عدد المقالات 168
اعتمدت المنظومة التعبوية الداخلية للتيارات والأحزاب الشيعية في الوطن العربي وخارجه على جوقة من التبريرات والشعارات من أجل شحن المقاتلين إلى سوريا من أجل القتال إلى جانب بشار الأسد ونظامه، وتعتمد هذه الشعارات بشكل أساسي على إثارة العاطفة المذهبية وشعور المظلومية ونبش ثاراتٍ مات طرفاها منذ مئات السنين وقد وصل بهم الأمر إلى رفع شعار «لن تسبى زينب مرتين» وكأن المعركة مع جثة زينب أو عظامها التي في قبرها -رضي الله عنها- لا مع بشار الأسد ونظامه. توظيف فج للخطاب المذهبي ولموروثات تاريخية يهدف لتغمية وتعمية الجماهير التي تُقاد إلى المعركة عن أصول المشكلة وسبب اندلاع الحراك في سوريا، الأمر الذي زاد من تعقيد المشهد السوري بسبب الإقحام المتعمد للطائفية حتى تخدم مصالح السياسيين الذين في مجملهم لا يعرفون الله إلا في صلاة العيد وبعض الطقوس والمناسبات التي تظهر على التلفاز، ولا أدري إن كان الطفل حمزة الخطيب ورفاقه يعرفون زينب سوى تلك الطفلة التي طالما داعبوها وهم في طريق عودتهم من المدرسة. بعضهم بسماجة كان يقول إنها حرب من أجل فلسطين وإن الطريق إلى القدس يمر عبر القصير وكنت أعتقد قبل ذلك أن الطريق إليها من لبنان يكون عبر مزارع شبعا ومن سوريا يكون عبر الجولان لا عبر جثث الأطفال والأبرياء الذين نادوا بحريتهم وكرامتهم في مقابل هذا العناد والظلم والتكبر والعصبية التي تقول: «الأسد أو تفنى البلد». لا أعرف إن كان بوتن هو الآخر جاء من أجل ألا تسبى زينب مرتين أو جاء ليقول بأن الطريق إلى فلسطين يكون من الزبداني، لا بل كان واضحاً حين قال بالحرف الواحد: «علينا احترام مصالح إسرائيل المتعلقة بسوريا» وقال أيضاً: نحن موجودون لحماية بشار الأسد ولن نسمح بالإطاحة به وموجودون لدعم عمليات الجيش السوري، وبعيداً عن كلماته فإن مبررات حضوره وتحالفه أياً كانت تنسف خطاب حلفائه وشعاراتهم الطائفية إلا إن كان قد جاء ليبحث عن «المهدي» معهم. (للمعلومة هم يتفقون مع عقيدة أهل السنة والجماعة في قضية خروج المهدي في آخر زمان إلا أن هناك اختلافا بين رواية أهل السنة حول صفاته وعلامات وأمارات خروجه وما شابه وهذا ليس موضوعنا في هذا المقال). غير أن لبوتن -دأبُ كل الطغاة أو أصحاب الحكم الشمولي أيضاً- بعضَ المرجعيات الدينية (التي هي أقرب للبيادات من كونها مرجعيات) التي تبرر له وتسوق لمشاريعه وتدخلاته أياً كانت ومن ذلك قول الكنيسة الأرثوذكسية الأوسع انتشاراً في روسيا إن ما يجري هو حرب مقدسة. التدخل الروسي زاد في كشف سوءة بعض المرجعيات الدينية التي استخدمها الساسة مطية لتغليف وتزيين جرائمهم وأطماعهم السياسية وحروبهم التوسعية، التي تأتي لتغذية جموح هذه الأنظمة الساعية إلى النفوذ والسيطرة وفرض حكمها الجبري على الناس بعد أن تضمن لنفسها البقاء والأمان، كذلك تقودها في الكثير من الأحيان مع طموحها أحقادها وتقاطع المصالح هو الذي يشكل الحاضنة لهذه الأحلاف. كل هذه الخطابات الغزيرة بالتطرف العقدي والتي أشعلت بشكل أساسي نيران الطائفية في سوريا ومن قبلها في العراق هي خطابات مباركة ما دامت لا تضر مصالح «إسرائيل» وأميركا وما دامت تحرق المسلمين وحدهم دون غيرهم ولا يمكن وصفها بالإرهاب والسكوت عنها وعن ما أنتجته هو بمثابة الرضا من النظام الدولي الذي يريد للأمة أن تبقى غارقة في ثياب الرجعية والتخلف والتبعية لأن نهضتها باختصار هي الخطر الذي يتهدد أنظمة الظلم العالمي وهذا ما يعرفونه جيداً ويصرح بعضهم به على استحياء. ❍  @rdooan
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...