عدد المقالات 83
إنه الصحابي أبو سعيد سَعْدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ سِنَانِ بْنِ ثَعْلَبَةَ الْخُدْرِيُّ الْخَزْرَجِيُّ الْأَنْصَارِيُّ (رضي الله عنه). أحد المكثرين لرواية الحديث النبوي، أبوه مالك بن سنان له صُحبة، وهو من شهداء غزوة أحد، وأخو أبي سعيد لأمه هو قتادة بن النعمان الذي شهد غزوة بدر. تقدّم أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه) للمشاركة في غزوة أحد سنة 3 هـ، إلا أن النبي محمد ردّه يومها لصغر سنه. لكنه شارك في غزوة الخندق، وغزوة بني المصطلق وعشر غزوات أخرى مع النبي محمد ﷺ، كما شهد بيعة الرضوان. وقد وُلِدَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِي (رضي الله عنه) سَنَةَ ثلاث من بعثة الرسول ﷺ. وأسلم هو وأبوه وأمه على يد مصعب بن عمير (رضي الله عنه) قبل هجرة النبي ﷺ إلى المدينة وهو في الثامنة من عمره. (جمهرة أنساب العرب، ابن حزم، ص362). وأما عن بيعته لرسول الله ﷺ فيحدثنا عنها الصحابي الأنصاري سهل بن سعد الساعدي (رضي الله عنه) فيقول: «بايعت النبي ﷺ أنا وأبو ذر، وعبادة بن الصامت، ومحمد بن مسلمة، وأبو سعيد الخدري، على ألا تأخذنا في الله لومة لائم». (الإصابة، ابن حجر، ج3 ص66) وفي أحد، في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة، خرجت قريش لقتال النبي ﷺ والمسلمين في المدينة، فأحاط المهاجرون والأنصار وأبناؤهم رسول الله ﷺ. فعن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه)، قال: «عُرِضْتُ يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ وَلِي ثَلَاثَ عَشْرَةَ، فَجَعَلَ أَبِي يَأْخُذُ بِيَدِي فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهُ، إِنَّهُ عَبِلُ الْعِظَامِ، وَإِنْ كَانَ مُؤَذِّنَا، قَالَ: وَجَعَلَ النَّبِيُّ ﷺ يُصَعِدُ فِي الْبَصَرَ وَيُصَوِّبُهُ، ثم قَالَ: رُدَّهُ، فَرَدَّنِي». فوقف أبو سَعِيدٍ (رضي الله عنه) مع بقية من رَدَّهُم النبيُّ ﷺ وَأَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حزناً على فراقهم لرسول الله ﷺ. (السيرة النبوية، علي محمد الصلابي، ص590، بتصرف). وكانت أول مشاهد أَبِي سَعِيدِ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه) مع رسول الله ﷺ غزوة بني المصطلق، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثم شَهِدَ بَعْدَ ذَلِكَ الْمَشَاهِدَ كلها. (المستدرك، للحاكم، برقم: 6388). وقد كان أبو سَعِيدٍ (رضي الله عنه) مع النبي ﷺ في الحديبية، وكان ممن بايع تحت الشجرة، فهنيئاً له البشرى في قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: ١٨]. وتَصَدَّرَ أَبُو سَعِيدٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) مكانة علمية بين الصحابة بعد وفاة رسول الله ﷺ، وذلك مع حَدَاثَةِ سِنْهِ، فقد توفي النبي ﷺ وهو في العشرين من عُمره تقريباً، ولكن كان كبار الصحابة يثقون في علمه وسعة فقهه. وكان ابن عباس (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) إِذا سُئل عن فتواه القديمة قال: «إِنَّ ذَلِكَ كَانَ عَنْ رَأْيِي، وَهَذَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَنَّهُ نَهَى عَنْ الصرْفِ، فَتَرَكْتُ رَأَبِي إِلَى حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ ﷺ). (أخرجه ابن ماجة، برقم: 2258). وبعد حياة طويلة عاشها أبو سعيد الخدري (رضي الله عنه) عابداً وعالماً ومجاهداً، توفي (رضي الله عنه) يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وقد اختلفت الأقوال في سنة موته، فقد قيل سنة أربع وستين، وقيل: سنة أربع وسبعين، وعمره (80) سنة، ودفن في البقيع. (تهذيب التهذيب، ابن حجر، ج3 ص417)
إن الله تعالى أظهر في سيرة أحسن الملوك -ذي القرنين- (1)، مفاهيم حضارية وجعل في سيرته دروسًا لكل من أراد أن يحكم بالحق والعدل من الحكام في الناس، فأرشد القرآن الكريم عباده إلى ركائز الحضارة...
