alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

العرب وإفريقيا.. آبي في تل أبيب!! (2-2)

15 سبتمبر 2019 , 02:58ص

نستكمل هنا المناقشة لنقول، إن زيارة الرئيس الإثيوبي ليست كغيرها من زيارات قادة أفارقة آخرين إلى «إسرائيل»، لأسباب تتعلق بالقيمة الاستراتيجية لإثيوبيا من ناحية، ومن جهة أخرى التماس بين أديس أبابا والعديد من القضايا العربية، باعتبارها من دول الجوار، فإثيوبيا ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عددهم 100 مليون نسمة، كما أن اقتصادها هو الأكثر ديناميكية في القارة، كما تتمتع إثيوبيا بمكانة إقليمية بوصفها إحدى أهم دول شرقي القارة، ونظراً لكونها بوابة لمنطقة القرن الإفريقي تكتسب أهمية استراتيجية، بسبب متاخمتها للبحر الأحمر والمحيط الهندي، إذ تمر عبرهما حركة التجارة الإسرائيلية إلى جنوب شرقي آسيا، كما أن هناك حوالي 140 ألف مواطن من أصل إثيوبي، بينهم 50 ألفاً وُلدوا في «إسرائيل»، يمثلون حوالي 2% وهم بمثابة القوى الناعمة، ويمكن أن يكونوا ورقة انتخابية مهمة إذا انحازت إلى نتنياهو في الانتخابات المقبلة خلال أيام، وكان هذا من أهداف نتنياهو من الزيارة وفي هذا التوقيت، حيث يحاول تحسين صورته لدى المواطنين من أصل إثيوبي، بعد الاحتجاجات التي قاموا بها منذ أسابيع، تنديداً بالعنصرية التي يتم التعامل معهم بها. ومن ناحية أخرى، فإثيوبيا على تماس واشتباك مع القضايا العربية، بحكم كونها من أهم دول الجوار، لا تختلف في الأهمية والتأثير عن إيران أو تركيا، يضاف إلى ذلك دورها الأخير في التوصل إلى اتفاق المرحلة الانتقالية بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير في السودان، والذي كلل بالنجاح، فضلاً عن سد النهضة، وهي القضية المعلقة بين إثيوبيا من جهة وكل من مصر والسودان، وهناك توافق على عقد جولة جديدة من المفاوضات خلال هذا الأسبوع، للاتفاق على مبادئ مدة ملء بحيرة السد، مما يؤشر إلى دخول المفاوضات والمشروع مراحل حاسمة، ومن المهم هنا أن نهتم بالنجاحات التي نتجت عن الزيارة، في ظل الحفاوة التي حرص عليها نتنياهو، حيث خاطبه واصفاً أحمد بـ «صديقي الحميم آبي»، قائلاً: إنه «في العام ونصف العام الذي مرّ منذ بداية ولايتكم، أصبحتم أحد الزعماء الأكثر أهمية وتأثيراً في إفريقيا»، كما تم الاتفاق على تفاهمات واتفاقيات لتعزيز التعاون والتجارة البينية عشرة أضعاف حجمها الحالي، كما تم الاتفاق، كما قال آبي أحمد، على بث الروح في علاقتنا الثنائية، وفق المصالح المشتركة، وتوجيهها نحو الشراكة الاستراتيجية، نحن نتطلع إلى المستثمرين الإسرائيليين للمساهمة في القطاعات الرئيسية، بما فيها الري والمياه والطاقة والملاحة وتحديث قطاع الزراعة في إثيوبيا. وبالطبع لا نستطيع لوم لا الطرف الإثيوبي ولا حتى الإسرائيلي، على سعيهما لتمتين العلاقات الثنائية بينهما، ولكن الخوف من أن تكون إسرائيل خاصة في الآونة الأخيرة، تكسب أرضاً جديدة في قارة كان من الممكن أن تكون إضافة للعالم العربي على المستويات كافة سياسياً واقتصادياً، لدرجة أننا لم نستثمر قدرتنا المالية بالشكل الصحيح، وأتوقف عند رقمين يكشفان عما أقول، فقد كشف تقرير لهيئة الاستثمار الإثيوبية، أن عدد المشاريع الإسرائيلية في إثيوبيا وصل نحو 187 مشروعاً بقيمة 1.3 مليار بِر إثيوبي «ما يوازي 58.4 مليون دولار»، لاحظ الرقم جيداً، ودعنا نقارنه بين مثيل له وهو الـ 10 مليارات دولار، وتمثل حجم الاستثمارات الخليجية فقط هناك، وهو ما يمثل دعماً للاقتصاد الإثيوبي، لا يتم استثماره سياسياً كما هو الحال في إسرائيل، كما أن الشواهد تؤكد أن هناك إمكانيات عربية للحد من النفوذ الإسرائيلي في إفريقيا، أثبتت نجاحها، إذا تحركت ككتلة واحدة، بعيداً عن المصالح الضيقة لهذه الدولة أو تلك، فقد أجهضت كل من المغرب وفلسطين ومعهما الأمانة العامة للجامعة العربية، الإعداد للمؤتمر الأول «إفريقيا-إسرائيل»، الذي كان من المقرر عقده نهاية شهر أكتوبر 2017 بالعاصمة التوجولية لومي، وتم تأجيله إلى وقت غير محدد، ولم يعقد رغم مرور قرابة عامين. دعونا نتفق أن هناك دولاً عربية محورية، تستطيع أن تحمي المصالح العربية في إفريقيا، وتحاصر النفوذ الإسرائيلي إذا كان هناك إرادة سياسية لذلك، ومنها مصر ودول الخليج والجزائر والمغرب، وكلها لها نفوذ وتأثير على المستوى الإفريقي.

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...