يجري عموما، ورغم مساوئه وما يجلبه من معاناة ودمار، يمكن أن يفتح الباب (بعد وقف العدوان والتفاهم على حل شامل مع إيران)، على تسويات تطال المسألة المذهبية حتى في إطارها الديني، وليس السياسي وحسب، بعيدا عن روحية الإقصاء، وقريبا من روحية الحرية دون الاعتداء على مقدسات الآخرين. هو صراع دموي ومؤسف إلى حد كبير، وأساسه العدوان الذي تمارسه إيران، وبيدها أكثر من غيرها فتح الباب أمام تسويات تاريخية لا تشمل العلاقة بين الدول، بل بين الشعوب والأقليات بما يحقق الخير للجميع. •  @yzaatreh
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...