عدد المقالات 84
أُحيِّيكم.. ولا بأس حتى وإنْ كانت تحيتي هذه، افتراضية.. فالعالم الافتراضي الذي بِتنا نَسْبح بين أمواجه ونُحلق في سماواته الزرقاء، أضحى نسكن فيه ويسكن فينا يُعبّر عن كثير مما فينا ونعبر فيه أيضا عن كل حركاتنا وانفعالاتنا وتفاعلاتنا في حياتنا..عن ضحكنا وبكائنا، فرحنا وترحنا، ألمنا وأملنا.. باختصار عن تفاصيل تكاد تكون يومية في حياتنا الواقعية. لربما ذلك الفضاء ذاته هو الذي كان في وقت من الأوقات متنفسا وملاذا وعنوانا للتوجيه القويم للرأي والذوق، صار للأسف مَصْدرا ومُصَدِّرا للفوضى وتعويم التفاهات السخيفة، في مقابل تمييع للمسائل الجادة وتوجيهٍ أرعنَ للرأي والذوق. ما يصدمني وسط هذا المشهد المتفاقم ليس توجيه اللوم والعتاب والنقد في حد ذاته لهذا الواقع الردئ والمتردي، بل هو اللوم غير المدروس والعتاب غير الموزون والنقد الجارف الذي لا يستثني أحدا ويكنس في طريقه كلَّ شيء. نعم أنا مع نقد تلك الحسابات وأصحابها ولكن دون سحب البساط على الكل وكأنَّ كل مؤثر أو مشهور هو حتما في ذلك الصف وخيطا من خيوط تلك الشبكة المترامية!! فعلا يتملكك الغضب من أشخاص رجال ونساء أضحوا لمجرد شهرة أصابوها وأصابتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحوا بعشرين حقيبة مهام وخمسين زِيّ عمل ومائة اختصاص وظيفي.. نعم أنا مع لومي على أمثال هؤلاء البشر الذين صاروا يفقهون في كل شيء ويخوضون مع كل خائض، فتراهم يتلونون كالحرباء يحملون تارة ثوب المحامي وتارة أخرى رداء الطبيب وطورا قبعة العسكري وبدلة الرياضي وترى الواحد أو الواحدة منهم يحمل أو تحمل قلم المحرر ولسان المذيع ومفسر الأحلام ولا بأس إن ارتدى أحدهم عباءة شيخ الدين ولربما أمسك مفاتيح الـ »بايب فيتر» وميكانيكي السيارات. أي نعم أنا ضد سحب البساط على كل من نال بفضل صيته الحسن وآرائه الوجيهة شهرة اجتماعية وضَمِّه هكذا بسهولة إلى صف تلك النوعية من الناس. فمن المؤثرين والمشهورين من عرف حدوده ولزم ميدان تخصصه ونال وينال إلى اليوم تقدير واحترام المجتمع. وحتى من حوَّل حساباته و»سناباته» إلى أشبه ما يكون بمتاجر وأسواق افتراضية ليسوا كلهم على نفس درجة الوعي والتفكير والمسؤولية الذاتية تجاه المجتمع. ثُم أردت أن أقول شيئا وهو أنه ليس عيبا أن يُروِّج من نال شهرة اجتماعية لمنتج أو بضاعة أو مطعم. فكثير من المشاهير والمؤثِّرين من ساهم بدعاية في دعم منتجات بلده في الخارج وساهم في تنمية اقتصاد بلده وعَرّف بمجهودات أُسر منتجة..وحتى وإن تلقى مقابلا ففي النهاية ذلك رزق من الله مستحق..وقد يأخذ منه وقتا وجهدا على حساب راحته وعائلته وأبنائه..ثم هنالك من لا يقتصر بالضرورة على الترويج لمنتج أو بضاعة مادية بل تَرى من المؤثرين من يسعى إلى التعريف بإبداع ثقافي واختراع علمي وإصدار أدبي لأبناء وبنات وطنه...أفليس سحب البساط على الكل فيه كثير من المبالغة القاسية؟؟ نعم..أنا مع رفع الوعي خاصة لدى فئة الشباب وكذلك عقد دورات تدريب وتأهيل علمي واجتماعي ونفسي وسلوكي. في الختام أكتفي بالقول.. كل مؤثِّر أو مشهور في السوشيال ميديا لا خوف عليه..ولا منه، طالما وضعَ نصب عينيه ثلاثةَ أمور وراعاها: الخوف من الله، ومصلحة الوطن، والصدق في القلب واللسان ويومكم فُل وياسمين..و»فُل» أخبار سعيدة
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...
