ما يضحكك اليوم يبكيك غداً

أينما تذهب وأينما تكون في وسائل التواصل إلا وهناك نكتة من هنا وهناك معظمها عن الزوجات وخاصة الخليجية والعربية..بل الحياة الزوجية ككُل..لتغرس فكرا جديدا في عقول الناس، بأن الزوجة مكروهة لدى الزوج، نكدية وأنه يتمنى الخلاص منها بأي شكل وبأي صورة، الزوج عادة مهمل لا يهتم بنظافته ورائحته والتخفيف من كرشه ومدخن، بل حتى وصلت لمحاولة الزوج قتل زوجته والفرح بموتها.. تفرعت النكتة للتطاول على الاسرة وعلى محورها (الأم والأب) … فمن تضحك وتستهزئ بهما (الزوج والزوجة) هما والدان.. نعم.. والاهتمام بالنكت وصل للأهمية ما يفوق اهتمامنا بالكتب وما يجري حولنا.. وقد لا نقرأ ولا نبحث سوى عنها والأحدث منها … والعجيب المقارنات بين العربية والخليجية، والعربية والأجنبية.. قد تكون هناك بعض الحالات لماذا التعميم.. وتقبل المجتمع لهذا الفكر المريض والتشجيع له.. ان أفرحنا وأضحكنا اليوم فسيبكينا غداً.. لسبب بسيط أن اليوم مختلف عن الغد.. هذه الرسائل مستقبليها الشباب والاطفال.. وجميعاً نعرف الأجندة العالمية.. وموضوع الشواذ والمثلية.. للعلم ما تعلمته أجيالنا مغاير بالتمام والكمال عن ما يتعلمه أجيال اليوم والمستقبل.. لا ننسى ولا نتناسى الفئة التي تصل له! الشاب المقبل على الزواج.. الشباب الذي يعتبر أن الزواج موضة قديمة وللبنت التي لديها مطالبات حالمة في شريك المستقبل.. للزوج الذي يعمل ليؤمن حياة آمنة ويكد ويتعب من أجل سعادة عائلته الزوجة التي ترى الرومانسية فقط في المسلسلات التركية وغير موجودة بواقع حياتها وتتلهف لتعيش بعض اللحظات.. لا نتناسى ان النكتة هي سلاح ذو حدين النكتة من أسرع الوسائل وأنجحها لغسيل المخ.. وقدرتها على غزو المجتمعات، لترسخ في العقول وتفكك المجتمعات.. والنكتة استخدمها الاحتلال البريطاني في مصر لكسر شوكة الصعيد الأحرار الذين أذاقوا الإنجليز صروفا من العذاب بثوراتهم ضد الاحتلال البريطاني آنذاك، ساهموا في انتشار الاستهزاء والسخرية بالنكت وألصقوا فيهم صفة الغباء والكسل والفوضى، وهم في الحقيقة أكثر الشعوب نخوة وكرما، بل وقدموا للعالم العربي الكثير من العباقرة والكتاب. نعود للمحششين من التعاطي والتأثير على الفكر العربي مما دعا بعض الحكومات إلى إطلاق حملات فورية لتوعية شعوبها بخطر تداول هذه النكت لمساهمتها في قبول الأطفال لهذا السلوك الإجرامي الخطير. لماذا لا تنتشر رسائل الوفاء والحب والتضحيات فتاريخنا يعج بها ولماذا لا نروج ونذكر بتعامل سيد الخلق صلى الله عليه وسلم مع زوجاته.. كم من رجل فقد زوجته بسبب طلاق أو موت فاسودّ العالم في عينيه وهام في الدنيا حزنا وضيقا وانكسارا.. نعم نحتاج لأن نضحك نحتاج لمساحة خاصة ونفضفض نحتاج أن نستهزئ ونكون بعيدون عن شخصيتنا مع اصدقائنا وأحبائنا لا تنشر أفكار الغرب والليبرالية لترويج الزنا والعشيق والمخدرات وتروج الحرام، وتحاول ان تبحث عن سعادة مزعومة في آخرين. كن سفيرا لمجتمعك، وزيرا لعائلتك، مديرا متحكما في ما ينشر ويعتمد ويرسل للآخرين.. هكذا تكون القيادة والحماية والأمان.