


عدد المقالات 611
بوسعك أن تشاهد ليوم وليلة وسائل الإعلام المصرية، المرئي منها والمقروء، ومعها أو من خلالها حشد من التصريحات لسياسيين ومثقفين يدورون في فلك النظام، فضلا عن الأخبار المتعلقة بالداخل بمعظم مفرداتها، فما الذي يمكن أن تستنتجه كمراقب محايد لا صلة لك بالصراع الدائر، ولا حتى بالبلد، ولنقُل كسائح أجنبي؟ ستستنتج أنك أمام ثنائية سافرة؛ الطرف الأول منها تمثله الدولة بكل مؤسساتها الأمنية والعسكرية والإعلامية والقضائية والمدنية، فيما يمثل الطرف الثاني جماعة سياسية مطاردة، يقبع أكثر من 40 ألفا من قادتها وعناصرها وأنصارها في السجون، بينما يُطارَد من تبقى بشتى الوسائل. لا وجود لقوة سياسية تذكر غير هاتين القوتين في الحالة المصرية، وذلك بعد عامين اثنين على الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب؛ والذي حكم بالإعدام في مهزلة قضائية بامتياز، ومعه المئات من قادة الجماعة وعناصرها. وحين يطلب الرئيس، أو قائد الانقلاب من القوى السياسية أن تشكل قائمة موحدة في الانتخابات، فلك أن تتخيل ما الذي يعنيه ذلك، ليس على الواقع السياسي الراهن من حيث غياب أية قوة سياسية يمكنها الحصول على نسبة معتبرة في انتخابات حرة، بل أيضا على حقيقة الديمقراطية التي يبشر بها من جاؤوا بزعم أنهم سيستكملون ثورة يناير، إذ لا تعرف أية ديمقراطية في العالم شيئا اسمه قائمة موحدة يطلبها الرئيس، وسيحدد بالتأكيد حصص كل فريق منها!! وحين يشرع النظام في مطاردة شركائه في الانقلاب، مثل أحمد شفيق على سبيل المثال، وتبدأ حشود من النخب التي شاركته مسرحية 30 يونيو في الانفضاض من حوله، منددة بالدولة البوليسية، وتقوم أجهزة الأمن بتسريب مكالمات السياسيين لمذيع «مخبر» كي ينشرها على الهواء، فلك أن تتخيل الدرك البائس الذي وصلته اللعبة السياسية في البلاد. وحين يصبح قادة الرأي في مصر التي خرّجت جحافل من المفكرين والمبدعين، هم حفنة من مقدمي برامج «التوك شو»، من أرباع المثقفين، وممن يقفزون من حضن إلى حضن، بما في ذلك حضن القذافي نفسه، فلك أن تتخيل واقع البلد على مختلف الأصعدة. وحين يفشل الوضع الجديد في تقديم أي إنجاز للناس، غير مشاريع يصفها الناس بأنها «فنكوش»، أي بيع للوهم، بينما يناشد نجوم «التوك شو» الناس بالصبر، لأن الرئيس قلبه معهم، ولكن «الإيد قصيرة»، و»الوضع صعب»، فهذا يشير إلى حقيقة ما يبشر به الوضع الجديد الناس. يحدث ذلك رغم عشرات المليارات التي تدفقت على البلد منذ الانقلاب وحتى الآن. ما يعنينا في هذا المشهد المحزن هو أن الانقلاب بات حقيقة لا يماري فيها عاقل، وأن كل عملية الشيطنة التي مورست ولا تزال ضد جماعة سياسية لم تغير في حقيقة أنها ما زالت تحظى بتأييد قطاع عريض من الناس، ولو كان الأمر غير ذلك لما كانت هناك حاجة لاستمرار هذه الحملة اليومية ضدها. وقد قلنا مرارا إن المشكلة التي يواجهها النظام تتمثل في أن من المستحيل عليه أن يقمع القوة السياسية الأولى في البلاد من دون أن يعسكر المجتمع برمته، وينشر رداء القمع على رؤوس الجميع، ويحوّل البلد إلى ساحة للكذب والتهريج من قبل أبواق تعمل بـ»الريموت كنترول»، وتتحدث عن مؤامرات خارجية لا وجود لها من أجل إقناع الناس بتجاهل حالة القمع، ومعه الفشل على كل صعيد، في حين يدرك الجميع أن الوضع العربي والدولي ما زال داعما بكل قوة للنظام، تبعا لموقفه من القوة الأخرى، ومن فكرة أن تستعيد مصر حريتها وريادتها التي ضاعت بدورها، لأن من يريد تغطية القمع لا بد له من أن يستكين لمتطلبات الخارج. إلى أين يمضي هذا الحال البائس؟ من الواضح أن الرحلة قد تطول في مواجهته، وذلك حتى يستعيد المجتمع عافيته بالتدريج، وصولا إلى إدراك حقيقة أنه أمام دولة بوليسية لا تنتج غير الفشل والقمع في الداخل، وتضييع الدور في الخارج، وأن عليه أن يتجمع من جديد لاستعادة ثورته المسروقة، ومعها أمله في حياة أفضل في ظل نظام يعبر عنه، وليس عن أحلام جنرال، ومطالب نخب همها الدفاع عن مصالحها وحسب. • @yzaatreh
هناك إشكالية كبرى واجهت وما زالت تواجه القراءة الإسلامية التقليدية للسيرة النبوية في أبعادها السياسية والعسكرية أو الاستراتيجية، وتتمثل في حصر الأمر في الأبعاد الإيمانية وحدها دون غيرها، وجعل التقدم والتراجع، والنصر والهزيمة، محصوراً فيها؛...
