


عدد المقالات 168
«كان بإمكاني تفجير الحافلة ولم أفعل، فقد امتنعت بسبب وجود الكثير من الأطفال اليهود». هذا ما قاله الفدائي الفلسطيني علي أبوالحسن للقاضي الصهيوني خلال محاكمته يوم السبت الماضي، واللافت في الأمر أن الفدائي لم يتنكر لجهاده بل على العكس افتخر به بنبرة المنتصر في معركة الأخلاق. ما قاله وفعله علي هو ديدن جل الفدائيين الفلسطينيين من قبله الذين تجنبوا قتل أطفال الصهاينة ما استطاعوا أو اضطروا لتغيير أماكن عملياتهم بسبب وجود أطفال أكثر من مرة والشواهد عديدة ومنها في الشهور الأخيرة على سبيل المثال لا الحصر ما عبر عنه بلال أبوغانم في رسالته من السجن حين أفاد بتجنبه هو ورفيقه بالعملية بهاء عليان قتل الأطفال الصهاينة، وكذلك ما فعله منفذو عملية «إيتمار» قرب نابلس حين تركوا أطفال المستوطنين دون أذى. على النقيض من ذلك نجد الممارسات الصهيونية ضد الفلسطينيين منذ النكبة وما قبلها، تتوافق وتترافق مع فتاوى الحاخامات الصهاينة وتشريعاتهم التي تدعوا لسفك دماء الأبرياء، حتى بات التوحش سمةً عامة للجنود والمستوطنين الصهاينة ازدادت وتيرتها في السنوات الأخيرة مع ظهور المزيد من الآراء والفتاوى الصهيونية المتطرفة ومن ذلك كتاب «توراة الملك» الذي صدر أواخر عام 2009 ولقي دعما واسعا من التيار الديني الصهيوني وأصبح متداولا خصوصا بين طلاب المدارس الدينية الصهيونية «اليشيفوت». يدعو كتاب «توراة الملك» إلى قتل (الأغيار) -أي غير اليهود- وعلى وجه الخصوص الفلسطينيين لاسيَّما الأطفال بما فيهم الرضع بأبشع الطرق لتحقيق الردع والخوف في نفوس الآخرين كما يرى المؤلف، وما جرى من جرائم صهيونية بشعة في السنوات الأخيرة ضد أطفال غزة وإرغام الطفل الفلسطيني محمد أبوخضير على شرب البنزين ثم حرقه حيا وما جرى مع الرضيع علي دوابشة وعائلته هو الترجمة الحرفية لهذه الفتاوى. يتعمد الصهاينة قتل أطفالنا ويحاول المقاومون والفدائيون الفلسطينيون تجنب قتل أطفالهم، رغم ذلك المقاومة هي «الإرهابية» في نظر العالم المنافق، والمتصهينون يتجاهلون فتاوى الحاخامات ولا يهاجمون سوى الجهاد والمجاهدين وعلماء المسلمين.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...