alsharq

رضوان الأخرس

عدد المقالات 168

صفقة القرن وعبث الاتهامات!

02 مارس 2020 , 02:17ص

قادت السلطة الفلسطينية -على لسان العديد من مسؤوليها والناطقين باسمها- حملة استمرت لأكثر من سنة، تمحورت حول ترويج رواية سياسية تقول إن صفقة القرن تستهدف بالأساس إقامة دولة فلسطينية في غزة على حساب الضفة الغربية، وكانوا يقولون إن ذلك يمثل خيانة وتآمراً، وإن لديهم الكثير من الإرهاصات والدلائل على ذلك! تكشفت بنود الصفقة، ونشرت على العلن دون أن يرد فيها ذلك المخطط الموهوم الذي جرى تمريره وترويجه بكثافة، وكان يتحدث عن دولة في غزة تمتد إلى سيناء، لا أدري هنا من أي مبدأ انطلق جماعة أوسلو في اعتراضهم على تلك الدولة التي كانت مجرد وهم، هل لأنها استثنت جزءاً من الوطن أم لأنها استثنتهم؟ إن كان لأنها استثنت جزءاً من البلاد، فـ «أوسلو» اعترفت للاحتلال بمعظم البلاد، ولا ندري من صاحب تلك الرواية؟ وعلى ماذا اعتمد مرددوها؟ هل كان المقصود سحب الرأي العام تجاه خطر مفترض عوضاً عن الخطر الحقيقي؟ أم هي هجمة استباقية؟ صفقة القرن أو خطة ترمب تقتطع مساحات واسعة من الأراضي من مناطق نفوذ السلطة في الضفة الغربية، وبدأت فعلياً في خطوات الضم لتلك المناطق، لتكون تحت سيطرة الاحتلال بالكامل، بالإضافة للقدس كاملة، ومشاريع الاستيطان والتهويد في تسارع كبير، تلك هي الصفقة الحقيقية التي تجري على الأرض، ولم أشهد تصدياً فعلياً رسمياً لها سوى بالخطابات. لا أدري إن كان ذلك تعبيراً عن عجز أم تفريط أم شيء آخر! إلا أنه بالحقيقة يضعنا أمام واقع مأساوي تعيشه القضية الفلسطينية، فمن روّج لتلك الرواية المتعلقة بغزة وحصر الصفقة بها، ليجعلها في موضع الدفاع بدل الهجوم كان يريد في أفضل الأحوال أن يخرج من دائرة الاتهام بالفشل والاتهامات الأخرى، بعد أن سقط مشروعه، وداسته الصفقة. الصفقة فعلياً لم تأتِ على أي جزء من غزة، بل يمكن القول إنها البقعة الوحيدة من فلسطين التي لم تأخذ الصفقة شبراً واحداً جديداً منها، بل طالبت بنزع سلاحها، وتفكيك حركات المقاومة المتواجدة داخلها. من الجيد التفكير ببديل فلسطيني حقيقي، يعبرعن تطلعات الشعب الفلسطيني الحقيقية في العودة والحرية والاستقلال، وأن لا تبقى رهينة لسياسيين بهذا المستوى، وإلا، فالنتيجة تضييع لحقوق ملايين الفلسطينيين في أرضهم، ومئات الملايين في مقدساتهم. بدلاً من توجيه الانتقادات والاتهامات والسهام للداخل، كان ينبغي توجيهها في مسارها الصحيح نحو من ينتزع الأرض ويصادرها، ويستوطن فيها، وهو المسؤول عن تقليص نفوذ ودور وصلاحيات السلطة، ويهدد مشروعها المفترض نحو الوصول لدولة على أجزاء من فلسطين التاريخية. كنت أتمنى لو كانت الجهود والطاقات صرفت في مسارها الصحيح، ومن ثم أسأل الجميع عن الجهود الحقيقية للتصدي للصفقة، فالشعب على الأرض يحتشد فجراً في كل جمعة بأكبر المساجد، ليس للصلاة فحسب، وإنما للتعبير أيضاً عن رفضه لتلك المخططات، والدور يقع الآن على عاتق من تولوا المسؤولية، ليضعوا البرامج والخطط الحقيقية لإحباط المخططات التصفوية، وإلا، إن ظل سلوكهم بهذا العبث، فهم -بقصد أو جهل- جزء أساسي من تلك المخططات.