ها نحن نتفق مع صائب عريقات، مع أننا كثيراً ما نتفق معه حين يتحوّل إلى محلل سياسي، رغم أن له دوراً آخر يعرفه جيداً، وإن كانت المصيبة الأكبر في قيادته العليا التي ترفض المقاومة، وهي...
أرقام مثيرة تلك التي أوردتها دراسة نشرت مؤخراً للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، بشأن الفقر في المنطقة العربية، والتباين الطبقي فيها. قالت الدراسة إن مجموع الثروة التي يملكها أغنى 31 مليارديراً في المنطقة؛ يعادل...
منذ ما قبل فوزه بانتخابات الرئاسة، يمثّل ترمب حالة عجيبة في ميدان السياسة، فهو كائن لا يعرف الكثير عن السياسة وشؤونها وتركيبها وتعقيدها، وهو ما دفعه إلى التورّط في خطابات ومسارات جرّت عليه سخرية إعلامية...
الأربعاء الماضي؛ قال الدكتور مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، إن فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، «قد لا ينتهي أبداً»، و»قد ينضم إلى مزيج من الفيروسات التي تقتل الناس في جميع...
بين حين وآخر، تخرج أنباء من هنا وهناك تتحدث عن لقاءات تطبيعية عربية من العيار الثقيل، ثم يتم تداولها لأيام، قبل أن يُصار إلى نفيها (أحياناً)، والتأكيد على المواقف التقليدية من قضية الشعب الفلسطيني. هناك...
في حين تنشغل القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بقضية «كورونا» على نحو أكثر تشدّداً من الدول الأخرى (عقدة الدولة قبل تحرير الأرض هي أصل المصائب!)؛ فإن سؤال القضية الأساسية للشعب الفلسطيني يتأخر قليلاً، لولا أن...
الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، يقيل وزير الصحة؛ وذلك بعد خلافات بينهما حول جدل «الاقتصاد أم الأرواح». حدث ذلك رغم ما حظي به الوزير من شعبية واسعة في البلاد، بسبب مكافحة تفشّي وباء فيروس كورونا. ترمب...
منذ أسابيع و»كورونا» هو شاغل الدنيا ومالئ الناس، ولا يتقدّم عليه أي شيء، وتبعاً لذلك تداعياته المحتملة على كل دولة على حدة، وعلى الوضع الدولي بشكل عام. وإذا كانت أسئلة المواجهة بشكل عام، ومن ثَمّ...
ماطل ترمب كثيراً في اتخاذ أي إجراء في مواجهة «كورونا» من شأنه أن يعطّل حركة الاقتصاد، ولولا ضغوط الدولة العميقة لواصل المماطلة، لكنه اضطر إلى التغيير تحت وطأة التصاعد المذهل في أعداد المصابين والوفيات، ووافق...
في تحقيق لها بشأن العالم ما بعد «كورونا»، وأخذت من خلاله آراء مجموعة من الخبراء، خلصت مجلة «فورين بوليسي» الشهيرة إلى أن العالم سيكون بعد الجائحة: «أقل انفتاحاً، وأقل حرية، وأكثر فقراً». هي بشارة سوء...
نواصل الحديث عن حركة «فتح» أكثر من «حماس» التي اختلفنا معها حين خاضت انتخابات السلطة 2006، وكذلك إثر الحسم العسكري في القطاع رغم مبرراته المعروفة، والسبب أن الضفة الغربية هي عقدة المنشار في مشهد القضية...