


عدد المقالات 191
تعيش العروس في حال من الخيال الشاسع برؤية حفل الزفاف كاملاً في مخيلتها، وكيف ستكون الدخلة الخاصة بها تمشي على أنغام القيثارة وأصوات العصافير عند بزوغ الشمس.. وكيف سيكون الناس سعداء وفرحين ومستمعين في الحفلة طوال الوقت "غاية الناس لا تدرك: حتى لو حلو!!" المهم أن الليلة ستكون مميزة جداً بالحضور، شكل العروس وجمالها وتميزها بإطلالتها التي تأسر قلوب الأهل، الأقرباء والصديقات. لا ننسى طبعاً دور الطرب "الربشه" الذي يجعل الجميع على منصة المسرح بدل الجلوس، خيال العروس يكون جميلاً جميلاً في جو هادئ تعيشه هي وخيالها صديقين متقاربين يتبادلان الأفكار واللحظات الجميلة ليوم يفترض أن لا يُنسى وهو يوم الزفاف. وفجأة!!!!!!! تتحول تلك العروس إلى الوحش المفترس"اعصابج!!!" التي تبرأت من خيالها الذي كان صديقاً مصاحباً لأفكارها وابتكار لحظاتها السعيدة. فهنا العروس "المتوحشة" تنسى ما تخيلته وتعود لأرض الواقع، الذي رأت فيه الأهوال والمغامرات "الحربية" وغير المنتهية مع سوق الزفاف.. قد يكون هذا الخيال لبعض من القراء مجرد حلقات من مسلسل كرتوني، ولكنه حقيقة للأسف، وإن لم تكن العروس "متوحشة" بالمعنى أو الوصف الصحيح. فالتوتر والإرهاق والمحاتاة يكونون أصدقاءها الملازمين لها إلى لحظة دخول القاعة. الكثير من المقبلات على الزواج مروا في أخطاء عدة خلال الحفل، أما عدد الورد فقليل جداً مقارنة مع ما تم الإقرار عليه، الإضاءة غير كافية بناء على حجم القاعة، أو عدد الطاولات أقل من عدد الحضور وهكذا. طبيعة الحال في التجهيز لحفل الزواج تتطلب الكثير والكثير من المتابعة ووضع ملصقات تذكيرية عدة حتى يتسنى لك الوقت في تجهيز أمور كثيرة أخرى. الوقت قد يكون مرعباً خاصة عندما تتحول العروس إلى ما يقال لها باللغة الإنجليزية "برايد - زيلا"، فتعريفي لهذه "البرايد - زيلا": هي فتاة حاولت أن تنجز في الأشهر الأولى قبل قرب موعد الزواج إلى أن اختلفت الأمور وبان عليها الضغط النفسي ظناً بأن الإنجاز الأول يكفي! للأسف المتابعة لحفل زفاف مثله تماماً كمثل المتابعة حين تنظيم فعالية معينة أو ترأس ومتابعة لجنة ما. فكلاهما يحتاجان للوقت، إدارة جيدة وتنظيم، والأهم المتابعة. للأسف العائق لا يلام تماماً على العروس، فهناك من لم يمر بتجربة التنظيم، سواء كانت لمؤتمرات، حفلات عائلية وهكذا، بالإضافة إلى مرورها في حال صعب مع الجدول المليء بالمواعيد والأمور الأخرى مثل السوق، الحنة، التجهيز بشكل عام إلخ.. إلخ.. العائق أيضاً يلام على السوق في عدم الالتزام بالمواعيد المطلوبة، بل وعدم المصداقية الكاملة في إحضار أو إبراز الغرض المطلوب للحفل كـ "الكوشة" مثلاً، كما يتفق عليه. فسوق الزفاف كبير جداً بمستلزماته، بل مهارة سوق الزفاف تكمن في التلاعب بعقل العروس للأسف بالوعود والخيالات التي توصل العروس إلى أقصى خيالها بشكل العرس "الإمبراطوري!!!"، إلى حين موعد الزفاف فقد يتدرج خيالها بالتنازل السريع من العرس "الإمبراطوري!!!!" إلى عرس "ابي اغمض عيني واسكرها القى العرس مخلص!!!" وليس هذا فحسب، فعدم المصداقية تسحبها ميزانية ثقيلة نوعاً ما لتجهيز الحفل، بل قد تكون قيمة "الكوشة" لا تستحق المبلغ الكبير المطلوب، ولكن طبعاً الخيال وصور "الكوش" المسروقة من مواقع الإنترنت تلعب دوراً كبيراً في إرضاء ذوق العروس بعيداً عن أرض الواقع، فبالتالي إرضاء العروس كطرف واحد ضروري لدفع الشيكات كاملة قبل موعد العرس، حين أن يأتي موعد التنفيذ وتبدأ الصدمات دون الحيلة في ليلة العمر! بالطبع هناك محلات تجهيز لها سمعتها في البلاد ولها وزنها، بل أصبح هناك تفاوت لمحلات جاذبة لطبقات مجتمعة، والتي تقدم أسعاراً ثابتة كأساس لكوشة ما، وتزيد بالسعر مع زيادة الكراسي، الطاولات، الورد وهلم جرا. في النهاية هي ليست في متناول الجميع. فيتفاوت الذوق أيضاً والميزانية المتاحة لكل شيء بشكل عام.. فحتى لا تكوني "برايد - زيلا": اذكري الله دوماً، فهو الميسر لكل ما هو معسر. 1- أعطي نفسك الوقت الكافي للتعرف على السوق براحة، قبل موعد العرس بفترة. 2- ابدئي مباشرة بالتخطيط، والعصف الذهني لجميع الأمور الواجب عليك مراعاتها، سواء كانت لليلة الحفلة أو التجهيز بشكل عام. 3- ضعي أولويات عند الشراء، وتذكري أن لديك رصيداً محدداً وميزانية معينة. 4- التزمي بجدول كأجندة مثلاً أو استخدمي هاتفك لترتيب مواعيدك. 5- المتابعة ثم المتابعة ثم المتابعة مع المحلات ومصففة الشعر وغيرها، فلا تؤجلي المتابعة معهم إلى حين قرب موعد الزفاف، فلديك أولويات أخرى حين قرب الموعد. 6- اصنعي لك لستة بجميع الأمور المراد إنجازها أو شراؤها بعد الخطوة 2 و 3، وارسمي مربعاً صغيراً عند كل هدف، فاللستة تذكرك دائماً، بل تستطيعين الرجوع لها أي وقت لإضافة ما نسيت إضافته من البداية. فهذه الخطوات مجرد إيجاز لما هو أساسي للتخطيط والتنظيم. فهي مطلوبة أيضاً لأي فعالية أو نشاط معين مراد إنجازه بدقة وترتيب. الوقت أساس كل هذه الخطوات، فالتعامل معه يجب أن يكون بالتزام واحترام للمواعيد بعدم تأجيلها، وإن كان الطرف الآخر كالسوق يؤجل، فبالتالي أنت تضعين المواعيد الجديدة التي تناسب وقتك الضيق. قد لا تساعد هذه الخطوات على تخفيف حدة التوتر عند العروس، ولكن بمقدورها التخفيف منها نوعاً ما وضمان الإنجاز بترتيب دون ضغوطات أكثر. * شكراً لصديقتي عفراء العجمي في اقتراح العنوان
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...