


عدد المقالات 604
عدم وجود سوابق، وغياب التراكم الديمقراطي، لدولة كمصر. يصيب بعض العامة، وأحيانا النخبة .الشعور بالدهشة وكثير بالإحساس بالتشفي، خاصة وإذا جاء الأمر موافقاً لرؤاهم، ومواقفهم السياسية، عندما يتم الإعلان عن استقالة مسؤول، باعتباره دليلاً عن وجود أزمة، أو خلاف داخل الوزارة، أو المؤسسة التي ينتمي إليها هذا المسؤول. مثلما حدث مع استقالة نائب رئيس الجمهورية المستشار محمود مكي .أو الوزير محمد محسوب، وهو أحد النجوم اللامعة، الذين ينتظرهم مستقبل سياسي زاهر حافل. ويرجع تفسير هذه الظاهرة إلى أن التاريخ المصري حافل بالإقالات للوزراء على مر الأزمنة، سواء في زمن عبدالناصر، أو السادات، وكذلك الرئيس السابق مبارك، دون أن يكون هناك استقالات. لدرجة أن العرف في مصر كان يتحدث عن الوزير لا يعرف لماذا جاء إلى الوزارة؟ ولماذا خرج منها ؟ وكان هناك بعض الوزراء، لديهم بعض الحصانة ضد العزل والإقالة، أشهرهم فاروق حسني وزير الثقافة، الذي صمد في منصبه، تغير عليه عدد من رؤساء الوزارات، رغم الكوارث العديدة التي حفل بها عهده. والمفروض أن يتحمل المسؤولية السياسية عنها، ورغم كثير من أسئلة الإحاطة والاستجوابات، ولم يخرج من الوزارة سوى بعد الثورة. وتميزت حكومات مبارك عموما بالتكلس والجمود. لم يدرك الكثيرون بأن مصر جديدة قد ظهرت بعد الثورة. وأن كثيراً من الأمور قد تبدلت. وتحول المنصب الوزاري إلى "مغرم دون أن يكون مغنماً" وفي زمن ما قبل الثورة، عندما تولى فيها بعض رجال الأعمال مناصب وزارية. كان الوزير يتحدث عن حجم التضحيات التي قدمها لمصر. بعد تخليه عن مصالحه وأعماله، ولم يكن الأمر صحيحا بالمرة، بعد "الزواج بين السلطة والثروة". وعدم الفصل بين المال العام والخاص، وظهر بعد سقوط النظام، الحجم الرهيب من الفساد، الذي ارتكبه الوزراء من رجال الأعمال. والتضخم الهائل في ثرواتهم. وهو ما كشفت عنه التحقيقات القضائية. بينما الوزارة الآن "تكليف دون أن يكون تشريفاً". يواجه المسؤول حجماً من المشاكل المتراكمة من سنوات سابقة. وثورة من التطلعات، والمطالب الفئوية، يعجز الوزير عن حلها. ولكل هذا، لا أجد أي سبب للاحتفاء بكل استقالة من مسؤول، من المعارضة المصرية. على أساس أنه دليل على انهيار النظام. بينما الأمر يبدو طبيعيا، وتفسيره بسيط وسهل. والأمثلة أكثر من أن تذكر، ومن ذلك استقالة بعض الهيئة الاستشارية للدكتور محمد مرسي. فعندما تم اختيارهم كانت التجربة جديدة. وتم اختيار أعضائها من منابع فكرية متباينة، من أقصر اليسار إلى أقصى اليمين، ومن الطبيعي جدا أن يتم الاختلاف في الرؤى والمواقف. وعندها تصبح الاستقالة عادية. دون أن يعني ذلك لا أزمة للرئاسة، وانقسام داخلها. نفس المسألة عند الإعلان عن استقالة محمود مكي نائب الرئيس. الذي يدرك بأن الدستور الجديد لمصر جاء خاليا من منصب نائب الرئيس، في مسعى إلى تعزيز دور رئيس الوزراء, فتقدم الرجل باستقالة، في موقف يتسم بالفروسية، ونكران الذات. واستمر كما جاء في نص الاستقالة جندياً يخدم الوطن في أي موقع. يشرف الآن على الحوار الوطني. ويقوم بإنجازات مهمة باتجاه حل الخلافات بين القوى السياسية. والتوصل إلى قواسم مشتركة حول العديد من الخطوات، وآخرها قانون الانتخابات الجديد، وزير آخر هو وزير الاتصالات هاني محمود، الذي أعلن بكل وضوح، بأنه يشعر بأن العمل الحكومي، بعد كل السنوات التي قضاها في القطاع الخاص لا يتناسب معه. فقدم استقالته منذ شهر، وطلب منه رئيس الوزراء إرجاءها، حتى إعلان نتيجة الاستفتاء، والدكتور محمد محسوب الذي استقال، وحدد أسباب ذلك، في ضرورة تقديم الوزارة لاستقالتها للرئيس، بعد إقرار الدستور. وبعد ظهور خلافات في الرؤى مع رئيس الوزراء. الأمر طبيعي، ويحدث في كل الديمقراطيات، ولكنه يبدو جديداً في مصر، ويجب أن تعود على ذلك.
لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...
عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...
هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...
إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...
عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...
بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...
أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...
بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...
المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...
أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...
لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...
لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...