تسلم سليمان عليه السلام قيادة الدولة القوية التي أسست على الإيمان والتوحيد وتقوى الله تعالى، لقد أوتي سليمان عليه السلام الملك الواسع والسلطان العظيم، بحيث لم يؤت أحد مثلما أوتي، ولكنه أعطى قبل ذلك عطاء...
اهتم عماد الدين زنكي بالجيش اهتماماً كبيراً، وبرز هذا الاهتمام في شكل ووظيفة الدواوين التي كانت تختص بشؤون الجيش والعسكر، وأيضاً في طرق وأساليب عماد الدين زنكي في إدارة المؤسسة العسكرية. 1 ـ الجيش: كانت...
أراد الصِّدِّيق ـ رضي الله عنه ـ أن ينفِّذَ السياسة التي رسمها لدولته، واتَّخذ من الصَّحابة الكرام أعواناً يساعدونه على ذلك، فجعل أبا عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمَّة (وزير الماليَّة) فأسند إليه شؤون بيت...
يقف الإسلام بين الأديان والمذاهب والفلسفات شامخاً متميزاً في هذا المبدأ الذي قرر فيه حرية التدين، فهو يعلنها صريحة لا مواربة فيها ولا التواء، أنه: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ...
إذا كانت الفرقة هي طريق الانحطاط والضعف، فإن الوحدة هي سبيل الارتقاء وتبوؤ المكانة الفاضلة من جديد. إن اتحاد الأمة الإسلامية على أسس ديننا العظيم أمل كل المسلمين الصادقين في كل مكان، ذلك أن الإسلام...
اهتمّ عمرُ بنُ عبد العزيز رحمه الله بتفعيل مبدأ الشورى في خلافته، ومن أقواله في الشورى: «إنَّ المشورةَ والمناظرةَ بابُ رحمةٍ، ومفتاحُ بركةٍ، لا يضلُّ معهما رأيٌ، ولا يفقدُ معهما حزم». وكان أول قرارٍ اتخذه...
ذكر أهل العلم بالتَّواريخ والسِّيَر أنَّ أبا بكرٍ شهد مع النبيِّ (ﷺ) بدراً، والمشاهد كلَّها، ولم يفته منها مشهدٌ، وثبت مع رسول الله يوم أحدٍ حين انهزم الناسُ، ودفع إليه النبيُّ رايته العظمى يوم تبوك،...
بين القرآن الكريم أن داود عليه السلام كان مجاهداً في جيش طالوت، وممن نجحوا في الامتحان العسير الذي قرّر رئيس الجيش أن يخوضه جميع جنوده فسقط من سقط وعبر من عبر، فقد رفع داود عليه...
كان من صفات الصِّدِّيق التي تميَّز بها: الجرأة، والشَّجاعة، فقد كان لا يهاب أحداً في الحقِّ، ولا تأخذه لومة لائم في نصرة دين الله، والعمل له، والدفاع عن رسوله (ﷺ)، فعن عروة بن الزُّبير، قال:...
اسم «الواحد» هو اسم من أسماء الله الحسنى التي تدل على تفرده سبحانه وتعالى بالوحدانية، فهو الواحد الذي لا ثاني له، ولا مثيل ولا نظير، وهو الواحد في ألوهيته، فلا معبود بحق سواه، وهو الواحد...
هو الإمامُ والمجتهد الكبير، بحر العلوم، وجامع الفنون، وإمام المذهب الظَّاهريِّ وأبرز أعلامه، الفقيه الحافظ، الأديب الوزير، المؤرِّخ الناقد، العالم الموسوعيُّ، صاحب التَّصانيف الباهرة والأقوال الظَّاهرة، أجمعَ أهلِ الأندلس قاطبةً لعلوم الإسلام، وأوسعَهُم معرفةً، مع...