alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

النكبة والندبة!

12 مايو 2020 , 02:32ص

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص القضية وتشرح جوانبها وأصولها، وتجاوز ذلك يعني المساهمة في طمسها وطمس الحقوق الفلسطينية، فهي ليست مجرد كلمة وذكرى عابرة، إنما حياة عاشها وما زال يعيشها الفلسطينيون. إن بقاءها حاضرة في نفوس الأجيال وأفكارهم يتطلب جهداً إعلامياً وأدبياً ودرامياً في مجال الرواية والإنتاج والكتابة، واستخدام وسائل وأدوات النشر كافة، إن الفلسطينيين نعم يولدون ومعهم قضيتهم بالأساس، وحتى إن كان ذلك صحيحاً فقد لا يشمل الجميع، وقد تولد تلك القضية أو تكبر في نفوسهم مشوهة، أو منقوصة الحقائق والمعالم. غير أن المعنيين بتلك القضية ليس الفلسطينيون وحدهم، فهي قضية العربي؛ لأن الاحتلال ينهب أراضي عربية غير فلسطين، ولأن الفلسطينيين عرب وهذه الأرض والقضية لهم جميعاً بمنطق التاريخ والمصاهرة والأنساب، وبمنطق المروءة والنخوة والكرامة والشهامة التي تمثّلت في نفوس العرب منذ القدم، والمسلم هي قضيته ليس لوجود المقدسات فيها فحسب، وإنما لأنه في اعتقاد المسلمين أنهم أمة واحدة، والدماء واحدة، والأرض واحدة، والأعراض واحدة، فما يُصيب المسلم يصيبهم، وما يُصيب أرضاً من أراضي المسلمين كما لو كان أصاب أراضيهم جميعاً، تلك معانٍ من جملة معانٍ عديدة، بالإضافة إلى قيم وجوب نصرة المظلوم ودفع الظلم، كما أنها قضية كل حر، يؤمن بالعدالة والحرية وحقوق الإنسان، وما إلى ذلك. إن تلك البديهيات على بساطتها بالنسبة للكثيرين، إلا أن إعادتها للحضور الدائم وغرسها في الوجدان يتطلب الكثير من الجهد، خصوصاً أننا نرى جهوداً في الاتجاه المعاكس تعمل على تغييبها وحذفها من وجدان واعتقاد الأمة. من بين تلك المعاني التي يجب العمل عليها هي جعل النكبة حدثاً عربياً وإسلامياً وأيضاً عالمياً، مأساة يشعر كل إنسان بها، ويشعر بأن استمرارها يشكّل صفعة له وللإنسانية جمعاء، إن صنع الشعور بتلك الندبة في النفوس على النكبة يتطلب جهداً وعملاً منظماً ومخططاً، وقد لا يشعر بها البعض مهما بلغ حجم الجهود «وما لجرح بميت إيلام». فنحن لا نتحدث عن شيء فيه رفاهية الاختيار، بل قضية تتعلق بمصير شعب وتهدد مستقبل أمة، وتؤثر عليه بشكل مباشر، فقد وُجد كيان الاحتلال لأغراض استيطانية أوسع من أن تقف عن حدود فلسطين، لا بالجغرافيا ولا السياسة ولا المخططات، وهو كيان مدعوم بشتى أنواع الأسلحة والإمكانات من الغرب، فيتطلب من المعسكر الآخر أن يحشد كل طاقاته إلى جانب فلسطين، وإلا فإن المعركة لن تكون على أي حال متكافئة، بل إن من يستطيع أن يكون إلى جانب فلسطين ولا يفعل فقد خذلها وربما خانها. لولا شيء من الدعم الذي وصل إليه، أو هو أقرب للواجب الأخلاقي والديني بالنسبة للكثيرين، لما كان له أن يستمر حتى بالبقاء على أرضه، في ظل وجود الاحتلال وسيطرته وتمكّنه مع ترسانة عسكرية بفارق هائل عما يمتلكه الفلسطينيون من سلاح وعتاد، فبحساب الأرقام والمنطق فإن من يطالب الشعب الفلسطيني بتحمّل تكلفة رفع الاحتلال وحده فكأنما يطالب الاحتلال بالبقاء والاستمرار. هذه مأساة عالمية، والمسؤولية تجاهها عالمية، واستمرارها صفعة للإنسانية جمعاء.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...

التطبيع مع الاحتلال.. تصالح مع الظلم!

من حين إلى آخر تعود قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتتصدر عناوين وسائل الإعلام ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كان لافتاً أثرها الكبير على توجهات الرأي العام العربية خلال الانتخابات التونسية. فقد اكتسب الرئيس التونسي...