عدد المقالات 168
«ليان» فريق تطوعي خليجي ينظم حملة لصالح غزة يتحدث فيها عن أوضاع القطاع ويجمع التبرعات، وأجمل ما رأيته في هذه الحملة هو حجم الحب الذي يحمله القائمون عليها لأهالي غزة ومدى شعورهم بمعاناتهم، لذلك أتلمس فيهم صدق الأخوة ودفء الانتماء. تحمل كلماتهم ومساعيهم الكثير من المشاعر الجميلة التي تبلسم جراح الناس هنا في ظل التناسي الذي يعيشه القطاع المحاصر منذ 12 سنة، وهذه الحملة عبارةٌ عن ومضة مضيئة جاءت للتذكير بهذه القضية المنسية في عزمٍ واضح نحو تخفيف آلام أصحابها، وهذا عملٌ نبيل أشعر أمامه بالسعادة لوجود هذه النماذج في ربوع أمتنا، خصوصاً وأن القائمين على الحملة من زينة الشباب فكراً وثقافة وأخلاقاً. وقد تابعت الهجمة التي خاضها البعض ضدهم في جزئية التطبيع مع الاحتلال، وهي جزئية محقة وإن كنت أتحفظ على أسلوب البعض في الانتقاد وكلنا ضد التطبيع، لكننا لسنا ضد الحملة، التي كان لديها تصور بأن دخولها من خلال الأردن ثم معبر «كرم أبوسالم» برفقة الجيش الأردني يعني أنها لن تمر من خلال الاحتلال أو ما شابه، لكن في الحقيقية هذا لا يتفق مع الواقع فهذه الأماكن تحت سيطرة الاحتلال الكاملة. وهذا التداخل يعرفه الفلسطينيون جيداً ومن الطبيعي ألا يعرفه الآخرون غير المطلعين على تفاصيل الحياة هنا، لكن إجمالاً مسعاهم مبارك ومشكور وكان ينبغي نصحهم بشكلٍ أفضل دون تهجم أو ازدراء فالالتباس طبيعي لمن لا يعرف تفاصيل المتغيرات على الأرض. وأتمنى منهم محاولة الدخول مثلًا من خلال معبر رفح، بالإضافة إلى أنني أنصحهم بالتركيز على مشكلات أكبر مثل البطالة في غزة فهي الأعلى عالمياً، خصوصاً في صفوف الشباب وهي مصدر لأزمات أخرى، ويمكنهم المساهمة في الحد منها مثلاً عبر المناداة بمشاريع لها ديمومة مثل صندوق شعبي خليجي لمشاريع الشباب والخريجين وعلى الأقل يكونون نواة لتأسيسه والمطالبة بوجوده وتدعمه الهيئات الأكبر بالتعاون معهم، وهذا سيكون مشروع ريادي تكافلي راقي بين شعوب الأمة إن استطاعوا تحقيقه. ومرةً أخرى شكراً على رقي إحساسكم ونبل مقصدكم فقد وصلت رسالتكم السامية إلى قلوبنا، سواء نجحتم في الوصول أو لا..
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...