alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

ضمّ الضفة تبديد لأوهام السلطة!

15 أبريل 2019 , 02:59ص

في سبتمبر من العام 2012، حصلت فلسطين على مركز دولة غير عضو بصفة مراقب في الأمم المتحدة، حينها احتفلت «السلطة الفلسطينية» بما اعتبرته إنجازاً تاريخياً للشعب الفلسطيني، من شأنه أن يكون الحلقة الأولى لاستعادة كامل الحق الفلسطيني. أنصار محمود عباس وفريقه اعتبروا الأمر تتويجاً لخطهم السياسي، ودليلاً على نجاعته وأهميته، كرنفالية طويلة احتفى بها كثير من الفلسطينيين الذين يتعطشون لكل ما من شأنه أن يعيد لهم شيئاً من حقوقهم المسلوبة، وإن كانت معنوية. بعدها قامت السلطة بتغيير ترويسة أوراقها الرسمية، لتحمل اسم دولة فلسطين عوضاً عن «السلطة الوطنية الفلسطينية»، ربما كان هذا هو التطور أو التغيير الأبرز الذي طرأ على المعادلة السياسية منذ ذلك القرار، كما أن السيادة كانت أيضاً على الورق، فمستوطن إسرائيلي واحد بإمكانه أن يغلق شارعاً بأكمله، ويوقف دورية لأمن السلطة، ويحتجزها دون أن يحرك ساكناً، كما أن رئيس وزراء تلك السلطة ذاته يخضع لتلك الظروف والاعتبارات الميدانية. ازدادت وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية منطقة نفوذ السلطة الفلسطينية أو ما أصبح اسمها على الورق «دولة فلسطين» على نحو غير مسبوق، وابتلع الاحتلال مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين وشق الشوارع الاستيطانية، كما أعلن ترمب عن ضم القدس لما يسمى «إسرائيل» بشرقها وغربها، وأخيراً بات نتنياهو وأقطاب كيان الاحتلال يهددون بضم الضفة أو غالبيتها لما يسمى «إسرائيل». من الواضح أن السلطة الفلسطينية ومشروعها السياسي تحتضر، فإن كانت غزة وفصائلها تتعرض لأزمات مرحلية خطيرة للغاية، فإن السلطة تتعرض لتهديد وجودي، وقد كتبت أكثر من مقال في هذا الاتجاه خلال السنوات الأخيرة منها: «الضفة في مواجهة يهودا والسامرة» و»تجريد الفلسطينيين من السلطات». يتجه الاحتلال لإلغاء الصفة السياسية عن الكيانات الفلسطينية، يساعده في ذلك إلى حد كبير الواقع المتشكل في الضفة الغربية بفعل «التنسيق الأمني»، فهو لا يريد أكثر من أجهزة أمنية تضمن له أمنه وتمدده بشكل آمن. لا تغيب هذه المعطيات حتى عن متزعمي السلطة الفلسطينية في رام الله، كما أن كثيراً من التقارير الإسرائيلية تحدثت عن ذلك، وبعضها ربط الأمر بموت محمود عباس، ذلك أنه لا توجد تهيئة ولا توافق على بديل محتمل له، كما أن فرص إجراء انتخابات تبدو شبه معدومة في ظل وجود الانقسام الفلسطيني. في انهيار السلطة مخاطر على الاحتلال المتخوف من الفوضى وانفلات الأمور وتفجر الأوضاع، وأيضاً على الفلسطينيين، خصوصاً الذين يتلقون الخدمات والمرتبات من مؤسساتها المختلفة، ومع تفاقم الأوضاع وتراجع أشكال الدعم للقضية الفلسطينية والمجتمع الفلسطيني، بما في ذلك تقليص خدمات الـ «أونروا» والتهديد بوقفها، تتعاظم المخاطر. لا تغيب هذه المعطيات عن قادة السلطة، إلا أنهم بدلاً من مواجهة المخاطر بتكاتف وطني وإعادة تقييم خطهم السياسي، يذهبون إلى تحميل غزة المسؤولية عن ذلك، واتهامها بمحاولة إقامة دولة بعيداً عن الضفة، غير أن الواقع يقول إن الاحتلال يسحب الضفة من تحت أرجل السلطة، وإن استمر في ذلك فلن يبقى سوى غزة، فكأنهم يُسلمون بما هو آتٍ مع اجتزاء الحقيقة، أو هي محاولة استباقية لنفي تهمة التفريط باتهام الآخرين!

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...