عدد المقالات 41
** اليومَ نتأملُ سورتين منَ القرآنِ نزلتَا معًا.. سورتانِ قال عنهما رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: "أُنْزِلَتْ عَليَّ اللَّيْلَة آيَاتٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ قَطُّ: "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ". ولهذا سُميتِ السورتانِ بالمعوذَتَيْنِ. ***وفي هاتينِ السورتينِ جملة منَ اللطائفِ نذكرُ مِنْهَا: أنَّ اللهَ تعالى قالَ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)". فَجَاءَتْ الاستعاذة باللهِ مرة واحدة لعدة شرورٍ تصيبُ الإنسانَ، وَأَعُوذُ مَعْنَاهُا ألتجئُ وَأَحْتَمِي.. وَالْفَلَقُ بِداية الصُّبْحِ. و"غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ" أَي: الليلُ إِذا دَخَلَ ظَلَامه، أَو القمرُ إِذا غَاب. و"النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ": النساءُ السواحرُ يَنْفُثْنَ فِي عُقَدِ الْخَيْطِ حِين يَسْحَرْنَ، وَالنَّفَّاثات جمعُ نَفَّاثة، وَالنَّفْثُ: النَّفْخُ مَعَ رِيق. و"حَاسِدٍ": هو الذي يَتَمَنَّى زَوَالَ النِّعمَة عَن غيرِه. وهذه كُلُّها أشياءُ ظاهرية تصيبُ بدنَ الإنسانِ وصحتَه؛ لذلكَ جاءَ ذكرُ اللهِ مَقرونًا بالاستعاذة مرَّة واحدَة. لكنْ في سورة الناسِ استعاذة من الذي يصيبُ الإنسانَ في دينِه.. استعاذة من الوسوسةِ، ولذلكَ قدَّم لها بالثناءِ ثلاثَ مراتٍ على اللهِ.. ثناءٍ يجمعُ بين أنواعِ التوحيدِ الثلاثةِ: الربوبيةِ والألوهية والأسماءِ والصفاتِ.. فقال: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّة وَالنَّاسِ (6). المفسرونَ قالوا في ذلك كلامًا طويلًا خُلاصَتُه: أنَّ الوسوسة أخطرُ من الشرورِ المذكورة في سورة الفلقِ.. فهي تؤثرُ في بدنِ الإنسانِ نفسيًّا.. فتجعلُه يشكُ في أفعالِه وتصرفاتِه.. بل ويشكُ في طعامِه وشرابِه، ويتسربُ الشكُّ إلى دينِه واعتِقَادِه في الله تَعَالى، وَقَدْ تَكُونُ الوسْوَسَة طريقًا إلى جَهَنَّمَ وَالْعِياذُ باللهِ.. ولذلكَ حَسُنَ أنْ يُقَدَّمَ لها بِطُولِ الثنَاءِ على اللهِ تعالى.. فَهُوَ رَبُ النَّاسِ الذي يُعْطِي.. وَمَلِكُ النَّاسِ بيدِهِ ملكوتُ كُلِّ شيءٍ، وَلذلكَ فَهُوَ إلهُ النَّاسِ أي الذي يستحقُ العبودية وحْدَهُ دُونَ سِواهُ، فالألوهية تعني الْعُبُودِيَّةَ.
رمضان تستلزمه مفردات مثل الفطور والسحور والإمساك والاعتكاف والصوم، وغيرها من مفردات جاء ذكرها في معاجم اللغة التي حاولت على مرّ العصور أن تؤرخ لمفردات اللغة العربية، فجاءت جميعا بينها قدر من الاشتراك في توارد...
لطيفة اليومِ عن قولِه تعالى: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)» الأنعام. في هذه الآية لاحظَ المفسرون أنها خُتِمَتْ بقولِه: «وَأَنَا أَوَّلُ...
في سورة الضحى نقرأ: «والضحى والليل إذا سجى» لماذا اختار الله لفظ «سجى» وما معناها؟ وما الفرق بين هذه الآية وقوله تعالى: «والليل إذا يغشى»، وقوله تعالى: «والليل إذا يسرِ»؟ هذه اللطيفة كي نفهمها علينا...
لطيفة اليوم ننقلها لكم من حديث القرآن عن الجنة. نرى فيها مشهداً صوّره القرآن أجمل تصوير. إنه مشهد أهل الجنة حين يطوف عليهم الولدان والغلمان بالأكواب والأباريق، غلمان كأنهم لؤلؤ مكنون، وولدان إذا رأيتهم حسبتهم...
من المواطن المتشابهة في القرآن الكريم، وصف اليوم بأنه عقيم أو عبوس أو ثقيل. وحول هذه المواطن يكون هذا المقال. فأما وصف اليوم بالعقيم، فجاء في قول الله تعالى: (أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) [الحج:...
من المتشابهات القرآنية أننا نقرأ أحياناً: (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، ونقرأ أيضاً: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). فما الفرق بينهما؟ وردت (ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات في القرآن الكريم، ووردت (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ست مرات، ووردت...
** عندما نتأملُ قولَه تعالى: (إذا جاءَ نصرُ الله والفتح) نتساءل: لماذا لم يقل إذا أتى نصر الله والفتح؟ ما الفرق بين جاء وأتى في الاستعمال القرآني؟ هنا لطيفة، نبَّه إليها أهل اللغة والتفسير، حيث...
أحياناً يختلط على القارئ أن يقول هذا أو ذلك، وفي هذا المقال نبيّن دقة التعبير القرآني في التعبير بأسماء الإشارة، فمثلاً قوله تعالى: «ذلك الكتاب لا ريب فيه»، يمكن التعبير عنها بصور كثيرة، ولكن القرآن...
اليوم نتأمل سورة نزلت وحولها سبعون ألف ملك، قال عنها سيدنا عمر إنها من نجائب القرآن. إننا اليوم نتأمل الآية الأولى من سورة الأنعام. قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ..)...
من المتشابهات في القرآن أن يأتي اللفظ واحداً ويختلف المعنى، ونمثل على ذلك بمركب (أمر الله) والفعل (عزم). يقول تعالى: (فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون) غافر: 78، وقوله تعالى: (جاء أمر...
نقرأ اليوم بعض اللطائف في قصة ذي القرنين، حيث طلب منه الناس أن يصنع لهم سداً، لكنه قال لهم إنه سيصنع لهم ردماً... (قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ...
في القصصِ القرآنيِّ نجدُ كثيراً من اللطائفِ التي استوقفتْ كثيراً من المفسرينَ والمشتغلينَ بالقرآنِ، ومن هذه اللطائفِ نذكرُ كيفَ كانَ الخطابُ بينَ إِخْوةِ يوسُفَ عليهِ السلام، وَأَبِيهم يعقوب.. ولنتأملْ.. عندما يكونُ الأبناءُ في حاجةٍ لأخيهم...