alsharq

أحمد المصلح

عدد المقالات 43

هجرووهُ ؟؟ فعُوقِبوا بـ: «سأصْرِفُ عن آياتي...»

14 أبريل 2017 , 04:40ص

روي عن نبيّنا عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من أعطاهُ الله القرآن فرأى أنّ رجُلاً أُعْطِي أفضَلَ ممّا أُعطي، فقد صغّرَ عظيماً وعظّمَ صغيراً». وعن عثمان قال: «لو صَفتْ قلوبُكُم ما شبِعَتْ من كلامِ ربِّكُم». ليس الغريبُ في الحياة الذي فارقَ الدّيارَ وودّع الأهل.. إنّما الغريبُ الذي يجِدُّ والناسُ من حولِهِ يلعبون، ويسهَرُ والنَّاسُ مِن حولِهِ يَنامون، ويسلُك دروبَ الخير والنّاسُ في ضلالِهِم يتخبّطون. كلماتٌ لِطاف.. سمعناها ونحنُ في ميعة الشباب وَوَعيناها عندما كنّا نتطلّعُ لأمّتنا ولم تبرحْ قلوبَنا تلك الآمال في غدٍ أفضل، تتلاشى مع إشراقات فجرهِ المُبين قطعٌ من ظلمات ليلٍ حالكٍ، طالت علينا فيه آثار وحشة الجهل والهُجران عند أحبابنا وأصحابنا لكتاب اللهِ، وامتدّت في أبعاد وزوايا تلك الليالي الحالِكات ظلالُ شعورِ الغُربة في نفوسٍ تقبِضُ على دينِها كالقابض على الجمر، لتُلهبَ حرارتها، وتُحرقَ صدورَ قومٍ آمنوا بالله وصدّقوا المُرسلين. لماذا القرآن؟؟ إن الضمائر والأرواح عندما تتذوّقُ حلاوة كتاب الله «وإنّ فيهِ لَحَلاوة»، وعندما تتفيّأُ ظلالَهُ «بحُسن فهمه وتدبّرِهِ»، لتصل إلى مراد الله، ولتستبين هدايات الوحي بطول مُلازمة الذِكرِ الحكيم، لا بُدّ أن تستريح لهُ وتستيقن أنهُ منهاج الحياة الأكمل، ومصدر السعادة والطمأنينة الأوحد، لا يستقيمُ للنّاس من دونِهِ سبيل، ولا تتحقّقُ غاية، ولا تُرفعُ لهم في ميادين السلام والمحبّة راية. «وإنهُ في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم».. إنّ أهلَ القرآن وأصحابَ النفوس الصافية، وهي تعيش وسط رحاب الوحي وتتعايش مع جمال بيانِهِ الأخّاذ الساحر للألباب، وعند ملامسة روعة آيات الله حينما يفتح اللهُ عليهم بفهم آية من التنزيل الحكيم فتتَجلّى لهم بعض أسرارِهِ ولطائفهِ، ليحزنهم أن لا تَصلَ تلك النفحات لغيرهم ليَدخُلوا جنّة ربِّهم في أرضِهِ، ويَعِزُّ عليهم أن لا تعتصم «النفوس الحيارى» بحبل الله المتين وصراطه المستقيم، وقد اضطرَبَت في زماننا على النّاس الأمور، واختلَطت المفاهيم، وانتَكَسَت الفِطَر من شدّة البغي والإفسادِ في الأرض ومن ظلم النّاس لأنفسِهِم. وما كان ذلك ليكون إلا من تطاول أمد الغفلة على النّاس، فقسَتْ قلوبُ المُعرِضين عن ذكر الله. «فويلٌ للقاسية قُلوبُهُم من ذكرِ الله».. «كلا.. بلْ رانَ على قلوبِهِمْ مَا كانوا يَكْسِبون». إذاً.. هوَ الكسبُ أولاً.. «داءُ الأدواء.. وأصلُ العلل».. قال عليه الصلاة والسلام: «كُلُّ جسمٍ نبتَ من سُحتٍ فالنّارُ أولى به». فأنّى للأجساد المُعجونة بالسُحت أن تكونَ محلاً خِصباً لتَسْكُنها قلوبٌ سليمة تعي عن الله العزيز الحكيم فتَتبع أحسنَ ما أُنزِلَ إليها من ربّها، أو تهتدي بوحي خاتم المرسلين؟! ولأجل ذلك كلّهِ، ولأنّ كتابَ الله وفَهْمَ آياته وتدبُّر كلام ربّنا فيه، هو البضاعة العزيزة الأغلى عند الله، وهو المكانة الأرفع لأولياء اللهِ وخاصَّتِهِ من خلقهِ، ثمّ لأسبابٍ وعوامِل بيّنتها آياتُ الرحمن في القرآن، نجدُ أنّ أكثر الناس -نسأل الله العافية- قد صَرَفهُم الله تعالى عن فهم كتابِه ومعرفة آياتِهِ وتدبُّر بيّناته (عقوبة لهم وجزاءً وِفاقاً) على تلَبُّسِهم بصفاتٍ مذمومة، بيّنها الله تعالى في الكتاب، جعَلتْ أجهزة الاستقبال في نفوس المعرضين الغافلين عن ذكر الله تتعطّلُ فيها مَلَكاتُ الاستعدادِ والصفاءِ، فامتنعت عن أن تعقِل عن الله من كلمات وحيه ما فيه تزكية لها وحياة. قال تعالى في سورة الأعراف: «سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ». وعن الآية وعن دلالاتها وإشاراتِها يتطلّبُ الحديث مقاماً أوسع.. سيكونُ محورَ كلامِنا في «عودة القلم» الأسبوع المقبل بمشيئة الله.. فلنا فيه لقاء والسلام..

