عدد المقالات 72
سوف نستعرض اليوم فكرتين رئيسيتين وهما فكرة اللعب بالدين ومحاولة اختراقه واستخدامه، ولفت النظر لفكرة التماسك الداخلي وتجانس المنظومة الواحدة وصلابتها أمام أي اختراق فكري أو إغرائي من المنافقين والمتلونين والمدعين وهم أبعد ما يكونون عن الدين. نبدأ بفكرة محاولات اختراق الدين من خلال أسلوب التشريع الموازي، قال تعالى ﴿ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾. الخروج من النص بنص موازٍ جريمة تؤدي لتشويه النص ذاته وانصراف الناس عنه، سواء كانت تعليمات أو إجراءات أو فتاوى أو تشريعات أو قوانين، وهنا تم توضيح عملية التضليل التي تأتي من المؤسسات المؤتمنة على التشريع والقوانين والأحكام، وهي مستمرة بأشكال مختلفة بدأت مع علماء أهل الكتاب، الذي أنشأوا (ديناً موازياً) وذلك بتغيير وتبديل وتحريف النصوص الحقيقية وترويج المفتراة والمزيفة فأضلوا أجيالا من الناس ختموا حياتهم بالكفر للأسف، والعلماء هم المؤسسات (المكملة) لمهمة الأنبياء والتي تعنى بالمحافظة على التشريع وتبليغه بالشكل المتوافق مع منهج الله ومع الظروف الحالية، وهذه رسالة شديدة اللهجة لعلماء وحكماء ومستشارين هم الحلقة المسؤولة عن انحرافات القيادة وما ينتج عنه من آثار. نأتي هنا لمدى استفادة المتلونين والمنافقين من التشريع الموازي واختراعهم تفسيرات توافق أهواءهم وذلك ليعكس مبدأ خطيرا وهو المتاجرة بالدين، قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ). عرضنا سابقا موقف الناس من العلماء المضللين وذلك بتصديق كل ما يقولون واتخاذه شرعا وإن كان باطلا إذا وافق هواهم، والآن نعرض موقف هؤلاء العلماء من الدين ذاته، حيث تكشف الآية حقيقة علماء أهل الكتاب المضللين للناس عن دعوة النبي صلوات الله عليه، حيث يعتبرون شريعتهم وظيفة يتاجرون بها بدلًا من أن يكون مهمة ورسالة يحافظون عليها، فالفتاوى والصكوك الغفرانية والتشريعات المتوافقة مع توجهات السلطة كلها (بثمن) فهم يمثلون طبقة المتاجرين بمسؤولياتهم ومعلوماتهم والمستغلين لطلبات القوى المختلفة المحتاجه للشرعية والبركة وتبرير أفعالهم وتصرفاتهم وإضفاء القبول عليها بختم الدين، ولذلك لا يمكن الوثوق بهم وبما يقدمونه للناس من فتاوى وآراء ومعلومات، ليتم تفريغ مضمونهم الشرعي وإيضاح فساده للجميع. وبعد أن استعرضنا أساليبهم وأهدافها تأتي الآيات الكريمة للتأكيد على أهمية التجانس وتماسك الأمة الإسلامية أفرادا وجماعات وخطورة اختراقها من المنافقين، حيث أوضحت الآية التالية خطورة التحاقهم بالسلك العسكري والانضمام للجيش لما يمثله من خطر معنوي يحاولون فيه تهبيط المعنويات العامة، قال تعالى (لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُواْ خِلَٰلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ)، هذه الآية توضح أهمية التجانس بين فرق العمل والقيادات والمؤسسات من حيث التوجهات والصدق في التنفيذ وتحمل المسؤولية للنهاية، فهي تبين فائدة عدم انضمام المنافقين للجيش الذي خرج لتبوك بحكم تخاذلهم بالرغم من قدراتهم وإمكانياتهم، وهنا نتفهم أنه لا يمكن اختيار الأفراد للكفاءة الفنية فقط بل يجب أن تقترن قيمة الولاء والانتماء بالكفاءة، فسيدنا سلمان الفارسي لولا ولاءه للدين لما كان الخندق الذي أنقذ المسلمين، ولكن بن العلقمي (المسلم) افتقد لهذا الولاء فسلم بغداد على طبق من ذهب للتتار، وهذا قارون كان من قوم موسى فانقلب عليهم بإمكانياته المادية الضخمة والتي كان من المفترض أن يكون عونًا لبني إسرائيل ولكنه فقد الولاء للدين ولسيدنا موسى عليه السلام وأخيرا تؤكد الآيات أهمية التضامن المعنوي وبيان مظاهر ومواقف المنافقين أثناء تقلب أحوال الأمة من شماتة وفرح في حال ضعفها ومن حسرة وأسى في حال قوتها، وهذا يوضح مدى بعدهم عن الدين ببعدهم عن أهله ومناصرتهم في جميع الأحوال، قال تعالى ( إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ). الرابط الشعوري والاهتمام بالشيء لدرجة الحزن على خسارته والفرح لفوزه يدل على انتماء هذا الشخص لهذا الفريق أو المؤسسة أو البلد أو الحزب، حتى لو كان ما يحب أو يكره بعيدا عنه جغرافيا أو قديما في الماضي، أو أنه لا يستطيع الانضمام الفعلي له.. لذلك يأتي التأييد المعنوي لتوسيع قاعدة الداعمين والمؤيدين غير المباشرين وهنا نلاحظ أن مشاعر واهتمامهم المنافقين ليست مع المسلمين، بل بالعكس فهم يحتفظون بالتمنيات القاتلة للتحركات الإسلامية ويسعدون كثيرا عند فشلها أو تعثرها... وهذه قمة البعد عن الدين والانتماء إليه، فلا تحدثني بعدها عن الانتماء إذا كانت المشاعر الخفية ضدها. نفعنا الله وإياكم بهذا المقال وجزى كل من سعى لنشره وتعميمه خير الجزاء.
