


عدد المقالات 84
من أبرز الفرائض وأوجب الأعمال التي أقرها الإسلام وأمر بها إغاثةُ الملهوف ومساعدة الفقير والمسكين، قال الله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [ الإنسان: 8]، ولقد حث رسول الله ﷺ على ذلك فقال عليه الصلاة والسلام: ((أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم)) [الترمذي]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن ستَر أخاه المسلمَ ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه)) [مسلم]. ويعتبر شهر رمضان شهر التكافل والتضامن الاجتماعي والتآزر، وتقديم كل ما يحتاج إليه الفقراء والمساكين، وإن أهم مقاصده هو التذكير بحال المحتاجين والفقراء والجوعى، وليس أدل على ذلك من أن الإسلام جعل زكاة الفطر شرطاً لاكتمال الصيام وصحته، وشهر رمضان يحث على السعي والهرولة لقضاء حوائج الناس، فرمضان هو الشهر الذي ترفع فيه الدرجات وتقال فيه العثرات ويستجاب فيه للدعوات، وإن الله فتح في هذا الشهر الكريم أبوابا من الطاعات تحقق مفهوم الجسد الواحد للأمة، وتعمق التكافل والتعاون بين أفرادها، وتقوي الروابط والصلات بين مجموعاتها، وشهر رمضان من المواسم المباركة التي تسهم في غرس وتقوية مفهوم التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع المسلم، ويظهر التكافل والتعاون بين المسلمين من خلال المساعدات والمساهمات التي يقدمها أبناء المجتمع المسلم لإخوانهم المحتاجين والفقراء، بالإضافة إلى المظاهر الخاصة بالمودة والرحمة بين الأقرباء والأصدقاء والأسر المسلمة، والتي تشتمل على الكثير من المعاني السامية والمشاعر الراقية التي يسعى الإسلام إلى تأصيلها في النفوس، ويسهم التعاون والتكافل الرمضاني في تعزيز وحدة المجتمع المسلم وتقوية أواصر تكافله والروابط بين أبنائه، ويرجع اهتمام المسلمين بإشاعة هذه المظاهر امتثالًا لأمر الله عز وجل في قوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2]. ومن أبرز صور التعاون والتكافل بين المسلمين في شهر رمضان تقديم الإفطار للصائمين، حيث يعتبر إحدى أسمى صور التعاون والتكافل في المجتمع المسلم في شهر رمضان، فعن زيد بن خالد الجهني قال: قال ﷺ: ((مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء)) [رواه الترمذي (807)]، وقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات، وقد قال بعض السلف: «لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إليّ من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل». ويظهر التعاون على البر والإحسان جليًا بين المسلمين في شهر رمضان المبارك من خلال الإكثار من الصدقات والإنفاق على الفقراء والمساكين، فيتسابق المسلمون إلى فعل مثل هذه الأعمال الصالحة في البر والإحسان ومختلف أصناف الخير، لما لها من الأجر المضاعف في هذا الشهر الفضيل، وهي أعمال ذات نفع دنيوي أيضاً، إذ تؤدي إلى تقوية أواصل المحبة والألفة والصلة بين الأقرباء والعائلات وأفراد المجتمع المسلم. فعلينا في هذه الأيام المباركة أن نتحرى صالح الأعمال التي تطعم الجياع وتسد رمق المساكين وتسعد الفقراء، وذلك بالإكثار من الإنفاق والصدقة في شهر رمضان المبارك، كلٌّ بقدر استطاعته، وأن يسعى المسلمون إلى تعزيز قيم التعاون والتكافل وخاصةً في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها بعض بقاع العالم الإسلامي، وخصوصاً أهلنا وإخوتنا في غزة المحاصرة، ولا ينبغي أن يقلل المسلمون من قيمة المشاركات البسيطة فالقليل بالقليل يكثر، وقد قال رسول الله ﷺ: ((اتَّقوا النَّار ولو بشِقِّ تمرةٍ فإنْ لم تجِدوا فبكلمةٍ طيِّبةٍ)) [البخاري].
