alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

تهديدات وتحديات أمام أطماع الاحتلال بالضفة!

03 يونيو 2019 , 12:59ص

يدور داخل أروقة الكيان الصهيوني نقاش طويل حول جدوى ضم الضفة الغربية للكيان رسمياً ونزعها من تحت إدارة السلطة التي يقودها محمود عباس، وقلتُ إدارة ولم أقل سيادة، لأن الجيبات الإسرائيلية تعربد في شوارع الضفة ليل نهار، وإدارة السلطة للضفة فيها شك أيضاً. غير أن ضم الضفة الذي يتصاعد الحديث حوله صهيونياً تكتنفه مخاطر جسيمة وتحديات أمنية لا يمكن التنبؤ بها بسهولة، فإن كان الضم الكامل للضفة، فهذا يعني أن أكثر من مليونين ونصف مليون فلسطيني سيخضعون رسمياً للقوانين والأنظمة الإسرائيلية. إلا أن التحدي الحقيقي فيما بعد الضم، فالكثير من الأصوات داخل الكيان الإسرائيلي ترى في هذا العدد تهديداً ديموغرافياً خطيراً لتركيبة الكيان، فهؤلاء حال ضمهم من الممكن أن يشكلوا لاحقاً أغلبية داخل الكيان بما يهدد الحلم الصهيوني. حاول الاحتلال استدراك ذلك مبكراً من خلال سن قوانين عنصرية، أبرزها ما يسمى قانون القومية اليهودية، الذي ينص على أن الحق في الإقامة داخل «إسرائيل» هو لليهود فقط دون غيرهم، يفسر القانون على أنه احترازي أكثر من كونه واقعياً أو قابلاً للتطبيق في الفترة الحالية. هناك أكثر من مليون وثمانمائة ألف فلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 التي تخضع لإدارة إسرائيلية كاملة، ويشكلون ما يزيد عن %20 من نسبة سكان كيان الاحتلال الإسرائيلي، ويحملون بطاقات هوية إسرائيلية، فيخشى الصهاينة من كابوس حصول أغلبية فلسطينية عربية داخل كيانهم حال ضم الضفة، وإضافة أكثر من مليونين ونصف مليون تحت الإدارة الرسمية الإسرائيلية. فهؤلاء إن امتلكوا حق الانتخاب والحقوق الكاملة سيغيرون وجه الكيان، وبدهياً لن يسمح الصهاينة بذلك، وإن لم يحصلوا على حقوق سيشكلون تهديداً أمنياً خطيراً لاستقرار كيان الاحتلال. الاحتلال من شدة طمعه ونهمه ربما يبتلع السم الذي يقضي عليه في يوم من الأيام، لذلك هو اليوم أمام تحد تاريخي وتهديدات غير مسبوقة إن استمر في توسعه، فهو يهدد ملايين الفلسطينيين في أرضهم ووجودهم من جديد، في حقبة احتلالية جديدة لابتلاع ما تبقى على الأرض فماذا يتوقع منهم؟ الواقع الدولي والإقليمي المساند للاحتلال وخطواته التوسعية هو ما يشجعه على المزيد من الظلم والغطرسة، وابتلاع ما تبقى من الأرض، ويأتي مؤتمر البحرين التضليلي في السياق ذاته، إلا أن الاحتلال ، ومعه إدارة ترمب، يقودون المنطقة لذروة الاحتدام في ظل رفعهم شعارات السلام. العقلية الإسرائيلية الصهيونية تفكر في الوقت ذاته بمعالجة التحدي الأمني بطريقة عسكرية كعادتها منذ احتلت الأرض وطردت منها جل أهلها، فلن تتورع عن تكرار جرائمها الأولى المستمرة، فمن بين ما يطرحونه مشاريع تهجير وترانسفير جديدة. هدوء الأوضاع الأمنية والميدانية في مناطق الضفة الغربية أغرى الاحتلال وزاد شهيته للتوسع والتمدد، في ظل التنسيق الأمني، فبات يهدد بضم الضفة بكل بساطة، وكأنه يتحدث عن أرض ليس فيها ولا لها شعب باستسهال عجيب، إلا أن هذه الاستسهال وَهْم، فالفلسطينيون الذين اكتظت بهم ساحات المسجد الأقصى في ليلة السابع والعشرين من رمضان لن يتركوا قضيتهم ولا حقهم ولا إيمانهم. الواقع صعب بكل تأكيد، إلا أن قضية القدس وفلسطين مرتبطة بإيمان الأمة، وليس فقط بفكرها، فما دام في هذه الدنيا مؤمن فلن تغيب ولن تُصفى، وسيبقى الساعون لها والمؤمنون حتى يتحقق وعد الله.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية،...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...