عدد المقالات 168
تخيل أن رجلاً يعيش على ضفة نهر ويفصل النهر بين منزله وعمله الذي يسعى إليه كل يوم يكون من الحكمة بمكان أن يتعلم السباحة، وعائلة تعيش في غابة سيكون من الحماقة أن لا يكون لديها بارودة صيد فلا محاكم في الغابة ولا قانون إلا قانون القوة، وأرى أن الدنيا في غالبها أصبحت غابة كبيرة يأكل فيها القوي حق الضعيف وشعارات حقوق الإنسان ظلت حبيسة الأوراق والشعارات. إنسان يعيش تحت احتلال همجي منفلت سواء بشكله الرسمي أو الشعبي من قبيل ممارسات المستوطنين التي تعبر عن المكنونات الحقيقية الموجودة في ذوات الصهاينة، من البديهي أن يتعلم مهارات الدفاع عن نفسه وأرضه وحقه وهذا ما أجازته كل القوانين والشرائع التي عرفتها البشرية، لكنك يا صديقي لست ملزماً بالتفسير الأميركي ولا مجبراً على الانقياد له إلا لو عشت حياتك ضمن فكرة التبعية، فالتفسير الأميركي يرى أن كل ما تقوم به المسماة إسرائيل يعتبر دفاعاً عن النفس وإن أدى ذلك إلى إبادة حي سكني كامل كما جرى في العدوان الأخير على غزة صيف العام الماضي. البعض انقاد بدراية أو جهل خلف النظرية الأميركية التي تقول: إنه يجب عليك أولاً أن تبحث في الأسباب والدوافع التي جعلت «إسرائيل» تقتل ابنك مهما كان حجم مصابك فأنت المتهم أولاً وليس قاتلك، وإن تحللت من كل الشبه والتهم وإن كانت تافهة أو بسيطة من الممكن النظر في أمرك، ومن هذا المنطلق يجب أن نبحث عن مبررات أيضاً لاحتلال الصهاينة فلسطين وطرد غالبية أهلها منها. نعم يجب أن نبحث نحن عن الذرائع لاحتلالنا وأن نقضي أعمارنا وأوقاتنا في جدلية المبررات والدوافع بينما هم يطورون سلاحاً أو يستوردون في كل دقيقة هذا ما يريدونه لنا وهذه عقلية التبع والعبيد. الذي أعرفه هو أن فعل الفلسطيني هو رد الفعل وليس الفعل نفسه، فالفعل والجريمة الأساسية هي سرقة الصهاينة الأرض وتهجير أهلها منها أو قتلهم وسجنهم وجرحهم، ورد الفعل هذا إن كان بعد يوم أو شهر أو سنة أو 67 سنة من الجريمة هو حق أصيل للشعب الفلسطيني لا يسقط بالتقادم. ينبغي القول: إن محمد الدرة الذي قتل أمام شاشات العالم بدمٍ بارد لم يلتحق في حياته بمخيمات طلائع التحرير، وكذلك الرضيعة إيمان حجو وآلاف الأطفال الشهداء الذين قتلوا وأحرقوا بدمٍ بارد وما زالوا الذين كان آخرهم حتى كتابة المقال الطفل الرضيع علي دوابشة الذي أحرقه مستوطنون صهاينة هو وعائلته أحياء بينما كانوا نائمين ينتظرون ضوء الصباح، دون أن تنفعهم شعارات السلام أو الوئام التي لم ولن تحمي أطفالنا من جور اللئام. مخيمات طلائع التحرير التي يعمد البعض إلى تضخيمها ومهاجمتها في تساوق غير مفهوم أو بريء أو ربما لنزوة الظهور بشكل ملفت أو مختلف، ليست أكثر من مخيمات كشفية يتم تمرين الفتية فيها وحتى كبار السن على مهارات الدفاع عن النفس والتعامل مع المخاطر والحرائق وتعزيز فكرة وثقافة المقاومة لدى الجيل في ظل الصراع الثقافي المحموم في محاولة لتدجين الفتية وحرف بوصلتهم، لمدة أسبوع واحد فقط وليست معسكرات تجنيد ورغم أن الالتحاق بها طوعي فإن 25 ألف منتسب إلى هذه المخيمات التي تقيمها كتائب القسام في قطاع غزة يعتبر رقماً قياسياً بالنسبة إلى عدد السكان، وقابلت كثيراً من الذين التحقوا بهذه المخيمات كلهم يعبرون عن سعادتهم بها واستمتاعهم ببرامجها التي لا تنحصر بالمهارات الكشفية أو تعلم الرماية، بل هناك برامج ومحاضرات معرفية وثقافية ودينية. في الكثير من دول العالم يتعلم الفتية الرماية في مراحل عمرهم الأولى لأسباب مختلفة دون أن يكون هناك خطر حقيقي يتجهم البلاد، وبعضهم يتعلم ذلك هوايةً وتسلية ومرحا، إلا أنهم هنا يجدون في رائحة البارود نسيم بلادهم المسلوبة وعبق دماء الشهداء. في ولاية نيوهامشر الأميركية يجيز القانون للأطفال بسن 13 عاما الزواج وإن اعترض الوالدان، وهم يقيمون في بلداننا العربية مؤسسات خاصة تعنى بالمرأة والطفل والزواج المبكر وغيرها من الشعارات، ويلاحقون الشعوب والحكومات ويغرقونهم في التفاصيل للتقوقع وهم مستمرون في النهوض والتوسع. 
«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...
تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...
ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...
قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...
في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...
النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...
عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...
ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...
مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...
قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...
في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...
إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...