أنا الآتي.. ونور الفجر مرآتي

عـلى محمل الغوص سنبحر إلى خليج الأمس، ومع هدير الموج المرعد «بالهولو والـ يا مال». المال!! الرجال!! فما قصة «اليامال» ومجازفة الرجال؟؟ وما أدراك ما صنع الرجال في خليجنا العظيم عندما أرخصوا الأرواح؟ ذاك -وربِّ...

فكيفَ بمَن يأتي بهِ وهْوَ باسمُ؟!

يقول الكويتي الرائع سعد المطرفي: مِجالِسِن خمسه بخمسه ولا لِكْ مَحَلْ أربع وعشرين ساعه تَطبَخْ دلالَها!!! ومجالِسِن كُبْرَها كُبراه ما تِندهل حتّى بساس الحواري ما تِعنّى لها؟؟! أرسل يدعوني قريب (في الصدر له منزلة لا...

الهجرة إلى الوطن «لا منه»

وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً قديماً قيل: تركتُ هَوى ليلى وسُعْدَى بِمَعزِلِ وعُدتُ إلى تَصحيحِ أوّلِ مَنزِلِ؟؟! فنادَتْ بيَ الأشواقُ مَهلاً فهذِهِ منازلُ من تَهوى رُويدكَ فانْزِلِ غزلتُ لهُمْ...

من حكماء بلادي.. المستشار حسن بن محمّد الكبيسي

من طول وتقادم زمان الصمت العربي المريب فإنّ ** في الجراب يا حادينا الجواب في كل يوم ألج مكتبه المتلألئ الأنيق -كما صاحبه البسّام المنيف- ومع كلّ اتصال، وعند كل لقاء.. لا يلقاني أبداً إلا...

ثمّ دخلت سنة إحدى وأربعين وأربعمائة وألف!!

في غرة المحرم من هذه السنة، انتبه أهل الإسلام «وعلماؤهم وساستهم» واستيقظوا من رقدة طال أمدها قروناً خلت، وتقادمت عليها الأعوام عقوداً تخلت، ومع بزوغ شمس العام، تدفقت في الأمة دماء الغيرة والإباء، وانفجرت في...

وداعاً «الكُميت» الخيّر.. وابن الخيارين

فقدنا يوم الجمعة (8 ذي الحجة 1440هـ) أحد أنقى وأصفى وأصدق وألطف الرجال، إنه العزيز الكريم، ضحوك السن، واسع القلب، الضحّاك جالب السرور وانشراح الصدر لكلّ من عرفه؛ إنه الأستاذ علي بن محمد الكُميت الخيارين،...

2/إضاءة (آل سعد).. مثل (للسيّد)

(ترى النعمة زوّالة) !! (كثيب رمل مهيل).. حول شواطئ (بحر الخليج).. يتراكم ويموج.. من خلفه الطوفان.. من خلفه السد. من «عودة قلم» الاثنين (21/1/2019) حول «هدر الأموال» وبوهج قبس الكاتبة سهلة آل سعد، لوزيرة الصحة...

بين هدايات الكتاب وتوطئة الواقع «لوقوع العذاب»

تمهيد لا بُدّ منه: تعالى الله ربنا الجليل وتقدس أن «يفهم أمره» في قوله جل جلاله: «وإذَا أَرَدْنَا أَن نُهلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا»، تعالى الله أنْ يأمرَ الفاسق...

الأصاغر بين فكّي أكابر مجرميها

في الغابات نشاهد بقر الوحش والظباء والدوابّ كافة، وقد سخّر الله بعضها بحكمته البالغة لكي تُفترس بالأنياب، ذلك للحفاظ على حياة القطيع وباقي الأنواع، «صُنعَ اللهِ الذي أتقنَ كلّ شيءٍ»، وما يُعرف بـ «دورة الحياة»...

لا تستعدوا قطر (النِّشَب)؟؟ (1)

باسم الله مُجريها.. وما أدراك ما أُلهِبت النفس عندما يتعلق البيان بقطر؛ نبض أعصابنا، وتربة آبائنا وأمهاتنا. توهّم الواهمون في «كيانات» فاشلة تعزف على «طبول أساتذة جوفاء» أن قطر صيد يسهل اقتناصه وابتلاعه، بخاصة الذي...

كتاب العظيم «1»

هل إلى «تدبُّر» القرآن من سبيل؟! صح عن النبيّ الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- قوله: «ألا إن سلعة الله غالية».. وعطاء العظيم بمقدار عظمته وكرمه.. والقرآن العظيم هو أعظم ما امتنّ به العظيم -سبحانه-...

يا ناس اكذبوا.. وخادعوا !!

في زمانٍ مضى وتولى كان العربُ -الشرفاءُ منهم، والنبلاء بالأخص، وأصحاب الزعامة والوجاهة- يأنفون من الكذب ويستقبحونهُ أشدّ القبح، ويعدّونهُ من خوارم المروءات التي يُعيّرُ بها المرء إنْ أُثرَ عنه أنه أحدثَ كذبة!! فلا يزال...