نستكمل في هذا المقال ما بدأناه في مقال الأسبوع الماضي، حول «الموارد البشرية ما لها وما عليها».. فإذا نظرنا لمكونات العمل، فإننا نرى ضعف منظومة الموارد البشرية في الجهات الحكومية، مقارنة بإدارات الشؤون المالية التي...
بداية كل تطور ونهايته هو الإنسان ، حيث تأتي الموارد المادية كمساعدة لمدى قدرة الانسان التفكيرية وإبداعه القابله للتنفيذ، ولذلك كان المفكرون والمبدعون هم القيمة المضافة لدولهم في تطويرها، والتي تحرص على اكتسابهم من خلال...
بني مبدأ التفويض على فكرة استمرارية الأعمال وعدم تعطيلها بسبب عدم وجود القائمين عليها، فالأعمال تبقى والأشخاص يتغيرون أو يتعاقبون، ولذلك نرى أن المؤسسات والجهات المرنة تتميز بوجود مساحة تفويض عالية، يصحبها إدراك ووعي بمفهوم...
مهما كانت قدرة الرئيس التنفيذي وذكاؤه فإنه يفشل في حال عدم وضوح دوره المناسب في ذهنه، فنحن في العالم العربي نربط هذا المنصب بمفهوم الزعامة والحكم والسيادة ! وهناك في الغرب يربطونه بمفهوم الخدمة والإنجاز...
تبنت دولة قطر منذ عام 1973 قانون الجمعيات التعاونية وذلك لتحسين حالة أعضائها الاقتصادية والاجتماعية بوجه خاص، وتحقيق أهداف التعاون بوجه عام، متبعة في ذلك المبادئ التعاونية، وأن تتاح العضوية لكل قطري تنطبق عليه الشروط...
يشترك القطاعان العام والخاص في مسألة التسويق، فكلاهما يقدم منتجات وخدمات، ويعتمدان الترويج والتحفيز على شراء المنتج أو استخدام الخدمة، سواء عن طريق العلاقات العامة في الجهات الحكومية أو خدمة العملاء في القطاع الخاص. وكذلك...
تعتبر العلاقات العامة رمانة الميزان والعاكس لكل مجهودات المؤسسة او الشركة لدى عملائها، والعاكسة كذلك لرأي العملاء وتجربتهم لدى المؤسسة، مما يعني ان مهام العلاقات العامة متشعبة في الاتجاهين، فكل شيء يخرج من المؤسسة باتجاه...
تعتبر السياحة أحد أهم العناصر والموارد في كثير من دول العالم حيث تبلغ نسبة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي العالمي حوالي ١٠٪ بينما تصل لبعض الدول من 20 إلى 30% وأحيانا قد تصل إلى...
«قبل أن تحكم على شخص ما، يجب أن تسير مسافة طويلة مرتدياً حذاءه»، هو مثل شائع يوضح ربما أهمية ألا يحكم الإنسان على تصرفات أي شخص وفقاً لأحكام مسبقة أو حتى على ما شاهده من...
كأس العالم حدث كبير سيجذب الكثير من الناس وسوف تأتي الملايين وتراقب الملايين من الكاميرات والعدسات وتنقل ما تراه وتسمعه، وغالباً ما يبحثون عن الكرة واللاعبين والنتائج والهزائم والانتصارات، ولكن نحن في قطر سنضيف شيئاً...
ريادة الأعمال تعمل على اكتشاف الأسواق الجديدة أكثر من زيادة حجم الأسواق، والتي يستهدفها التجار التقليديون وليس رواد الأعمال، وبريادة الأعمال تتطور الأسواق وتتوسع خالقة معها فرص عمل جديدة، ومجددة لقطاعات الاعمال التي تظهر فيها...
ترتبط القيادة بالقرارات الاستراتيجية وليس الأوامر الفورية أو القرارات قصيرة المدى، حيث تسعى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي تحقق تحولا كبيرا في الدولة اقتصاديا وسياحيا ورياضيا. القرار الاستراتيجي يتطلب معرفة كيفية الحشد والتأييد للوصول لحق الاستضافة...