


عدد المقالات 191
فلنبدأ أولى فقراتنا في هذا المقال بالحديث عن النواقص بدلاً من المكملات. ما ينقصنا بالفعل سيمنحنا تغييرات كبيرة، وهذا ما أؤمن به بشدة، فبحثنا عن النواقص هو السبيل الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى اكتشاف احتياجاتنا بأحجامها الكبيرة والصغيرة. لا يطمح الإنسان إلى أن يكون مجرد شخص عادي، ولربما هناك من يقف عند هذا الحد، ويكتشف لاحقاً أنه ليس مجرد إنسان عادي، على الرغم من انغلاقه في روتين محصور في آلية اعتيادية، متشابهة أيضاً في نمط العيش والتفكير حتى. حتى يكتشف لاحقاً أنه مساهم في تنمية، مواكب لصحوات معاصرة، ومطّلع على أحداث مباشرة؛ إذ يكتشف أنه جزء لا يتجزأ من مجتمع ينظر في المكملات، ويغفل النظر عن النواقص، حيث تساعده في الاندماج والعمل أكثر ضمن حركة إنتاجية مساهمة، ومجتمع تنموي متقدم وواعٍ. قد لا نتمكن من الخروج من حلقة منغلقة اعتدنا عليها واعتادت علينا، لدرجة عدم استطاعتها التخلي عنا. ولكن بالتأكيد نستطيع أن نكسر قيوداً أوهمتنا بأن بقاءنا في دائرة اعتيادية مغلقة قد تُعدّ استقراراً واكتفاء. فلنتأكد أن الإنسان أسمى من أن يكون محتكَراً في دائرة لا ترسم له طرقات جديدة، ولا تفتح آفاقاً واسعة، حيث يسبح فيها بحسب ما يكتشف في نفسه من نواقص. نحن قدرات عظيمة، نستوعب مكملات لا تنفي النواقص؛ بل نكتشف النواقص أيضاً لنصل إلى مرحلة المكملات. هذه رحلة مستمرة لا تعرف الوقوف ولا ترغمك على الوقوف، في حال اكتشفت أن نواقصك هي مفتاح لآفاق خارج الدائرة، لا حدود لها ولا جدران توقفها عن الصعود. اسمح لنفسك بتعدي الجدران، اجتز الحواجز، واستكمل نواقصك؛ حينها ستكتشف خدمتك لنفسك أولاً، حينما تسأل الأسئلة الناقصة في حياتك وتجيب عنها لتستكمل بقية مسيرتك التي لا تدور في دائرة منغلقة. فلا ينجو طموح الإنسان من الاعتياد، ولا يجيب عن أسئلته بين قضبان الانغلاق. فلا عذر يُقبل عن ضيق الوقت، ولا حجة تُؤخذ بجدية من ضغوطات حياتية. فإن كانت الحياة بلا ضغوطات، هل فكرت بأي نواقص ستنجو من تلك الدائرة المسوّرة؟!
لست متأكدة ما إن كانت هذه نهاية ورقية لجريدة محلية؛ حيث يعي معها الكاتب لنهاية عموده الصحافي، أم أنها بداية جديدة بنقلة نوعية وارتقاء تكنولوجي يخلفه توديع للورق؛ إذ نحن في واقع ما بين المرحلتين:...
تصوّر لو أن المشاعر ما زالت مسطّرة بين أوراق كتب، أو ورق بردي أو حتى على قطع جلد دار عليه الدهر، تخيّل لو كان الغناء طرباً ذهنياً، وكانت الحكايات قصصاً على ورق، حين تتيح لك...
أن يمر العالم بقحط ثقافي، فهذا ليس بأمر عادي، فتبعاته كثيرة، ولكن لنعتبره في البداية أمراً وارداً في ظل الأزمات التي لم تكن في الحسبان، ولا تقف الأزمات عند السياسة، بل لاحظنا وبمرارة كيف للأمراض...
عرس، احتفال، تجمع أو عزاء، مجمع، حديقة، مقهى وممشى، هل نحن قادرون على استيعاب صدمة لم تخطر على البال؟! مصطلحات اقشعررت منها شخصياً، قد تكون الفكرة واضحة بأن الأولوية ليست في التجمعات البشرية على قدر...
كما هو الحال الراهن، تظل مسألة انتشار فيروس «كوفيد 19» مستمرة، ولا يأس مع الحياة كما يقولون، حتى ولو زادت أعداد المصابين وتدرجت أعداد المتعافين، إذ إن الآلية مستمرة ما بين محكين، عند مواجهة الإصابة...
من أبرز ما يتم التركيز عليه في الوقت الراهن هو مفهوم الهوية الوطنية، وأدرك أنني بالتزامن قد أبتعد عن احتفالات يوم وطني، وقد تكون المسألة صحية في واقع الأمر عند تكرار أهمية المفهوم وغرسه بعيداً...
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أهمية أخذ الحيطة والحذر من انتشار فيروس «كورونا» بوتيرة سريعة، كما هو حاصل مع الأعداد المتزايدة لحاملي الفيروس في الشرق الأوسط. لم تصل الحالة إلى إنذار وبائي -لا قدّر الله-...
غير مستبعد أن يُتهم المثقف بأمراض شتى، أو كما أطلق عليها الباحث عبدالسلام زاقود "أوهام المثقفين"؛ حيث تؤدي إلى موته السريع. وتُعتبر الأوهام سبباً في تدنّي إمكانياته المخلصة وولائه الإصلاحي تجاه مجتمعه، فالمثقف ما إن...
ما يحدث في المجتمعات اليوم هو في الحقيقة إخلال في الحركات الكلاسيكية، أو لنقل في المنظور القديم الذي كان يقدّم نمطاً معيناً في تسيير أمور الحياة، وهذا ليس خطأ، إنما يُعدّ أمراً طبيعياً وسليماً، عندما...
وتستمر الاحتفالات والتوقيتات التي تتزامن مع احتفالات اليوم الوطني، ولا يسعنا في الحقيقة الحديث عن مواضيع بعيدة جداً عن مسألة نستذكرها بشكل أكبر خلال موسم الاحتفالات، ترتبط بالانتماء وتعزز من المفهوم الذي طالما كان محط...
«إن كل الناس مثقفون، لكن ليس لهم كلهم أن يؤدوا وظيفة المثقفين في المجتمع». نظرية سردها الفيلسوف السياسي أنتونيو غرامشي، حول مفهوم النخبة. ومن هنا سأحلل المقولة وأقول إن جميع الناس مثقفون بالتأكيد، فالثقافة لا...
في البداية، دعوني أعتذر منكم على غصة انتابتني من بعد قصة واقعية مؤلمة، تأثرت بها وأدخلتني في عوالم كثيرة وتساؤلات عميقة. فحتى من الأمثلة التي ستُذكر في هذا المقال لم تُستدرج في الرواية؛ إنما هي...