alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

هرولة عربية وتبجّح صهيوني!

16 سبتمبر 2019 , 03:47ص

يوم الثلاثاء الماضي وقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي أمام الشاشات متبجحاً بعزمه ضم المزيد من المناطق الفلسطينية إلى حدود كيان الاحتلال، وقال إن خطوته هذه ستكون بعد فوزه بالانتخابات الإسرائيلية. من الواضح أنه كلما كنت عدوانياً أكثر ضد فلسطين أرضاً وشعباً ومقدسات كلما زادت فرص فوزك بالانتخابات الإسرائيلية، هذا هو العنوان الدعائي الأبرز، وباب المزايدات بين المرشحين قائم على فكرة أيهم أكثر وحشية ضد الفلسطينيين، وأيهم أكثر تردداً في شنّ العدوان. في اليوم ذاته الذي وقف فيه نتنياهو متبجحاً بنيته ضم أجزاء من الضفة إلى كيان الاحتلال، هرب أمام الشاشات من مؤتمر آخر في أسدود، بعد أن سمع صفارات الإنذار التي انطلقت نتيجة إطلاق المقاومة الفلسطينية دفعة من الصواريخ تجاه مستوطنات الاحتلال في أسدود وعسقلان. الاحتلال يتمدد بكل تأكيد وهو في فترة علو واستكبار، لا يكترث ببيانات الشجب والاستنكار فهو يراها مجرد حبر على ورق، فقد ضم القدس، وبعدها الجولان، خلال الفترة القريبة الماضية إلى حدود إدارته، وأخرجهما من أية مفاوضات ومباحثات «تسوية». الدولة الفلسطينية التي تنشدها مشاريع التسوية منذ أوسلو إلى اليوم والقائمة افتراضاً على حدود عام 1967، والتي تضمنتها أيضاً المبادرة العربية، لم تعد فكرتها قائمة، ولم يعد مجدياً الحديث عنها، فالاحتلال وجّه صفعة شديدة لها، ولكل من ينادي بها. يتقرب بعض العرب للاحتلال في مشاريع التطبيع، وينسجون علاقات علنية وخفية معه، تحت شعارات مخادعة تزعم دعم الفلسطينيين والوقوف بجانبهم والتوسط لتخفيف معاناتهم، في المقابل يمعن الاحتلال في فضحهم وامتهانهم، وينسف أسس خطابهم بعدوانه المستمر والمتصاعد المتجاوز لكل حدود. كلما زاد التقارب والتحالف مع الاحتلال زادت غطرسته وعدوانه، ولا معنى لهذا التقارب مع الاحتلال أو التطبيع معه سوى كونه تواطؤاً ضد الحق الفلسطيني، هناك من قرر اختيار صف الاحتلال بعنجهية وسفاهة ظاناً أن عقارب الزمن تبقى ثابتة، وأنه لا ثمن للتنازل والخيانة. تتعب الشعوب وتتيه وتضعف وتمرض لكنها لا تموت إنها كما الإيمان يزيد وينقص لكن لا ينتهي حتى يرث الله الأرض ومن عليها، النائم يصحو وقول الله يعلو ولا يُعلى عليه، وقد توعد الظالمين بالهلاك والخزي. جاء في الروايات أن النمرود رغم اشتهاره بالقوة والبطش قتلته بعوضة دخلت من أنفه واستقرت في رأسه، قد يخرج شخص ويغير التاريخ تخرج مجموعة أو مدينة تعيد كتابة الحاضر لترسم مستقبلاً مختلفاً، علمنا التاريخ أن هذا يحصل و»السعيد من اتعظ بغيره، والشقي من كان عظة لغيره». نتنياهو بكل تكبره وعنجهيته هرب من صواريخ محلية الصنع، جرى تطويرها وإطلاقها من منطقة محاصرة منذ حوالي 14 سنة، الاحتلال يتمدد في أكثر من اتجاه ويقيم علاقات ويزهو بها، إلا أنه يفقد الشعور الدائم بالأمن، القلق يرافقه ويرافق مستوطنيه. كيان الاحتلال قائم على فكرة الأمن، مهما امتد فإنه يبقى مهدداً فاقداً للطمأنينة، يخدع نفسه حين يغمض عينيه عن الواقع المحيط به، حيث الطوق العربي والإسلامي، فالملوك والأمراء يتغيرون والشعوب تبقى، الشعور يبقى، الإيمان يبقى وسينتصر.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...