إن من أسباب التمكين أن يهتم العالم الاسلامي بالجانب الاقتصادي، لأن القوة الاقتصادية هي عصب الحياة الدنيا وقوامها، والضعيف فيها يقهر ولا يحسب له حساب إلا في ظل شرع الله حين يحكم، ولذلك ينبغي على...
إن الله تعالى أظهر في سيرة أحسن الملوك -ذي القرنين- (1)، مفاهيم حضارية وجعل في سيرته دروسًا لكل من أراد أن يحكم بالحق والعدل من الحكام في الناس، فأرشد القرآن الكريم عباده إلى ركائز الحضارة...
تسلم سليمان عليه السلام قيادة الدولة القوية التي أسست على الإيمان والتوحيد وتقوى الله تعالى، لقد أوتي سليمان عليه السلام الملك الواسع والسلطان العظيم، بحيث لم يؤت أحد مثلما أوتي، ولكنه أعطى قبل ذلك عطاء...
اهتم عماد الدين زنكي بالجيش اهتماماً كبيراً، وبرز هذا الاهتمام في شكل ووظيفة الدواوين التي كانت تختص بشؤون الجيش والعسكر، وأيضاً في طرق وأساليب عماد الدين زنكي في إدارة المؤسسة العسكرية. 1 ـ الجيش: كانت...
أراد الصِّدِّيق ـ رضي الله عنه ـ أن ينفِّذَ السياسة التي رسمها لدولته، واتَّخذ من الصَّحابة الكرام أعواناً يساعدونه على ذلك، فجعل أبا عبيدة بن الجراح أمين هذه الأمَّة (وزير الماليَّة) فأسند إليه شؤون بيت...
يقف الإسلام بين الأديان والمذاهب والفلسفات شامخاً متميزاً في هذا المبدأ الذي قرر فيه حرية التدين، فهو يعلنها صريحة لا مواربة فيها ولا التواء، أنه: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ...
إذا كانت الفرقة هي طريق الانحطاط والضعف، فإن الوحدة هي سبيل الارتقاء وتبوؤ المكانة الفاضلة من جديد. إن اتحاد الأمة الإسلامية على أسس ديننا العظيم أمل كل المسلمين الصادقين في كل مكان، ذلك أن الإسلام...
اهتمّ عمرُ بنُ عبد العزيز رحمه الله بتفعيل مبدأ الشورى في خلافته، ومن أقواله في الشورى: «إنَّ المشورةَ والمناظرةَ بابُ رحمةٍ، ومفتاحُ بركةٍ، لا يضلُّ معهما رأيٌ، ولا يفقدُ معهما حزم». وكان أول قرارٍ اتخذه...
ذكر أهل العلم بالتَّواريخ والسِّيَر أنَّ أبا بكرٍ شهد مع النبيِّ (ﷺ) بدراً، والمشاهد كلَّها، ولم يفته منها مشهدٌ، وثبت مع رسول الله يوم أحدٍ حين انهزم الناسُ، ودفع إليه النبيُّ رايته العظمى يوم تبوك،...
بين القرآن الكريم أن داود عليه السلام كان مجاهداً في جيش طالوت، وممن نجحوا في الامتحان العسير الذي قرّر رئيس الجيش أن يخوضه جميع جنوده فسقط من سقط وعبر من عبر، فقد رفع داود عليه...
كان من صفات الصِّدِّيق التي تميَّز بها: الجرأة، والشَّجاعة، فقد كان لا يهاب أحداً في الحقِّ، ولا تأخذه لومة لائم في نصرة دين الله، والعمل له، والدفاع عن رسوله (ﷺ)، فعن عروة بن الزُّبير، قال:...
اسم «الواحد» هو اسم من أسماء الله الحسنى التي تدل على تفرده سبحانه وتعالى بالوحدانية، فهو الواحد الذي لا ثاني له، ولا مثيل ولا نظير، وهو الواحد في ألوهيته، فلا معبود بحق سواه، وهو الواحد...