«الضمّ» الإسرائيلي.. أبعاد وتداعيات

«الضمّ» حلقة من حلقات المشروع الصهيوني المتوسع في المنطقة، ويأتي ضمن سلسلة خطوات قام بها الصهاينة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية، وكانت النية نحو مخطط ما يسمى بـ «الضمّ» وما شابه مبيّتة وجاهزة قبل...

فلسطين.. أولويات ضائعة في مرحلة حرجة

تعيش فلسطين هذه الأيام تحت وطأة تهديد ابتلاع الاحتلال الإسرائيلي مناطق واسعة منها، ضمن ما يعرف بمخطط «الضم» الذي من المرجح -حسب أحاديث إعلامية إسرائيلية- أن يكون على أكثر من مرحلة، وأنه يستهدف هذه المرة...

في ذكرى النكسة.. هل ينسى العربي جرحه؟

ما أشبه اليوم بالبارحة! وما أسرع أن ينسى جزء من الناس جراحهم وتاريخهم! وينسى كثير من العرب أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منهم في مثل هذه الأيام من عام 1967م، زهاء 20000 عربي، وجرح واعتقل آلافاً...

عباس.. «إلغاء اتفاقيات» أم هروب من استحقاقات؟

قد يقول البعض إنه ليس من الجيد الآن، وفي هذه الفترة تحديداً، أن ننصرف إلى النقد الداخلي بدلاً من الحديث عن ضرورة التوحّد في مواجهة مشاريع الاحتلال التوسعية الجديدة، أو ما اصطلح على تسميته «مشروع...

«الضمّ».. فصل من فصول النكبة

في حين يواجه العالم أزمة تفشي وباء «كورونا»، ويسعى إلى السيطرة عليه والتقليل من آثاره السلبية، يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى مزيد من التوسع على حساب حقوق الفلسطينيين وأراضيهم، ومن ذلك ضمّه أو سلبه قبل أسابيع...

النكبة والندبة!

النكبة شكلت الواقع الفلسطيني وجزءاً كبيراً من أفكار الفلسطينيين وتصوراتهم ونمط حياتهم، مثّلت نقطة تحوّل فارقة، أصبحت القضية جزءاً من حياة الفلسطينيين، وسمة عامة يعيشونها، يلاحقونها وتلاحقهم. وينبغي أن تظل «النكبة» حاضرة لأنها تعيد تلخيص...

أحاديث التطبيع من مضامين الصفقة!

عندما نتحدث عن مسلسلات درامية وُضعت لها ميزانيات بملايين الدولارات من أجل تمرير خطاب التطبيع والتهوين من قيمة القضية الفلسطينية، فبكل تأكيد يعني الأمر أننا لم نعد نتحدث عن مجرد خطوات فردية واجتهادات عابرة، الأمر...

هل يأكل «النظام العالمي» نفسه؟

ملامح تآكل «النظام العالمي» الحالي تتجلى كثيراً في هذه الفترة، ولطالما تغنى هذا النظام بعناوين التضامن الدولي، ورفع لافتات التكافل الإنساني، وما إلى ذلك من اللافتات التي كانت جزءاً من أدواته للبقاء، ومد نفوذه وعلاقاته،...

شذرات في وقت التيه والقلق

مع انتشار فيروس «كورونا» وسط الاضطرابات الكبيرة التي تحدث في العالم، يعيش الناس قلقاً كبيراً على مصائرهم ومستقبلهم؛ بعض القلق مُبرَّر وأكثره لا، فالقلق لا يبدّل المصائر ولا يقي من المخاطر، بل لربما يكون هو...

لا تيأس.. فلسطين باقية!

في ظل ما بين أيدينا من المعطيات قد نقول إن الصراع حسم، وإن الكفة تميل لصالح الاحتلال بانحراف صارخ، وإن عقارب الزمان تسير لصالحه، لا شك أن تلك المعطيات واضحة إذا أخذنا بالاعتبار أن الدولة...

الازدواجية العمياء وانتقاص العاملين!

إن من أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به الإنسان هو انشغاله بالجدل وابتعاده عن العمل، وما هو أسوأ من ذلك أن ينشغل بالجدل في أمر العاملين وعملهم دون فعل شيء، ودون تقديم حلول ممكنة وتصورات...

التطبيع مع الاحتلال.. تصالح مع الظلم!

من حين إلى آخر تعود قضية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لتتصدر عناوين وسائل الإعلام ونقاشات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد كان لافتاً أثرها الكبير على توجهات الرأي العام العربية خلال الانتخابات التونسية. فقد اكتسب الرئيس التونسي...