عدد المقالات 41
من المواطن المتشابهة في القرآن الكريم، وصف اليوم بأنه عقيم أو عبوس أو ثقيل. وحول هذه المواطن يكون هذا المقال. فأما وصف اليوم بالعقيم، فجاء في قول الله تعالى: (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) [الحج: 55]. ووصف اليوم بالعقم؛ لأنه لا ليلة بعده ولا يوم؛ فالأيام كلها نتائج يجيء واحد إثر واحد، وكان آخر يوم قد عقم [البحر المحيط: 6/ 353]. ومفردة «عقيم» التي جاءت في بعض الجمل القرآنية غير مناسبة للموصوف دلالياً، كما في قوله تعالى: (وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) [الذاريات: 41]؛ حيث إن «العقيم» صفة من صفات الإنسان الذي لا يُولد له، وقد جاء هذا الوصف للإنسان في قوله تعالى: (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَها وَقالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) [الذاريات: 29]. ولكن جاءت هذه الصفة للريح التي لا تلقح شجراً، ولا تحمل سحباً أو تنشئ مطراً؛ فهي ريح لا يُرتجى منها الخير؛ فوُصفت بالعقيم. وكذلك وُصف اليوم بالعقيم زيادة في تأكيد شدة العذاب الذي لا يُرتجى منه الخير؛ حتى لا يتطرق إلى الذهن أن في بعض العذاب استعذاباً أو خيراً كما يحدث في الدنيا، خاصة إذا علم المعذب أن عذابه سيُعقب بسعادة ونجاح، فجاء التأكيد بأن ما في أيام الدنيا لن يكون في ذلك اليوم. و(ثقيل)؛ حيث وصف بها اليوم والقول، وخرجت عن المجال الدلالي لها؛ فهي خاصة بالمحسوسات التي لها وزن، كأن يُقال: حمل شيئاً ثقيلاً، ولكنها أتت نعتاً في الجملة القرآنية للمفردة (قَوْلاً) في قوله تعالى: (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) [المزمل: 5]، وكذلك وردت نعتاً للمفردة (يَوْماً) في الجملة القرآنية: (وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً). وأما وصف اليوم بالثقل في الجملة القرآنية والعدول عن وصفه بالعظمة أو الطول أو نحو ذلك من الصفات التي وردت وصفاً لليوم في القرآن الكريم، فلتصوير ما يحدث في يوم القيامة من حساب وأهوال تشيب لها الولدان؛ فهو يوم يحتاج إلى استعداد بتحمل أعباء التكاليف؛ كي يخفف الله من ثقله. ولكن الذين يحبون العاجلة لم يتحملوا الأمانة والتكاليف، فكيف سيتحملون ثقل هذا اليوم؟!
رمضان تستلزمه مفردات مثل الفطور والسحور والإمساك والاعتكاف والصوم، وغيرها من مفردات جاء ذكرها في معاجم اللغة التي حاولت على مرّ العصور أن تؤرخ لمفردات اللغة العربية، فجاءت جميعا بينها قدر من الاشتراك في توارد...
لطيفة اليومِ عن قولِه تعالى: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)» الأنعام. في هذه الآية لاحظَ المفسرون أنها خُتِمَتْ بقولِه: «وَأَنَا أَوَّلُ...
في سورة الضحى نقرأ: «والضحى والليل إذا سجى» لماذا اختار الله لفظ «سجى» وما معناها؟ وما الفرق بين هذه الآية وقوله تعالى: «والليل إذا يغشى»، وقوله تعالى: «والليل إذا يسرِ»؟ هذه اللطيفة كي نفهمها علينا...
لطيفة اليوم ننقلها لكم من حديث القرآن عن الجنة. نرى فيها مشهداً صوّره القرآن أجمل تصوير. إنه مشهد أهل الجنة حين يطوف عليهم الولدان والغلمان بالأكواب والأباريق، غلمان كأنهم لؤلؤ مكنون، وولدان إذا رأيتهم حسبتهم...
** اليومَ نتأملُ سورتين منَ القرآنِ نزلتَا معًا.. سورتانِ قال عنهما رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "أُنْزِلَتْ عَليَّ اللَّيْلَة آيَاتٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ قَطُّ: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ". ولهذا سُميتِ...
من المتشابهات القرآنية أننا نقرأ أحياناً: (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، ونقرأ أيضاً: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). فما الفرق بينهما؟ وردت (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات في القرآن الكريم، ووردت (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات، ووردت...
** عندما نتأملُ قولَه تعالى: (إذا جاءَ نصرُ الله والفتح) نتساءل: لماذا لم يقل إذا أتى نصر الله والفتح؟ ما الفرق بين جاء وأتى في الاستعمال القرآني؟ هنا لطيفة، نبَّه إليها أهل اللغة والتفسير، حيث...
أحياناً يختلط على القارئ أن يقول هذا أو ذلك، وفي هذا المقال نبيّن دقة التعبير القرآني في التعبير بأسماء الإشارة، فمثلاً قوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه»، يمكن التعبير عنها بصور كثيرة، ولكن القرآن...
اليوم نتأمل سورة نزلت وحولها سبعون ألف ملك، قال عنها سيدنا عمر إنها من نجائب القرآن. إننا اليوم نتأمل الآية الأولى من سورة الأنعام. قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ..)...
من المتشابهات في القرآن أن يأتي اللفظ واحداً ويختلف المعنى، ونمثل على ذلك بمركب (أمر الله) والفعل (عزم). يقول تعالى: (فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون) غافر: 78، وقوله تعالى: (جاء أمر...
نقرأ اليوم بعض اللطائف في قصة ذي القرنين، حيث طلب منه الناس أن يصنع لهم سداً، لكنه قال لهم إنه سيصنع لهم ردماً... (قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ...
في القصصِ القرآنيِّ نجدُ كثيراً من اللطائفِ التي استوقفتْ كثيراً من المفسرينَ والمشتغلينَ بالقرآنِ، ومن هذه اللطائفِ نذكرُ كيفَ كانَ الخطابُ بينَ إِخْوةِ يوسُفَ عليهِ السلام، وَأَبِيهم يعقوب.. ولنتأملْ.. عندما يكونُ الأبناءُ في حاجةٍ لأخيهم...