alsharq

جيهان أبوزيد

عدد المقالات 103

مريم ياسين الحمادي 01 نوفمبر 2025
الاحتفاء بالتراث وافتتاح المتحف المصري
رأي العرب 03 نوفمبر 2025
دعم السودان واجب إنساني
خالد مفتاح 01 نوفمبر 2025
الجودة الأكاديمية للكتاب الجامعي
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 03 نوفمبر 2025
المعلومة تحت النار .. إسكات الصحفي لن يوقف القصة

إضراب في الحضانة.. فصل KG2

14 نوفمبر 2011 , 12:00ص

أمام غرفة مديرة المدرسة تجمع عشرات الأطفال، ثم ما لبث أطفال الفصول الأكبر سنا أن التحقوا بهم فصاروا مئات. اقترب أحد المدرسين من الأطفال صائحا «كل واحد يرجع فصله»، تجاهل الأطفال صوت مدرسهم، بل إن أحدا لم يلتفت إليه. هنا كانت المرة الأولى التي أدرك فيها المدرس أنه في موقف جاد. جذب من ذاكرته الحل الأسهل.. أخرج العصا الطويلة من خلف مكتبه، ثم خرج عليهم مهددا ملوحا بإعمال الضرب فيهم. تقدم الأطفال للأمام في حركة منتظمة ذات مغزى، ثم رد أحدهم: «طيب اضرب كدة». اهتز الرجل، لكن كرامته أبت له الهزيمة، فنزل بالعصا على رأس الطفل الزعيم. قبل أن يرفع العصا مرة أخرى، كان الأطفال قد هجموا عليه، فسقط جسده وعصاه ونظارته الطبية وهيبته. كانت أسابيع قليلة قد مرت على تنحي مبارك، وكان الرفض قد تفشى في مصر. فأخيرا يتمتع المصريون وللمرة الأولى من عقود بممارسة حق الاعتراض، بل إن حق التعبير قد صار متاحا، وصار للجميع صوت. الميادين التي كانت ملأى بالأطفال القادمين مع ذويهم أكسبتهم الخبرة مبكرا، وما إن عاد الصغار إلى مدارسهم حتى قرروا رفض ما سبق وأجبروا على قبوله. في بعض المدارس أضرب الأطفال بسبب الضرب. في مدارس أخرى لتغيير مواعيد بداية أو نهاية اليوم الدراسي، أو لتغيير مدير المدرسة. كانت إضرابات المدارس جانبا واحدا من إضرابات قطاعات واسعة من المصريين الذين عاشوا عقودا مهدَري الحقوق، فانتفضوا بعدما أدركوا أن الانتفاض ممكن ولا يكلف إلا بعض الجهد وربما الدم، لكنه الدواء الوحيد للكرامة المطعونة. بعدما تعلم الصغار فن الإضراب، إذا بالصحف تخرج علينا في 30 أكتوبر الماضي بقرار حبس الناشط المصري «علاء عبدالفتاح» بتهمة التظاهر والتجمهر وتكدير الأمن والسلم العام في أحداث ماسبيرو. الشاب المصري عُرض على محكمة عسكرية.. فما كان من أمه إلا أن أضربت عن الطعام. الأم الواعية لقوة تأثير الإضراب عن الطعام كوسيلة ضغط على السلطات، حظيت بتعاطف الرأي العام المحلي والدولي، فأضرب معها عن الطعام عدد آخر من نشطاء الرأي في مصر. والإضراب عن الطعام هو أحد آليات الاعتراض السياسي والتي تتضمن أساليب عدة، تبدأ بتوقيع العرائض، والتوقف عن النشاط لفترة وجيزة، والإضراب المحدود وغير المحدود، ثم تنظيم المسيرات والتظاهرات وغيرها من الأشكال التي لجأ إليها العمال وأصحاب الحقوق على مدى قرون للمطالبة بحقوقهم، وللاعتراض على أوضاع مجحفة. على أن الإضراب عن الطعام يبقى الأكثر جلبا للتعاطف الشعبي، والأكثر جذبا لآلة الإعلام. ووفق القانون الدولي، فإن الدولة مجبرة على التحقيق في أسباب المُضرِب عن الطعام والتعرف على شكواه والعمل على حلها. وقد شهد العصر الحديث تغييرات كبرى تحققت بفعل توظيف آليات الاعتراض. ففي الولايات المتحدة الأميركية