alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

اللاجئ الفلسطيني يكشف التناقض الأميركي

03 سبتمبر 2018 , 12:42ص

أوقفت الإدارة الأميركية، أمس الأول، بالكامل تمويلها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، تُعتبر الإدارة الأميركية من أكبر المساهمين في دعم ميزانية الأونروا، يجري هذا بالتزامن مع تقليصات أميركية للمساعدات الإنسانية المقدمة للفلسطينيين. من أبرز التبريرات والعبارات التي ساقها أعضاء من إدارة ترمب ومؤيديه في معرض حديثهم عن قرار وقف الدعم وتقليص المساعدات، تلك التي تشكك في أعداد اللاجئين الفلسطينيين حول العالم، والذين يبلغ تعدادهم قرابة الستة ملايين لاجئ -مسجلين لدى الأونروا- وحسب مركز الإحصاء الفلسطيني، فإن اللاجئين الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها حتى بداية عام 2017 بلغ قرابة الثمانية ونصف مليون لاجئ. أما إدارة ترمب فتزعم أن أعداد اللاجئين أقل من ذلك بكثير، وأنهم فقط من تبقى حياً من الذين هُجّروا من ديارهم إبان النكبة عام 1948، وكان تعدادهم في ذلك الوقت ٧٥٠ ألف لاجئ تقريباً من دون أبنائهم وأحفادهم. جدلية جديدة أثارها الاحتلال منذ مدة وتنساق خلفها اليوم الإدارة الأميركية، وما هي إلا واحدة من جملة الأضاليل التي تفضح أسس الكذب والتزوير والعدوان التي تأسس عليها الكيان الصهيوني في فلسطين، وتكشف من ناحية أخرى حجم التناقض الأميركي والغربي تجاه قضية فلسطين والموقف من الصهيونية. «إسرائيل» كيان صهيوني عدواني قام بدعم غربي عسكري سياسي ودبلوماسي، وتبرعات مالية أميركية وغربية سخية، بحجج واهية، وأباطيل تزعم بأن أرض فلسطين كانت ملكاً لهؤلاء اليهود قبل حوالي ألفي عام. انظروا إلى التناقض الأميركي والغربي الذي لا يعترف بحق ملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين تشردوا عن ديارهم وديار أجدادهم، قبل بضعة عقود، بينما يعترفون بكيان «إسرائيل»، وشرعية مستوطنيه، رغم أنه نشأ وفق أكاذيب وأساطير عمرها آلاف السنين. «شلومو زاند» أكاديمي إسرائيلي معروف، من أبرز المؤرخين الذين فضحوا تلك الادعاءات الإسرائيلية والصهيونية، وقال في أكثر من كتاب ومقال حول الأمر بأن الفلسطينيين هم سكان الأرض الحقيقيون، تحول غالبيتهم من المسيحية أو اليهودية إلى الإسلام، ولم يُنف شعبٌ كامل، أو يستبدل بآخر في فلسطين. حكومة الاحتلال الإسرائيلي طلبت من إدارة ترمب التدرج في إلغاء «الأونروا» خوفاً من أن تؤدي زيادة الضغط على الفلسطينيين إلى انفجار الأوضاع الأمنية، خصوصاً في قطاع غزة، الذي يعاني من أوضاع اقتصادية وإنسانية حرجة، إلا أن ترمب تدحرج في خطواته سريعاً. أكثر من نصف الفلسطينيين حول العالم من اللاجئين المدرجين ضمن سجلات «الأونروا»، ويتلقون مساعدات دورية، وأكثر من نصف سكان قطاع غزة لاجئون، ستنعكس الآثار السلبية عليهم، وعلى سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها سريعاً. بالإضافة إلى تأثر الخدمات الطبية والتعليمية التي تقدمها، يدرس في مدارسها 526 ألف طالب وطالبة، كان عامهم الدراسي مهدداً حتى قبل أسابيع، فقد ترددت كثيرٌ من الشائعات التي تبددت حول إمكانية أو عدم تمكن الوكالة من افتتاح مدارسها هذه السنة، لكن التخوفات تبقى قائمة. لا يمكن حصر التأثيرات الخطيرة والكارثية لنتائج تصفية أنشطة وكالة الأونروا، الفلسطينيون غالبيتهم العظمى لاجئون دون أرض، ودون ممتلكات، ودون اقتصاد، والاحتلال يحتل أرضهم وسماءهم والمياه، حتى التاريخ يحاول احتلاله، والمستقبل يعمل على مصادرته، القليل من استطاع الخروج من دائرة العوز بجهدٍ غير عادي، من الصفر بدأ، وإلى ما دون الصفر يريدون أن يعود الفلسطيني. سرقوا وطنه، والآن يسرقون أحلامه، ورغيف خبزه، ثم ماذا بعد؟ هذا وهم، لن تنتهي القضية، ولن يسقط الحق، اليد التي تمتد إلى النور والتنور تحترق.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...