


عدد المقالات 168
قرار إجراء الانتخابات البلدية في فلسطين جاء بضغوط دولية على «السلطة» حسب تصريحات مسؤوليها، ويأتي بعد شهور من انتفاضة القدس وأسابيع من خفوت حدة عملياتها ومواجهاتها، وهنا عدة علامات استفهام حول مغزى التوقيت وأهدافه من هذه الناحية ومدى تأثيره على الحالة الثورية في شوارع الضفة والقدس والداخل المحتل والتي التهبت خلال الشهور الأخيرة، وهل كان هذا آخر ما في الجعبة للقضاء على ما تبقى من روحها؟ ليس هذا هو الموعد الطبيعي والمفترض لإجراء الانتخابات البلدية الفلسطينية فقد تأجلت قبل ذلك بحجة أنها لا يمكن أن تنجح بدون وجود مصالحة فلسطينية وهذا افتراض صحيح إلى حد كبير، وإجراؤها هذه الفترة يعني إشغال المجتمع الفلسطيني وكوادره الحركية والشابة في أتون الدعاية الانتخابية والاستقطاب السياسي بعيدا عن المعركة مع الاحتلال، مع تمنياتي أن ينتهي الاستقطاب بانتهاء العملية الانتخابية، وأن لا يزداد الانقسام ولا تأثيراته التي تشغلنا على حساب المعركة مع الاحتلال. الغاية الأساسية للفصائل الفلسطينية خصوصا تنظيمي حماس وفتح من دخول هذه الانتخابات يتجاوز خصوصية وطبيعة عمل وصلاحيات البلديات إلى هدف أعم وأشمل وهو إثبات حجم شعبيتهما والتفاف الجماهير حول البرنامج السياسي لكل منهما، فالحديث حتى اللحظة يتركز سلبا أو إيجابا حول طبيعة العمل السياسي والحكومي وحتى النضالي لكلا الفريقين خلال الفترة الماضية وإن كان بعضهم في ذلك حبيس التاريخ لا الواقع. وهدفهم من إثبات حجم الالتفاف الشعبي إرسال رسائل للخارج أكثر من كونها للداخل وهي رسائل مزدوجة للأعداء والأصدقاء على حد سواء ترى فيها حماس فرصة لكسر عزلتها الإقليمية وتعزيز حضورها الإقليمي والعربي وترى فيها فتح تعزيز لمكانتها و»شرعيتها» إقليميا ودوليا، غير أن هذه أمنيات أكثر من كونها فرضيات واقعية فالعالم يقر بأصوات القذائف والرصاص أكثر من إقراره بالأصوات الانتخابية. فمن تريده القوى الغربية تأتي به ظهر دبابة -إن استطاعت- ورأي الشعوب في هذه الغابة العالمية مجرد طقوس شكلية لا تغير على أرض الواقع شيئا وتحافظ عليه سوى بمقدار ما تمتلكه من أنواع وأشكال القوة المختلفة وفي مقدمتها القوة العسكرية.
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...