أسهمت الإضرابات في تغيير أوضاع الأفارقة الذين عانوا لعقود طويلة من التمييز العنصري. وفي عام 1968 قال الزعيم السياسي الأشهر في مدينة ممفيس «مارتن لوثر كنج» في خطابه لعمال مضربين عن العمل «علينا أن نقوم بمسيرة أخرى، وأن نجعل الجميع يرون أن هناك 1300 إنسان ممن خلقهم الله يعانون هنا أشد المعاناة، وأحياناً يتضورون جوعا، وتمر عليهم ليال مظلمة وكئيبة فيتساءلون: كيف سينجلي هذا الحال، وإلى أي نتيجة سيصير هذا الأمر». وفي فلسطين كان الإضراب وما زال الوسيلة الأشد تأثيرا، خاصة حين يوظفها العمال في القدس. ولم تعد السجون الإسرائيلية النظر في أسلوب معاملة المعتقلين الفلسطينين إلا بفضل إضراب المعتقلين عن الطعام، وهرولة الإعلام الذي أجبر الإدارة الإسرائيلية على بحث أوضاع السجناء. على أن أقدم إضراب سجله التاريخ يعود للمصريين الفراعنة. كان ذلك منذ أكثر من 3000 سنة في مصر، حين أضرب عمال المقابر في قرية «دير المدينة» بالقرب من «وادي الملكات» في عام 1151 قبل الميلاد. كان عمال المقابر من أهم فئات العمال في مصر، نظرا لولع الملوك وطبقة السادة ببناء مقابر فخمة يستغرق بناؤها أعواما. حدث الإضراب في العام التاسع والعشرين من فترة حكم رمسيس الثالث التي امتدت لأكثر من 30 عاما، وكان طول فترة رمسيس يعني أن الجزء الأكبر من مقبرته قد تم الانتهاء منه، فضلا عن تعرض البلاد لأزمات اقتصادية نقص معها إنتاج القمح وتفاقمت المشكلات الإدارية، فرأى أن حل أزمته ربما في تخفيض رواتب العمال والاستغناء عن البعض منهم، فما كان من العمال إلا أن نظموا مسيرة صامتة إلى منطقة المعابد وأوصلوا شكواهم إلى الفرعون، و «أضربوا» للمرة الأولى عن العمل، وأعلنوا: «جئنا إلى هنا بسبب الجوع والعطش».. «لا طعام ولا ملابس ولا أدوية».. «أخبروا الفرعون ربنا الأعلى عن حالنا واطلبوا منه أن يحمي أقواتنا»، وأعلن العمال أنهم لن يغادروا المكان حتى تحل مشاكلهم. استمر الإضراب ثمانية عشر يوما حتى استجاب الفرعون لكل طلباتهم، كما اضطر مبارك للاستجابة للمصريين أيضاً بعد ثمانية عشر يوما. على أن أطفال الحضانة أحفاد الفراعنة الذين حُجبوا عن تاريخهم الزاخر لم يستسلموا لعصا المدرس، ولا لصراخ مديرة المدرسة التي خرجت من معقلها غير مصدقة تمرد الصغار. وعندما لاحظ الأطفال ارتباكها وفزعها، تقدم إليها طفل في التاسعة من العمر وكان الأكبر بينهم قائلا: «لا نريد تخريب المدرسة، فنحن نحب المدرسة رغم وجود مدرسين أمثال مستر غريب». تنفست المديرة الصعداء، وادعت الابتسام وسألت: «طيب عايزين إيه؟». تقدم إليها الطفل الزعيم.. وقف معتدلا ثابتا في وضع المفاوض.. استدار للخلف ونظر لزملائه مطمئنا إياهم على حمله لرسائلهم ومطالبهم المشروعة وقال: «عايزين نلاقي شيكولاتة بالبندق، وبسكويت محشي في «كنتين» المدرسة». ثم أضاف طفل آخر: «عاوزين أنواع كويسة». وقبل أن تصحو من ذهولها أضافت طفلة صغيرة في السادسة: «عاوزين نحط علم مصر على يونيفورم المدرسة».

مصر حتنور تاني

إنه اللقاء بكل شغفه ولهفته وقوته وطاقته القادرة على إحياء الأمل وبعثه من باطن اليأس. إنه اللقاء.. فلم أجد لفظة أخرى تصف العيون المتلألئة ولا الخطوات المندفعة ولا تلك الحياة التي عادت تجري فكست الوجوه...

