عدد المقالات 84
ها اننا نلتقي وقد انتصف الشهر. تتسارع الأيامُ وتتشابه علينا. ولكنْ، ما الغرابة وقد تتشابه علينا حتى العُملة وما أدراك ! بصراحة ما هي قصصكم مع العشرة ريالات والمائة ريال؟! معاناةٌ يومية يفرضها تشابه الورقتين الذي يجبرك في كل مرة على التدقيق والتثبت في عدد الاصفار خلْف الرقم واحد. وهنا وهناك تسمع قصصا أخرى من المعاناة مع أحدهم الذي يسلم بالخطأ تلك الورقة النقدية أو الأخرى لصندوق الدفوعات «كاشير» وذاك يَروي لك طرائفه مع راعي البقالة والآخر يحكي لك نوادره مع عامل التوصيل، وغير ذلك كثير. ربما يقول البعض: ولماذا لا يتثبت الواحد مِنّا مَلِيًّا في لون الورقة حتى وإن كان متشابها إلى حد كبير ؟ ولكن هل بالله عليكم ستكون لدى كل الناس الإمكانية للتثبت والتدقيق والتمحيص وإمعان النظر بين لون أزرق وآخر فيروزي (تيركواز) في لحظةٍ تسيطر عليها إما الزحمة أو العجلة أو التعب عادةً، عدا عن حالة ضعيفي البصر وكبار السن. بل إن المشكلة قد تشمل كذلك في مرات كثيرة الورقتين من فئة خمسين وخمسمائة ريال وإن كانت بأقل حدة. بعيدا عن كل هذا الالتباس وهذه المعاناة -التي كان بالإمكان تفاديها- ذكَّرني هذا الأمر بحالات أخرى من صميم حياتنا وواقعنا. فعلى غرار تلك الأوراق من فئة عشرة ريالات يوجد بعض البشر الذين يحاولون أن يَلبسوا ثوبا أرفع من ثيابهم وقماشا غير قماشهم فيتلونون كالحرباء ويحاولون أن يكتسبوا ولو عنوة أو تطفلا أو تصنعا قيمةً أعلى من قيمتهم الحقيقية ووزنا أثقل من وزنهم الفعلي ومن ثمّ يسحرون أعين الغير ويغالطونهم وقد يؤثرون على قراراتهم ومواقفهم وطريقة تصرفهم. نعم، لمثل هؤلاء، حريٌّ بك أن تفتح عينيك أكثر من مرة وتدقق نظر العين والقلب ألف مرة لأنك قد تخسر رصيدا كبيرا بخطئك ذاك. على غرار تلك الأوراق، كثير من البشر قد يخادعك بـ»إنجاز» أو «بطولة» وهمية لا توجد إلا في خياله ويحاول أن يعلي من شأنها وقيمتها بقيمة أكثر من وزنها الحقيقي فلا يغرَّنكم ما يُحْدثونه من صخب وضجة. فكما يقال: إذا مرَّ القطار وسمعت جَلَبةً لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجراً يمدح بصوت عال على بضاعته فاعلم أنها كاسدة، فكل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح. إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها، وفي الناس، أناس فارغون مفلسون أصفار رسبوا في مدرسة الحياة، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين. نعم مثلما عليك أن تحسب الأصفار في الأوراق النقدية حتى لا تخطئ، عليك هنا أيضا أن تحسب عدد الأصفار لدى كثير من المفلسين حتى لا تخطئ حساباتك !!. @emanalkabee
اقتربت الساعة وأسفر وجه قطر ضاحكا باسما مستقبلا العالم كله، فهذا هو الوعد الحق الذي قطعته قطر على نفسها، فوفَّت به وعلت، وارتفعت وَسَمَتْ، فهي قطر التي تسمو بروح الأوفياء، إنه ليس وعدا للمتعة والإثارة...
يردد كثيرون «رقم صعب» ويقصدون به الرقم الذي لا يتكرر أبداً أو الرقم القياسي الذي لم يحققه أحد في الماضي وقد يكون صعباً تحقيقه في المستقبل، وهذا ما استطاعت قطر تحقيقه باختصار، ولعل تحقيق الرقم...
في كل صباح عندما أمد بصري في الأفق أكتشف كم هو رحب وممتد هذا الوطن، على صغره جغرافياً.. رَحْبٌ برحابة صدور أهله.. وممتد بامتداد جذور الأخلاق في شرايينه. هي قناعة تامة بمدى تأثر أهل قطر...
كلُّ شيء كان جميلا في تلك الليلة..ليلة السبت الماضي في محميّة أم صلال محمد التراثية..حضورٌ نَيِّرٌ بَهِيّ..نسيمٌ عليل مع اعتدال الطقس يُغريك بشحن رئتيك من هواء وهوى الوطن حتى الامتلاء..قلبي ينبض كما كانت تنبض كلُّ...
على هذه الأرض.. ثمة أماكن وصور تظل تثير في داخلك نفس الإحساس وتحرك فيك نفس المشاعر رغم تبدل هيكلها أو نمطها.. لأنها ببساطة.. خالدة.. مستدامة... مرحبا بكم في عالم المتاحف. إلى يوم الناس هذا وكلما...
قد يبدو العنوان غريباً، ومخالفاً للمنطق.. ولكن بين المنطق والواقع قد تتغير أمور كثيرة. «انتبه أمامك مطب».. جملة من المفروض أن تعترضنا في طريقٍ ما قُبيل وصولنا إلى أحد المطبات؛ هذا إن وُجدت علامة ولوحة...
اليوم، هو الرابع من أكتوبر.. وهو اليوم العالمي للحيوان.. وما أكثر ارتباطَ الإنسان بالحيوان.. بل إنّ هناك الإنسان «الحيوان». بعيدا عن نظرية داروين وما تطرحه من مقاربة علمية حول نشأة الإنسان وتطوره، لا يمكنني قبول...
كم اشتقتُ إليكم قراءَ «العرب» الأعزاء بعد غيابٍ ظرفي في الآونة الأخيرة.. ولذلك أقول لكم «آسَف لهذا الغياب». بالمناسبة، لقد أثارت في داخلي هذه الجملة (نأسف لهذا الأمر) بعض الأفكار..طبعا لا تعتقدون أنني أتحدث عن...
في الحياة، ليس ثمة أجمل من نقاء النفوس والقلوب، فالنقاء غذاء البقاء، ولذلك من المهم أن تكون بيئةُ الإنسان نقية ليحس بقيمة وجوده، وأولها بيئة عمله. نعم، المكان الذي نعمل وسطه يظل-بما فيه من علاقات...
عاد الطلاب، وعادت الروح إلى مدارسنا، وذروة الحركية إلى شوارعنا. ولكن.. أنتم، ماذا حرَّكت فيكم تلك العودةُ، من مشاعر؟؟ لا أخفي عليكم أنني سنويا أعيش هذه اللحظة بشعور خاص، نعم إنه سحر تلك اللحظة المميَّزة،...
سُئل أحدهم: «مَن أسعدُ الناس؟ قال مَن أسعدَ الناس» تذكرتُ تلك الحِكمة ونحن على بعد يومين من الاحتفال باليوم العالمي للانسانية. بالمناسبة.. هل سألت نفسك إذا ما كنت سعيدا؟ وهل أنت سعيد من دون الناس؟...
في البدء، أرجو أن يكون لديكم قليل من الوقت والمزاج لقراءة مقالي هذا. فمشكلة معظمنا اليوم هي الوقت، أليس كذلك؟! لعله الأصل والجِبِلّة في البشر فقد «خُلِق الإنسان من عجل» كما نصت الآية الكريمة. إلا...