alsharq

أسامة عجاج

عدد المقالات 604

السودان على المحكّ .. الحل في استمرار الثورة (2-2)

03 أغسطس 2019 , 12:46ص

اعتقد المجلس العسكري أن فض الاعتصام سوف يؤدي إلى تجريد قوى الحرية والتغيير من أداة الضغط الرئيسية التي تملكها، ويسهل من ثمّ الإملاء عليها أو تجاوزها كلياً، وكان رد الشارع حاسماً قاطعاً «نحن مع دولة مدنية»، بعد أن سئمنا من حكم العسكر، حيث بدد فض الاعتصام ما تبقى من ثقة بين المجلس العسكري وقوى إعلان الحرية والتغيير، التي أعلنت عن إضراب سياسي وعصيان مدني، بدأ في 14 يونيو الماضي واستمر ثلاثة أيام كاملة، وتحققت فيه استجابة واسعة ليس في الخرطوم فقط ولكن في أنحاء السودان، والتي أكدت حجم الدعم الشعبي لقوى الحرية والتغيير، وبعدها كانت التظاهرة الكبرى يوم 30 يونيو الماضي، والتي أعادت التوازن بين أطراف الأزمة، والذي اختل بشدة بعد فض الاعتصام لمصلحة المجلس العسكري، فقد أوضحت لجميع الأطراف بما فيها القوى الخارجية، أن جزءاً مهماً من السودانيين يقف إلى جانب قوى إعلان الحرية والتغيير في مواجهتها مع المجلس العسكري، وكان هذا التحرك وراء حسم نقطة الخلاف الرئيسية المتعلقة بنسبة تمثيل المدنيين والعسكريين في المجلس السيادي، بحيث يكون لكل طرف منهما خمسة أعضاء، إضافة إلى عضو حادي عشر، مدني ذي خلفية عسكرية، وقد نص الاتفاق على تأجيل مناقشة مسألة المجلس التشريعي لمدة ثلاثة أشهر، وتشكيل قوى «إعلان الحرية والتغيير» لمجلس وزراء، وتكوين لجنة تحقيق وطنية بشأن أحداث العنف التي وقعت خلال الفترة الماضية، كما حدد الاتفاق مدة الفترة الانتقالية بثلاث سنوات وثلاثة أشهر، بحيث يتولى زمام الأمور في الواحد والعشرين شهراً الأولى منها العسكريون، في حين يتولاها في الثمانية عشر شهراً المتبقية المدنيون، وتعقبها انتخابات عامة تعود بالبلاد إلى الحياة الديمقراطية. ورغم التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، الذي يتضمن ملامح الفترة الانتقالية، وصلاحيات وسلطات المجلس الانتقالي، ورئيس مجلس الوزراء، خاصة في ظل شعور ومخاوف من النوايا الخاصة للمجلس العسكري، بعد ما صرح به عبدالفتاح برهان، بأن قرارات مجلس الوزراء والمجلس التشريعي تتطلب موافقة مجلس السيادة، مما خلق نقاط خلاف وتحفظات على بنود في الإعلان، ومنها البند الخاص بالحصانة المطلقة لقادة المجلس العسكري، وهو بند مريب يعني تخوف أعضائه من الملاحقة القضائية في مرحلة لاحقة، كما نصت وثيقة الإعلان الدستوري على ضرورة إعادة هيكلة القوات المسلحة على أن يقوم بذلك قادتها العسكريون، بينما تغاضت عن وضعية قوات الدعم السريع، وحددت مهام جهاز الأمن والاستخبارات عند إعادة هيكلته، في جمع المعلومات وتحليلها، على أن يكون تابعاً للسلطة السيادية والتنفيذية وفقاً للقانون. المؤشرات تقول إن المجلس العسكري لن يسلم السلطة للمدنيين أبداً، أو على الأقل بدون تسويف، ويعول على زمن المرحلة الانتقالية، وإمكانية تغيير في موازين القوى بينه وبين قوى الحرية والتغيير، وأحد مؤشرات ذلك الحرص على الإبقاء على قوات الدعم السريع، التي تمثل قوة لأحد الطامعين في الرئاسة «حميدتي»، مع نوعية الموضوعات التي ناقشها هو في القاهرة، مثل الموقف من مياه النيل، والتي تجعله كما لو كان رئيساً قادماً، وليس نائباً لمجلس انتقالي عسكري ستنتهي مدته بانتهاء تلك المرحلة. وأخيراً: حل أزمة السودان في استمرار استخدام الشارع والجماهير كعامل حاسم في تحديد شكل السودان الجديد، الذي يتوق إلى سلطة مدنية قادرة على حل تحديات المرحلة المقبلة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.