بين اللجوء والنزوح مساحة ألم

سمعت تلك الكلمة للمرة الأولى في منزلنا بينما جارتنا تأخذ قسطا من الراحة لدينا. اعتذرت عن كوب الشاي الذي أعدته أمي قائلة «لازم احضر العشا للاجئين اللي عندي». أخبرتني أمي أن «اللاجئ « مصطلح يطلق...

من الطابق التاسع رأيت خط الطباشير الأبيض

في الطابق التاسع كنت أسكن. ومن أعلى رأيت أطفال الجيران يرسمون في الشارع الإسفلتي خطا أبيض. ثم احتكروا لأنفسهم المساحة الأكبر وتركوا للطفل الأسمر وأقرانه ما تبقى. والأسمر كان في مثل عمرهم. وكذلك فريقه الذي...

في قلب القاهرة ماتت «شهرزاد»

«لقرون طويلة حكيت عني يا شهرزاد, غطى صوتك على صوتي» لكنى الآن وبدون ندم أشيعك إلى مثواك وأعلم أني لن أسبح في الفرح, لكني سأعيش بهجة غسل تراثك. وفى حضرة الحكاية علينا أن نبدأ القصة...

ثلاثة مشاهد لا يربط بينها إلا «المياه»

المشهد الأول: كان أن تحدث مرشح الرئاسة عن برنامجه الطموح لقيادة مصر في مرحلة مفصلية, واستعرض مجالات عدة ثم قال «وأما عن المياه فسوف نزيد مياه النيل بالدعاء». المشهد الثاني: صوت جهوري لرئيس الجمهورية آنذاك،...

خطاب بعلم الوصول إلى رئيس مصر

طرقة واحدة مفاجئة، ثم ضاع الضوء وانسحبت الكهرباء إلى أسلاكها وتركتنا في عتمة قاتمة، بنظرة واحدة على الشارع أدركت أننا نصفان، نصف مضيء ونصف معتم، كان جانبنا صامتا وكأن الحياة قد توقفت عنه، حارسة العقار...

وبينهن نساء عاشقات لقهوة الصباح

أعادته مرة أخرى إلى الطبق الصغير عقب الرشفة الأخيرة، ثم انتظرتْ دقائق وقَلَبَتْه فسال اللون الداكن برائحته النفاذة وتلون الخزف الأبيض. وأكملت هي حوارها تاركة لي الحيرة من أمر تلك القهوة التي تجمع جدتي بجارتنا...

أم سيد والواد شمعة وسلاح سوريا الكيماوي

أيمكن أن يصدق عاقل أن «فارس» حمل عتاده وسلاحه وسافر طويلا لكي يحمي «مالك» الذي لا يعرفه ولا يعرف عنه شيئا. البعض قال لي لا بد أن «فارس» ملاك في جسد بشر. لكن آخرين كانوا...

في اكتمالي موتي.. وبالنقصان أستعيد الحياة

كان يكفي أن أنظر للسماء لأعلم لما لا يرد شقيقي على الهاتف. متحفزا. مكتملا. باهيا. كان قرص القمر في قلب السماء. متألقا وسط النجوم. مدركا حجم ضوئه وعمق أثره. مختالا بنوره الذي يوقظ كل الصحاري...

وللنساء مع الزلازل شأن آخر

في مايو ومنذ ما يزيد على ثلاثة وخمسين عاما, وقبل أن تهبط الأحلام على النائمين انفجر غضب ما من باطن الأرض فقسمها وضرب مبانيها وأهال التراب على ما يزيد على ثلاثة آلاف نسمة. يومها لم...

ولكل منا أريكته الزرقاء.. ولكل منا آذان أخرى

الشاب ذو الصوت الصادق حاصرني, كما كان لأسئلته تفرد مدهش فلم أملك إلا الانتظار, سار بي خطوات قليلة ثم أشار إلى سمكتين لونهما أزرق يتوسطان لوحة القماش المعلقة, وقال: «أتعرفين لماذا وُلدنا؟». صمت من هول...

في المطار يسألونك: أتحب الغناء والفرح!

أتصدقون أن بين وحشين كبار عاشت الغزالة الصغيرة آمنة حالمة, لكن الأهم أنها عن حق سعيدة, ثم عَنَّ لها أن تجرب الجنون, فإذا بها تعلن بصوت عال أنها في طريقها لتصدير السعادة, ولو لم أكن...