وشهد شاهد من أهلها!

لا أدري إذا كانت تصريحات المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، حول حقيقة ما جرى منذ هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر الغادر على العاصمة الليبية طرابلس في أبريل من العام الماضي، نوعاً من إبراء...

سدّ النهضة.. أزمة في انتظار الحسم

عندما يتعلق الأمر بحاضر ومستقبل أكثر من مائة وخمسين عربي في مصر والسودان، فنحن في حاجة إلى الاصطفاف والحذر، والحرص في التناول والتعامل أثناء التعامل مع ملف سد النهضة، وعندما تكون القضية تخصّ شريان الحياة،...

ألغام في طريق الحوار!

هاهي أميركا تجني ثمار ما زرعته في العراق، فبعد أكثر من 17 عاماً من غزوها العاصمة بغداد، تجد نفسها مجبرة على الدخول في حوار استراتيجي مع حكومة الكاظمي؛ للاتفاق حول شكل وحجم قواتها هناك، بعد...

تونس.. العبور من الأزمة

إن أي مراقب محايد وحريص على التجربة الديمقراطية الوليدة في أعقاب أنجح نماذج الربيع العربي، لا بدّ أن يقرّ ويعترف بأن هناك أزمة حقيقية تعاني منها تونس، وبداية الحل في الاعتراف بوجودها، والاتفاق على آليات...

قرار الضمّ.. مواقف متخاذلة (1-2)

عندما يجتمع «الهوان» العربي، و»التخبّط» الفلسطيني، مع «الدعم» الأميركي، وموقف «إبراء الذمة» الأممي والأوروبي، فالنتيجة أن المشروع الإسرائيلي لضمّ 30% من الضفة الغربية -وهو قيد التنفيذ- في يوليو المقبل سيمرّ، وعلى الجميع أن يتنظر خطوة...

سد النهضة.. مرحلة الحسم (2-2)

بكل المقاييس، فإن شهري يونيو ويوليو المقبلين هما الأخطر في مسار أزمة سد النهضة، وسيحددان طبيعة العلاقات المصرية السودانية من جهة، مع إثيوبيا من جهة أخرى، وكذلك مسار الأحداث في المنطقة، وفقاً للخيارات المحدودة والمتاحة...

سدّ النهضة.. السودان وتصحيح المسار (1-2)

أسباب عديدة يمكن من خلالها فهم الاهتمام الاستثنائي من جانب الكثيرين من المعلّقين والكتّاب -وأنا منهم- بقضية سدّ النهضة، والأزمة المحتدمة على هذا الصعيد بين مصر وإثيوبيا والسودان، ومنها أنها تتعلّق بحاضر ومستقبل شعبين عربيين،...

الكاظمي.. السير في حقل ألغام

بعد عدة أشهر من استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي، كان الخيار الأول لمن يخلفه هو مصطفى الكاظمي رئيس الاستخبارات العراقية، ولكنه تحفّظ على قبول التكليف، ووسط عدم قبول كتل شيعية له؛ ولكنه أصبح...

في ليبيا.. سقطت الأقنعة (1-2)

المتابعة الدقيقة لمسيرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر تؤكد أن الرجل لم ولن يتغير؛ فقد ظهر بشكل كوميدي لأول مرة في فبراير 2014، داعياً الليبيين إلى التمرّد على المؤتمر الوطني العام المنتخب من قِبل الشعب الليبي،...

في لبنان.. مناطحة الكباش!!

أزمات لبنان الحقيقية تبدأ وتنتهي عند المحاصصة السياسية والطائفية، يضاف إليها الرغبة في التسييس والتأزيم، مع تمترس كل طائفة وتيار وحزب سياسي وراء مواقفه، دون الرغبة في اللجوء إلى التسويات السياسية، أو لقاء الآخر عند...

الكاظمي.. مرشّح الضرورة!

لن تخرج الاحتمالات الخاصة بتمرير الحكومة العراقية الجديدة برئاسة مصطفى الكاظمي، عن هذه الاحتمالات؛ إما أن ينجح الرجل فيما فشل فيه سابقاه محمد توفيق علاوي وعدنان الزرفي، ويصل إلى التشكيلة المناسبة ليتم تمريرها عبر مجلس...

نتنياهو.. السياسي «المتلّون»

لا أسامح نفسي على إطراء شخصية مثل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ولكنه يقع في إطار إقرار واقع وقراءة في مسيرة الرجل، الذي استطاع عبر سنوات طويلة، أن يستخدم أدواته بصورة جديدة، ليحتفظ بالموقع طوال...